حاملة الطائرات نيميتز تتجه للشرق الأوسط في تحرك عاجل وسط تصاعد التوترات

حاملة الطائرات نيميتز تتجه للشرق الأوسط في تحرك عاجل وسط تصاعد التوترات

حاملة الطائرات نيميتز تتجه للشرق الأوسط في تحرك عاجل وسط تصاعد التوترات
حاملة الطائرات

أفاد مسؤول أمريكي، الاثنين، أن مجموعة حاملة الطائرات "نيميتز" الهجومية تتجه نحو الشرق الأوسط "دون تأخير"، في خطوة تحمل دلالات استراتيجية على خلفية تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. 

التحرك الأمريكي يأتي في توقيت بالغ الحساسية، ويؤكد عزم واشنطن على تعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

وكان من المقرر أصلًا أن تصل "نيميتز" إلى الشرق الأوسط ضمن جدول زمني محدد، لتحل محل مجموعة حاملة الطائرات "كارل فينسون" التي تمركزت في المنطقة منذ نحو سبعة أشهر، لكن التطورات الأخيرة دفعت وزارة الدفاع الأمريكية إلى تسريع المهمة، وإلغاء زيارة كانت مقررة لإحدى الموانئ في طريقها، لتصل سريعًا إلى وجهتها.

القدرات القتالية لحاملة "نيميتز"

وتعد حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز (CVN-68) من أقوى قطع البحرية الأمريكية، وهي الأقدم ضمن فئة نيميتز، سميت على اسم الأدميرال تشيستر نيميتز، أحد أبرز قادة البحرية خلال الحرب العالمية الثانية، وتحمل الحاملة ما يصل إلى 90 طائرة مقاتلة وإسنادية، مما يمنحها قدرة هائلة على شن عمليات جوية متواصلة.

"نيميتز" ليست مجرد منصة إطلاق للطائرات، بل تُعتبر قوة ضاربة متنقلة، تشارك في مهام بحرية معقدة، وتساهم في فرض الهيمنة البحرية الأمريكية في أي منطقة تتواجد بها، وقد نفذت مؤخرًا عمليات أمن بحري في بحر الصين الجنوبي، ضمن تواجدها الروتيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

دور الردع والمناورة في الشرق الأوسط

وصول "نيميتز" إلى الشرق الأوسط يعكس استراتيجية أمريكية قائمة على الردع والجاهزية، فمع تصاعد التهديدات المرتبطة بالصراع الإيراني الإسرائيلي، يُنظر إلى الحاملة كأداة ضغط ورسالة واضحة للخصوم الإقليميين، بأن واشنطن مستعدة للرد بسرعة على أي تطور عسكري.

ومن المرجح أن يُصاحب وصول "نيميتز" تحرك بعض القطع البحرية الأخرى القادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، باتجاه شرق البحر المتوسط. هذه القطع نفذت، بحسب المسؤول الأمريكي، عمليات اعتراض ناجحة لصواريخ استهدفت إسرائيل، مرتين على الأقل خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

إلغاء زيارة فيتنام وتبدل الأولويات

في سياق التحرك العاجل، ألغت "نيميتز" زيارة كانت مقررة إلى أحد الموانئ الفيتنامية، ووفق مصادر مطلعة، أُبلغت السفارة الأمريكية في هانوي بأن الإلغاء جاء بسبب "متطلبات عملياتية طارئة"، في إشارة واضحة إلى التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، هذا التبدل في الأولويات يعكس كيف تؤثر التطورات الجيوسياسية في قرارات الانتشار العسكري الأمريكي.

التواجد الأمريكي المتجدد في المنطقة لا يعد أمرًا جديدًا، بل هو امتداد لاستراتيجية طويلة الأمد تركز على حماية المصالح الأمريكية، وردع أي تهديدات محتملة. 

ومع استمرار المواجهات بين إيران وإسرائيل، يصبح حضور "نيميتز" أكثر من مجرد مهمة دورية، بل عنصرًا رئيسيًا في مشهد عسكري إقليمي شديد التقلب.

وفي الوقت الذي لم تتضح فيه بعد المدة التي قد تتداخل فيها "نيميتز" و"فينسون" في مياه الشرق الأوسط، إلا أن المؤكد هو أن هذا الحضور المزدوج سيشكل نقطة ارتكاز في عمليات الردع والدفاع، وربما يؤسس لمرحلة جديدة من التوترات العسكرية في المنطقة.

وتبادلت إسرائيل وإيران إطلاق الصواريخ والتهديدات لليلة الخامسة على التوالي الثلاثاء، ما أثار مخاوف من تصعيد الحرب بين العدوين اللدودين إلى درجة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا إلى "إخلاء طهران فورا"، فيما تتم عمليات إجلاء جماعية من إسرائيل وإيران.

ورغم دعوات المجتمع الدولي لإنهاء الأعمال العدائية، لا يظهر أي من الجانبين أي علامات على تخفيف حدة المواجهة العسكرية المستمرة منذ الجمعة عندما شنت إسرائيل هجوما على إيران بهدف معلن، وهو منعها من الحصول على قنبلة ذرية.