صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الجوية والبرية على محافظات غزة الـ 5 في اليوم الـ95 للحرب واستهدفت مواقع عدة بالقصف المدفعي، وكثفت التوغل التكتيكي والنوعي في المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع عبر مناورات القناصة والقوات المترجلة مع مواصلة تصعيد المواجهات في خان يونس وعودة الاشتباكات في الشمال بين المقاومة والاحتلال عقب أسبوع من الهدوء الحذر، وتكبد الاحتلال 15 قتيلًا من قواته خلال الـ48 ساعة الأخيرة في ظل تأكيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أن الحركة لن تطلق أسيرًا واحدًا حيًا إلا عبر المسار التفاوضي.

وذكر تقرير لشبكة "رؤية" أنه حذرت منظمات دولية بأن 2.2 مليون شخص في غزة في مرمى المجاعة نتاج سياسات الاحتلال التي تحرمهم من الغذاء، ويقوض المساعدات والإمدادات الخارجية ، وحذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار المنظومة الصحية في غزة بوتيرة متسارعة منددة باحتجاز 66 من العاملين بالمجال الصحي في القطاع، كما أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن 3 مستشفيات في محافظة الوسطى وخان يونس مهددة بالإغلاق، بسبب أوامر إخلاء المناطق المجاورة واستمرار القتال.

انتهاكات بالجملة 

وفي هذا الصدد قال عبدالمهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، إنّ المنطقة تشهد لأول مرة في الإنسانية جرائم إبادة بنطاق واسع كما يحدث في قطاع غزة الآن، موضحا أنّ جرائم دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تخفى على أحد، والتصريحات الصادرة عن القادة الإسرائيليين تتحدث عن القضاء على الشعب الفلسطيني إما بالأسلحة التي يتمّ بها القصف يوميا، أو بالتجويع والقتل البطيء.

وأضاف مطاوع في تصريح لـ"العرب مباشر" هناك جهود مصرية على مستويات متعددة، خاصة المستوى السياسي الذي يتضمن التنسيق مع المؤسسات الدولية بهدف تخفيف ومحاولة ترميم الوضع الإنساني في قطاع غزة، وأبرزها وقف إطلاق النار والاتفاق على هدنة إنسانية وخلق ممرات آمنة لنفاذ المساعدات إلى القطاع المحاصر.

تواصل العدوان

ومن جانبه أكد المستشار طه الخطيب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الأرقام المعلنة عن شهداء العدوان الإسرائيلي في غزة غير دقيقة وهناك أكثر من 29 ألفا و500 ما بين شهيد ومجهول الهوية ومفقود، فضلا عن أن هناك أكثر من 7500 تم دفنهم في الطرقات والمدارس من الأماكن التي ارتقوا فيها. 

وأضاف في تصريح أن المتوسط اليومي لضحايا غزة هو 350 شهيدا وليس 100 ولا 150 كما تروج الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن المأساة تتفاقم إنسانيا في غزة وسياسيا، لا بارقة أمل في الوقت الحاضر.

وتابع أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تستطيع تحديد غايتها لوقف إطلاق النار وهم يريدون إخلاء قطاع غزة لتحقيق نصر مزعوم، وهم أعلنوا القضاء على حماس والسلطة ومقومات الحياة الإنسانية، ولكن المشهد الحقيقي هو تهجير 2 مليون إنسان لخارج قطاع غزة، مؤكدا أن الموقف المصري يعالج الموضوع وفق الإمكانيات المتاحة.