اعتداء بالرصاص على طالبات اليمن.. جريمة جديدة يرتكبها الحوثي في صنعاء

تواصل ميلشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب جرائمها ضد الشعب اليمني وتعتدي علي الطالبات

اعتداء بالرصاص على طالبات اليمن.. جريمة جديدة يرتكبها الحوثي في صنعاء
صورة أرشيفية

كشفت مقاطع فيديو عن أعمال عنف ولقطات مرعبة وإطلاق الرصاص الحي على فتيات إحدى المدارس في صنعاء بسبب رفضهن ترديد شعارات حوثية، حيث أقدم مجموعة من الحوثيين وعلى رأسهم علي الكحلاني، بضرب الرصاص الحي على الطالبات في ساحة المدرسة بعدما رفضن ترديد الشعارات الحوثية، في مشهد أثار غضبًا واسعًا بين اليمنيين.

اعتداء بالرصاص على طالبات صنعاء

وقالت وسائل إعلام محلية في اليمن: إن المشرف الحوثي علي الكحلاني، أراد من طالبات إحدى مدارس صنعاء ترديد الصرخة الحوثية، فكان الرد من الطالبات ترديد هتافات: "بالروح بالدم.. نفديك يا يمن"، فلجأ المسؤول الحوثي ومن معه إلى إطلاق الرصاص الحي والاعتداء على الطالبات في حرم المدرسة.

وبحسب اليمنيين، فإن هذه الواقعة تؤكد أن الميليشيا الحوثية لا تريد الجمهورية، وإنما تسعى لفرض وغرس مبدأ الإمامة الإيرانية البغيضة في عقول جيل المستقبل. 

كتب لتربية متطرفين

ولم تكن هذه الواقعة الأولى أو الوحيدة التي يرتكبها الحوثي في التعليم وطلاب اليمن، ففي واقعة سابقة رفض اليمنيون محاولات الحوثي لبث أفكارهم المتطرفة في التعليم اليمني، عندما طبعت الميليشيا المتطرفة كتابا للتربية الوطنية يحمل صور مسلحيهم وأفكارهم الإرهابية على نفقة اليونيسيف، الأمر الذي اعتبره اليمنيون تهديدا بإنشاء جيل كامل مسلح بالأفكار الإيرانية المتطرفة.

وتكشف التقارير عن انتهاكات ميليشيات الحوثي المستمرة في حق التعليم اليمني، من تفجير وإحراق للمدارس بصورة متعمدة.

كما رصد التقرير الحقوقي الذي أشهرته لجنة الحقوق والإعلام، ارتكاب ميليشيا الحوثي لنحو 9 آلاف انتهاك بحق التعليم في محافظة الجوف وحدها في شمال شرقي اليمن منذ انقلاب ٢٠١٤. 

انتهاكات لا حصر لها

وبحسب ذلك التقرير، فقد تم رصد 8 آلاف و998 انتهاكاً بحق التعليم في المحافظة خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى مارس2021،  باستهداف ممنهج للعملية التعليمية من تفجير وإحراق للمدارس بصورة متعمدة، واستخدامها للأعمال العسكرية ومخازن للأسلحة، والتعسفات ضد الكوادر التربوية.

كما أشار التقرير إلى تنوع الانتهاكات المرصودة ما بين قتل واعتداءات وتعذيب واعتقالات ونهب للمساعدات الإنسانية وتجنيد الأطفال من المدارس ونزوح وتشريد التربويين وحرمان الطلاب من التعليم وتفجير للمنازل والمدارس واقتحام ونهب للمؤسسات التعليمية.

وبلغت حالات القتل 9 حالات، إضافة إلى ١٧٤ حالة اعتداء جسدي وتهديد.

اختطاف التربويين

كما سجل فريق الرصد 750 حالة اختطاف وإخفاء قسري، بالإضافة إلى رصد 25 حالة تعذيب وحشي في سجون ميليشيات الحوثي، و463 حالة نزوح وتشريد قسري للتربويين، و17 تفجيرا لمنازل التربويين والمعلمين.

