تل أبيب ترفض تفاؤل ترامب: لا مؤشرات على صفقة أسرى أو تهدئة وشيكة في غزة
تل أبيب ترفض تفاؤل ترامب: لا مؤشرات على صفقة أسرى أو تهدئة وشيكة في غزة

أعرب مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى - مشاركون في مفاوضات صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة- عن عدم رؤيتهم أي أساس لتفاؤل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص قرب التوصل إلى اتفاق، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
وكان ترامب قد أعلن من البيت الأبيض، يوم الجمعة، أنّ وقف إطلاق النار في غزة قد يتحقق بحلول الأسبوع المقبل، وهي تصريحات فاجأت دوائر صنع القرار في القدس التي لم تتلقَّ أي تحديث مسبق يفيد بحدوث تقدم يبرر هذا التقدير.
تشكيك إسرائيلي في التفاؤل الأمريكي
وأكد المسؤولون الإسرائيليون أنه لا توجد مؤشرات على أي مرونة في موقف حركة حماس، ولا تغيّر في موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن إنهاء الحرب.
ويرى هؤلاء، أن تفاؤل ترامب يعكس رغبة شخصية في استثمار الزخم الذي أعقب المواجهة الإسرائيلية‑الإيرانية لتحقيق إنجاز سياسي جديد.
وعلى الأرض، لم يطرأ تغيّر ملحوظ، فالمحادثات غير المباشرة والوساطة المكثفة التي تقودها قطر ومصر مستمرة من دون تحقيق اختراق.
كما نفى المسؤولون صحة التقارير التي تحدثت عن زيارة قريبة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مؤكدين أنه غير مجدول للوصول في الأيام المقبلة.
الاحتجاجات المتجددة لعائلات الأسرى
وتابعت الصحيفة، أنه للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، نظم أهالي المحتجزين لدى حماس تظاهرة في تل أبيب بعد وقف إطلاق النار مع إيران.
وقالت إيناف زانغاوكر، والدة الأسير ماتان: إن أبناءها صمدوا حتى الآن عكس كل التوقعات لكنهم لن يظلوا أحياء طويلاً، محذرة من أن الوقت ينفد.
وخاطبت نتنياهو مباشرة مؤكدة وجود صفقة مطروحة على الطاولة وأن ما يعطلها هو رفضه إنهاء الحرب، مضيفة أن عليه اتخاذ قرار إعادته كما قرر شن العملية ضد إيران.
تقديرات حماس وخيارات التهدئة
وأوضحت مصادر في حماس، أن الاجتماعات المتوازية في القاهرة والدوحة هي الأكثر جدية حتى الآن بفضل زيادة الانخراط الأمريكي، إلا أنها اعتبرت الحديث عن اختراق كبير خلال الأسبوع المقبل سابقًا لأوانه، مرجحة أن يستغرق التوصل إلى اتفاق جزئي أسبوعين أو ثلاثة.
وبحسب تقييمات الحركة، فإن الخيار الأرجح هو تهدئة مؤقتة لمدة ستين يومًا استنادًا إلى مقترح ويتكوف، تشمل التزامًا بالهدوء وإنفاذ بروتوكول إنساني متفق عليه.
وشددت حماس على تمسكها بمطالبها الجوهرية، وأبرزها: وقف القتال، ورفع الحصار، والانسحاب الكامل من القطاع، وإعادة الإعمار.
موقف الحركة من تصريحات ترامب
تعليقًا على إعلان ترامب بإمكان إبرام صفقة الأسبوع المقبل، قالت حماس: إن بوسع الإدارة الأمريكية إحراز تقدم إذا مارست ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل، أما إذا استمر الدعم المطلق للسردية الإسرائيلية فلن يتحقق أي اتفاق.
كما حذرت الحركة من محاولة فرض صفقة شاملة ضمن تحرك إقليمي أوسع، مؤكدة أنه لا إفراج عن الأسرى من دون موافقة قيادتها.
وذكرت مصادر مطلعة على المفاوضات، أن الحديث عن صفقة أمريكية شاملة تتضمن وقف إطلاق النار، واتفاق الأسرى، وإنهاء الحرب، وتوسيع اتفاقيات أبراهام، لم يُطرح على مستوى رفيع بين واشنطن وتل أبيب، وإذا طُرح فهو ما يزال في مراحله الأولية ولم تصل أي صيغة ملموسة إلى إسرائيل، كما لم تُمارس ضغوط أمريكية بهذا الشأن حتى الآن.
زيارة مرتقبة لوزير الشؤون الإستراتيجية
تترقب الحكومة الإسرائيلية زيارة وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر إلى واشنطن غدًا الإثنين، إذ تأمل في الاطلاع للمرة الأولى على خطط الإدارة الأمريكية العملية لمستقبل غزة إن وجدت.
أُرجئت زيارة نتنياهو لواشنطن التي كانت مقررة هذا الأسبوع لعدم نضوج الظروف السياسية والدبلوماسية داخل الإدارة الأمريكية، وتشير تقديرات في العاصمة الأمريكية إلى إمكانية إرجاء الزيارة إلى أواخر يوليو مع استمرار دراسة المواعيد.
مسار موازٍ للتطبيع مع سوريا
تحدثت مصادر مطلعة عن فكرة يدرسها البيت الأبيض بجدية تتمثل في اتفاق تطبيع بين إسرائيل وسوريا يهدف إلى تدعيم حكم الرئيس أحمد الشرع في مواجهة تهديدات داخلية، وإبعاد النفوذ الإيراني عن الحدود، ومنح إسرائيل إنجازًا دبلوماسيًا إضافيًا.
وتحتفظ إسرائيل بقناة اتصال غير رسمية مع دمشق وسط تأكيدات بوجود تقدّم ملموس. غير أن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا أنهم لم يتلقوا أي اقتراح لإنهاء القتال، مشيرين إلى صعوبة إحراز تقدم طالما لم تُبدِ حماس مرونة حقيقية، على أن تتضح الصورة أكثر بعد زيارة ديرمر المنتظرة.