نيويورك تايمز: عالم الرياضة دفع الثمن غاليًا بسبب منح تنظيم كأس العالم لقطر

تكبد قطاع الرياضة في العالم خسائر بسبب فوز قطر بتنظيم مونديال كأس العالم

نيويورك تايمز: عالم الرياضة دفع الثمن غاليًا بسبب منح تنظيم كأس العالم لقطر
أمير قطر تميم بن حمد

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قطاع الرياضة العالمية بأكمله دفع ثمن إقامة مونديال كأس العالم ٢٠٢٢ في قطر، وأنه لأجل تلميع الدوحة وتحقيقها العوائد من البطولة الدولية دفع العالم ثمنا باهظا.

وأوضحت الصحيفة مع بدء الاستعدادات لمونديال 2022، هناك شعور بأن الدولة المضيفة قطر  ستحصل على العوائد، على الرغم من عقد من الانتقادات والغضب الدولي مما حدث طيلة هذه السنوات.

واعتبرت الصحيفة أن على مدار الـ١١ عاما الماضية، مر أكثر من عقد من الغضب والفضائح والاتهامات والجدل، وهو ما دفع البعض للتساؤل لماذا يستحق الأمر كل هذا العناء؟!

وقالت الصحيفة إن تكلفة المشروع والملاعب التي تمت إقامتها في الصحراء الغابرة كانت متوقعة، ومشار إليها في الاقتراح، لكن تلك المئات من المليارات لم تكن الثمن الوحيد الذي تم في مونديال ٢٠٢٢.

واعتبرت نيويورك تايمز أن هذا القرار غير كرة القدم على مستوى بشكل أساسي لا رجوع فيه، ففي هذا الأسبوع، عندما كشف الدوري الإنجليزي الممتاز عن جدول أعماله للموسم المقبل، أعلن بفخر أنه قد توصل إلى طريقة للحد من تأثير كأس العالم 2022 في حملة واحدة، في إشارة إلى مساوئ المونديال المرتقب في قطر.

وهنا، أشارت الصحيفة إلى أن تأثير تلك البطولة كان كبيرًا، لدرجة أنها أصابت نسيج هذه الرياضة.

وأدى منح البطولة لقطر إلى سقوط هيئة كاملة من النبلاء المشهورين والمثقفين في الفيفا. وأدى إلى تحقيقات كاسحة في مكافحة الفساد وكشف لما حدث في الفنادق الفخمة. 

وأضافت: "لقد جعلت أكثر من بضعة أشخاص على قوائم المطلوبين وأدخلتهم إلى السجن. وأنهت مسيرة ميشيل بلاتيني. في النهاية، وأطاحت ببلاتر".

واعتبرت الصحيفة أن منح البطولة الدولية قطر، تسبب فيما هو أكثر من ذلك، فقد قوضت الثقة في الهيئة التي كان من المفترض أن تمثل المصالح الفضلى للعبة، وقد مزق ذلك بشكل عنيف العلاقات بين الفيفا وجميع المنظمات التي تغذيها، مثل الاتحادات والبطولات والأندية والنقابات والمشجعين.

وقالت الصحيفة: إن التصويت لقطر في عام 2010 لم يكن الخطيئة الأساسية لكرة القدم، موضحة أن الكراهية وانعدام الثقة أصبحا سمة الرياضة قبل بلاتر، وجاء منح تنظيم البطولة إلى قطر ليكشف فجأة ذلك الفساد وفداحته.

وبناء عليه، تؤكد الصحيفة الأمريكية أنه من الصعب ألا نصدق أنه منذ ذلك اليوم فصاعدًا ، أصبحت الانقسامات في عالم كرة القدم أكثر وضوحًا، وأكثر واقعية، وأكثر صرامة، وأن اللعبة لم تتعافَ أبدًا من وعكة الفساد منذ ذلك الوقت.

وأكدت نيويورك تايمز أن أولئك الذين شاركوا في التصويت، والمستهدفين من قبل التحقيقات، والذين طاردتهم الشرطة السويسرية خارج مناصبهم أو ألقت القبض عليهم من على أَسِرّتهم، سيكونون على الأرجح مع الرأي القائل بأنه ربما كان من الأفضل لو فازت أستراليا.

وتابعت: "كذلك، بالطبع ، هؤلاء العمال المهاجرون الذين لقوا حتفهم خلال موجة البناء غير المسبوقة في قطر في السنوات التي تلت فوزها بحقوق الاستضافة."، لافتة إلى انه تختلف التقديرات حول عدد الذين فقدوا أرواحهم من أجل الطموح الخيالي لقطر: فوفقًا للجنة المنظمة للحدث مات ٣٨؛  بينما تؤكد التقديرات وفاة 6500 من خمس دول في جنوب آسيا وحدها، وفقًا لتحقيق مستقل. وللأسف ، من المرجح أن يكون التقرير الأخير أكثر دقة. وعموما فإن كلا الرقمين مرتفع جدًا.

واعتبرت الصحيفة أن الدوحة أفلتت من المساءلة رغم كل هذه الانتقادات، ولم تجلب كل سنوات العناء التي استمرت ١١ عاما سوى المساءلة حول نظام العمل بالسخرة، الذي أجبر جميع هؤلاء العمال المهاجرين على الذهاب إلى العمل في حرارة شديدة في مشاريع ذات نطاق انتصار وغطرسة ميدانية، ومنعتهم من المغادرة.

وأكدت الصحيفة أن تلك السنوات كشفت عن سجل قطر السيئ في مجال حقوق الإنسان، إضافة إلى نسيجها الاجتماعي المفتت.