لعنة الانقلابات تطارد إفريقيا.. الجابون تطيح برئيسها بعد ساعات من الانتخابات

أطاحت الجابون برئيسها بعد ساعات من الانتخابات

لعنة الانقلابات تطارد إفريقيا.. الجابون تطيح برئيسها بعد ساعات من الانتخابات
صورة أرشيفية

ظهر ضباط بالجيش على شاشة التلفزيون الوطني في الجابون ليعلنوا استيلاءَهم على السلطة، ما أثار التكهنات بأن لعنة الانقلابات بدأت تنتشر في القارة الإفريقية، حيث جاءت أحداث الجابون بعد فترة وجيزة من انقلاب النيجر الذي لا يزال يثير الانقسامات والأزمات الإقليمية في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية.

إلغاء الانتخابات

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بأن الانقلابيين في الجابون أكدوا أنهم ألغوا نتائج الانتخابات التي جرت يوم السبت والتي أعلن فوز الرئيس علي بونغو بها.

وقالت اللجنة الانتخابية: إن بونجو فاز بأقل من ثلثَي الأصوات في انتخابات زعمت المعارضة أنها مزورة، ومن شأن الإطاحة به أن تنهي سيطرة عائلته على السلطة في الجابون التي استمرت 53 عاما.

وأضافت الإذاعة البريطانية، أن الجابون تعد إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط في إفريقيا، بينما تغطي الغابات ما يقرب من 90% من مساحة البلاد، وانضمت إلى الكومنولث في يونيو 2022، لتصبح واحدة من أعضائها القلائل الذين لم يكونوا مستعمرة بريطانية، حيث ظهر 12 جنديًا على شاشة التلفزيون في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وأعلنوا إلغاء نتائج الانتخابات وحل "جميع مؤسسات الجمهورية"، وأضافوا أن حدود البلاد مغلقة "حتى إشعار آخر".

وتابعت أنه إذا تأكد ذلك، فسيكون هذا هو الانقلاب الثامن في المستعمرات الفرنسية السابقة في إفريقيا خلال السنوات الثلاث الماضية، ومع ذلك، فإن معظم الآخرين يقعون شمالاً، في منطقة الساحل، حيث أدى التمرد الإسلامي إلى تزايُد الشكاوى من فشل الحكومات المنتخبة ديمقراطياً في حماية السكان المدنيين.

مراقبة للأزمة

وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن: إن بلادها تتابع الوضع عن كثب، في حين قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: إن الانقلاب العسكري سيزيد من عدم الاستقرار في إفريقيا.

وقال جوزيب بوريل: "هذه قضية كبيرة بالنسبة لأوروبا"، وفي الوقت نفسه، قالت مجموعة التعدين الفرنسية إيراميت، التي توظف آلاف الأشخاص في الجابون: إنها أوقفت جميع أعمالها في البلاد لأسباب أمنية.

وقال الجنود الذين أعلنوا الانقلاب الواضح: إنهم من لجنة الانتقال واستعادة المؤسسات ويمثلون قوات الأمن والدفاع في البلاد.

وقال أحد الجنود لقناة "غابون 24" التلفزيونية: "لقد قررنا الدفاع عن السلام من خلال وضع نهاية للنظام الحالي".

وأضاف أن ذلك يرجع إلى "الحكم غير المسؤول الذي لا يمكن التنبؤ به والذي أدى إلى استمرار تدهور التماسك الاجتماعي مما يهدد بجر البلاد إلى الفوضى".

وسُمعت أصوات إطلاق نار عالية في عاصمة البلاد ليبرفيل عقب البث.

وقال أحد سكان مدينة بورت جنتيل الغربية: إن صديقًا أيقظه وأخبره عن البث الذي بثه الجندي.

وأضافوا أنه "تم بث بيان مرارا وتكرارا على القناتين التلفزيونيتين الوطنيتين"، مضيفين أنه يبدو أن جميع أجزاء قوات الدفاع والأمن في الجابون متورطة.

ويقول ويل روس، محرر "بي بي سي" و"ورلد سيرفيس إفريقيا": إن هذا يشير إلى أن الانقلاب ربما لم "ينتهِ بعدُ" وإنه ستكون هناك بعض المقاومة.

ولم يكن هناك ردّ فوري من الحكومة على إعلان الجنود، كما أن مكان وجود السيد بونغو غير معروف، كما تم تعليق الوصول إلى الإنترنت بعد انتخابات يوم السبت لأسباب أمنية، ولكن تم استعادته بعد وقت قصير من الاستيلاء الواضح. كما تم فرض حظر التجول.