الحوثي يواصل تهديداته في البحر الأحمر.. هل سيتم التحرك دولياً؟

الحوثي يواصل تهديداته في البحر الأحمر

الحوثي يواصل تهديداته في البحر الأحمر.. هل سيتم التحرك دولياً؟
صورة أرشيفية

يشنّ الحوثيون هجمات بطائرات مُسيَّرة وصواريخ تستهدف سفناً بالقرب من مضيق باب المندب الإستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، بزعم الضغط على إسرائيل في حربها مع حركة حماس في قطاع غزة، في الوقت نفسه حذّر مسؤول أميركي بارز من أنّ مهاجمة سفن الشحن الدولية تهدد مكاسب السلام اليمني، وقال إنّها لا تساعد أهالي غزة.

انتهاكات مستمرة

في الوقت نفسه كشفت تقارير أن هذه الانتهاكات التي يقوم بها الحوثي ستتسبب في  تأثر السلام اليمني الداخلي بالعمليات الحوثية البحرية؛ إذ حضّ بشدة الأطراف اليمنية على وضع احتياجات الشعب اليمني في المقام الأول، وعدم دفع اليمن إلى صراع إقليمي أوسع من خلال هذا السلوك التصعيدي، وأن مهاجمة سفن الشحن الدولي أمر غير قانوني وخطير، ويتعارض مع القانون الدولي، ويهدد الاستقرار في اليمن، وكذلك المكاسب التي تحققت في العامين الماضيين لدعم جهود السلام وإنهاء الحرب، حسبما كشف تقرير لشبكة "رؤية" الإخبارية.

أعمال عسكرية

يقول الدكتور عيدروس النقيب، المحلل السياسي اليمني، إنه عندما شرعت الجماعة الحوثية في أعمالها العسكرية في منطقة جنوب البحر الأحمر على خط الملاحة الدولية باستهداف السفن التجارية وضرب بعضها ومحاصرة البعض الآخر كانت الجماعة تدرك أنها، كما في كل تاريخها، تمارس أعمالاً تمثل خرقاً للقانون الدولي، وتتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ومختلف المواثيق والمعاهدات الدولية بشأن التجارة والملاحة عبر المياه الدولية، كل ذلك تحت حجة مساندة المقاومة الفلسطينية والتصدي للعدوان الإسرائيلي وجرائمه في حق الفلسطينيين.

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": يعلم الحوثيون أنهم بأعمال القرصنة التي يمارسونها لا يخدمون المقاومة الفلسطينية في شيء، ولا يضرون الكيان الصهيوني في شيء، لكنهم بحماقتهم أو بما يعتبرونه شجاعة منهم -وهو لا يمت للشجاعة بصلة- يعرضون منطقة جنوب البحر الأحمر، وكل المنطقة لمخاطر لا حصر لها، ويقدمون بطاقة عبور مجانية لإسرائيل وحلفائها للهيمنة على طرق التجارة الدولية في المنطقة.

ولفت أن الحوثيين بأعمالهم الإرهابية يخدمون الإعلام الصهيوني من حيث تصويرهم للعالم أنه لا يتضامن مع الفلسطينيين إلا الإرهابيون فقط، وهم بذلك يثبتون الدعاية الصهيونية بأن المقاومة الفلسطينية هي حركة إرهابية.

أعمال إرهابية

من جانبه قال أحمد جباري، المحلل السياسي اليمني، إن ما يمارسه الحوثيون قرصنة فجة ومكشوفة وعمل إرهابي بامتياز، فضلا عن كونه مغامرة انتحارية لا تصيبهم وحدهم بل تجر معها كل البلدان المطلة على البحر الأحمر وبينها اليمن إلى ما لا تُحمد عقباه، وهو لا يختلف عما تمارسه إيران في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز، كلما أرادت أن تبعث برسائلها السياسية لابتزاز القوى الدولية ومراكز النفوذ العالمية.

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن ما يقوم به الحوثي عمل إرهابي لعدة أسباب: فهو أولاً يجري في منطقة المياه الدولية، وثانياً يستهدف سفناً وناقلاتٍ ليست عسكرية، وغالبا لا علاقة لإسرائيل بها، أما التحجج بدعم المقاومة الفلسطينية، فهو مجرد أكذوبة مكشوفة لأن هذه الأعمال كما قلنا لا تقدم ولا تؤخر في كل ما يخطط له قادة إسرائيل من استهداف لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، ولن يفشل هذه المساعي الشيطانية سوى النضال الفلسطيني المستميت المعبر عن تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه وتاريخه وهويته العربية الفلسطينية، وليس الأعمال الصبيانية التي يعتقد الحوثيون ومن ورائهم إيران بأنهم قد خطفوا بها ألباب دعاة الحق وأنصار الحقيقة، بينما هم يمارسون ضد شعبهم ما لا يختلف عما تمارسه الدولة الصهيونية ضد الفلسطينيين.