كما تواصل "الميليشيات التعسفات والفصل الوظيفي بشكل مستمر في حق المعارضين لها بمحافظة الجوف حيث تم تسجيل 1340 حالة فصل، وتعسف وظيفي تنوعت بين فصل وظيفي وإقصاء ممنهج وتهديد بالفصل وإحلال كوادر موالين للحوثيين".

كما وثق التقرير 176 حالة اقتحام للمنشآت التعليمية بين مدارس حكومية ومدارس أهلية ومدارس القرآن الكريم ومعاهد تعليمية ومعاهد تدريب، وتم رصد 10 حالات تفجير وإحراق للمدارس والمؤسسات التعليمية في الجوف.

انتهاكات واسعة

كما سجل التقرير 181 حالة انتهاك واستخدام المدارس ومؤسسات التعليم في الأعمال العسكرية ومخازن للأسلحة وسجون وأماكن للحشد والتدريب.

وارتفعت نسبة تجنيد الأطفال دون السن القانونية على ميليشيا الحوثي، وبلغ عددهم في مارس 394، علاوة على نهب المساعدات الإغاثية 634.

إتاوات حوثية عن كل تلميذ

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد فرض الحوثيون مبالغ مالية طائلة على كل تلميذ في مدارس صنعاء والمدن الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، الأمر الذي اضطر الكثير من أبناء اليمن لترك المدارس وإنهاء أحلامهم بالتعليم.

وأشارت وثائق نشرتها "دويتشه فيله" الألمانية، إلى أن الحوثيين فرضوا دفع 1000 ريال عن كل تلميذ في المدارس الحكومية شهرياً، تحت مسمى "المساهمة المجتمعية"، ويزيد المبلغ بالنسبة للطلاب في المرحلة الثانوية إلى أكثر من 12 ألف ريال كرسوم غير مباشرة للعام الدراسي.
 
تلاميذ اليمن يهجرون المدارس
 
ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، فإن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس يزيد عن مليوني طفل وفتاة في سن التعليم.

ولفت المكتب إلى أن هذه الزيادة تجاوزت الضعف، مقارنة بفترة قبل عام 2015 (تصاعد الحرب)، في حين أن عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدات تعليمية أصبح يقدر بنحو 8.1 مليون، وبزيادة سبعة أضعاف عما كان عليه قبل 2015.
 
ويوضح تقرير أعدته كتلة التعليم في اليمن (مجموعة المنظمات الإنسانية وشركائها المحليين)، في مارس/آذار2021، أن الرسوم المدرسية التي تُضاف بشكل غير رسمي من قبل المدارس، تسببت في عزوف العائلات عن إرسال أطفالها للتعليم، خصوصا مع تفاقم حد الفقر في بلد يعيش 80 بالمائة من أهله تحت خط الفقر.
 
الفتيات ضحية جرائم الحوثي

وتؤكد التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة والبنك الدولي وكتلة التعليم أن الفتيات هن الفئة الأكثر تضرراً بالظروف الاقتصادية بالمقارنة بالفتيان؛ إذ إن 36 بالمائة من الفتيات خارج المدارس مقارنة بـ24 بالمائة للفتيان، وسط تحذيرات من أن الفتيات اللواتي لا يتمكن من الالتحاق بالمدارس أكثر عرضة لزواج القاصرات، وهي الظاهرة التي ارتفعت نسبتها ثلاثة أضعاف في السنوات الأخيرة.
 
مرتبات المعلمين


وعلى الرغم من التمويلات التي يضعها المجتمع الدولي للتعليم في اليمن، فإن التعليم تحت سيطرة الحوثيين يعتبر الأسوأ دائما.
 
وكما هو الحال بالنسبة للغالبية من الموظفين الحكوميين بمناطق سيطرة (الحوثيين)، انقطعت مرتبات المعلمين، فمنذ سبتمبر/أيلول 2016، كانت رواتب المعلمين في صدارة الأزمات التي وجهت ضربة قاصمة للعملية التعليمية علاوة على ما تعانيه أساساً من تأثيرات الحرب المستمرة منذ سنوات.