في ذكرى 30 يونيو.. كيف انتهت جماعة الإخوان بعد تخلي تركيا وقطر عنهم

تحل ذكري ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالإخوان في مصر

في ذكرى 30 يونيو.. كيف انتهت جماعة الإخوان بعد تخلي تركيا وقطر عنهم
صورة أرشيفية

مرت 8 سنوات على ثورة 30 يونيو في مصر وسقوط حكم الإخوان، وخلال هذه الفترة فشلت الجماعة في تحقيق أي نجاحات على المستوى السياسي، بل أصبح أعضاؤها مطاردين بعد تخلي قطر وتركيا عنهم مقابل المصالحة مع مصر وتجاهل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لهم، لتتلقى الجماعة صفعات متتالية خلال العام الأخير.


ثورة شعبية 


ويعد 30 يونيو من عام 2013 هو اليوم الذي نزل فيه ملايين المصريين إلى الشوارع للإطاحة بحكم الإخوان الإرهابية . 


وبحسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية، وعلى مدار 8 سنوات، كانت خزائن قطر وتركيا مفتوحة على مصراعيها لجماعة الإخوان المسلمين وأي عدو آخر لمصر ورئيسها. 


يمكنهم مساعدة أنفسهم كما يحلو لهم، بإطلاق القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية، وكذلك الصحف ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية.


كان قادة التنظيم أحرارًا في تأسيس الشركات ومكاتب تحويل الأموال التي تمول خلايا المجاهدين واشترت أطنانًا من القنابل والمدافع والعبوات الناسفة. 


وهربوا إلى مصر لقتل ضباط وجنود ورجال شرطة انتقاما من الرئيس عبد الفتاح السيسي وفي محاولة لتقويض الأمن الداخلي وتأجيج الاستياء الشعبي كخطوات للإطاحة بالحكومة.


في ذلك الوقت، لم تكتف قطر وتركيا بحرب العصابات التي شنها الإخوان المسلمون في سيناء، بل تسللت إلى ليبيا بالسلاح والمال والخبراء والمرتزقة لمحاصرة مصر  تمهيدًا لإعادة السلطة إلى ورثة مؤسس الإخوان الإمام حسن البنا.


ووصلت الأمور إلى نقطة تحولت فيها إسطنبول والدوحة إلى غرف عمليات للإخوان المسلمين، حيث تدبروا الأنشطة العلنية والسرية ضد حكومة السيسي. كما استضافوا شخصيات متورطة بشكل مباشر في جرائم إرهابية في مصر وأسماؤهم على قوائم الإرهاب.


وخلال 8 سنوات، لم تدخر وسائل الإعلام التركية والقطرية أي اتهامات عبر كل وسيلة ممكنة إلا ووجهتها ضد السيسي شخصيًا وحكومته.


كل يوم كان الإخوان ينشرون من قواعدهم في إسطنبول والدوحة أخبار نجاحات خلاياهم المسلحة وهزائم الجيش المصري، وكلها تنذر باقتراب النصر. 


سقوط الإخوان 


وبعد 8 سنوات من المحاولات والأعمال الإرهابية، انهار التنظيم في قطر وتركيا.


ووفقا للصحيفة الدولية، استيقظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حقيقة أن الحكومة المصرية لم تولد من انقلاب غادر ضد الحكومة المنتخبة شرعياً والمحسوبة على جماعة الإخوان، وأن السيسي ليس ديكتاتوراً وخارجاً عن القانون بالمعايير الدولية والإنسانية، كما أدرك أن العلاقة معه ضرورية للصالح العام للشعبين ولأمن واستقرار المنطقة.


وفي الوقت نفسه، شهدت العلاقة بين مصر وقطر، وهي حليف دائم لتركيا، تراجعا كبيرا في التصعيد، أعقبه استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. 


وأجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري، مهنئاً إياه بقدوم شهر رمضان المبارك.


ثم أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن "مصر من الدول الكبرى في المنطقة وتلعب دورًا رائدًا في القضايا الإقليمية"، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي "يمثل الشرعية المنتخبة في مصر".


لذا فإن القصص التي بثتها قناة الجزيرة من الدوحة والقنوات الفضائية وطن والشروق ومكملين من إسطنبول ضد مصر وحكومتها منذ 30 يونيو 2013 لم تكن صادقة أو عادلة أو دقيقة. 


كما أن أرواح الأبرياء التي فقدت، والبيوت التي دمرت، والمصالح التي خربت وأهدرت الأموال على الأنشطة في سيناء والقاهرة ومدن مصرية أخرى خلال السنوات الثماني الماضية، هل دفعت ثمن الحماقة والسياسات والقرارات غير النزيهة وأحلام محكوم عليها بالفشل؟ 


خسائر الإخوان 


مثل هذه التحولات ليست غريبة في التاريخ السياسي، حيث تغير الحكومات مواقفها وسياساتها وفقًا لمصالحها المتغيرة.


وبعد هذه المصالحات أصبح الإخوان هم الخاسر الأكبر، فأولئك الذين سمحوا لأنفسهم باستخدامها بالكامل كأدوات للحكومات في معاركهم التي تخدم مصالحهم الذاتية، غالبًا ما يجدون أنفسهم، عندما تنتهي المعارك وتختفي الحاجة إليهم، خارج اللعبة.


وفي هذا المنعطف الإقليمي الجديد للعلاقات هناك خاسران، الأول جماعة الإخوان المسلمين بفكرها السياسي والعسكري والاقتصادي وهيكلها التنظيمي، والثانية هي الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما التي راهنت على الإخوان ودعمتهم بلا حدود.


واليوم، فإن الإخوان المسلمين محقون في القلق على مصيرهم، تحسبا لطردهم من البلدين، وفقا للشروط التي وضعتها الحكومة المصرية والبحث عن ملاذات بديلة ولكن عندما يكونون على قوائم المطلوبين من الإنتربول، سيكون صعبًا للغاية.


وفي ظل هذا الواقع الجديد، أصبح الإخوان شيئًا من الماضي. 

الموقف الأميركي 


فبعد خسارة العناق التركي والقطري الدافئ، تخلت أميركا في ظل إدارة الرئيس جو بايدن عن نهج "أوباما" الذي كان من المفترض أن يستمر في الرهان على التطرف الإسلامي. 


ولكن بايدن الآن يصحح أخطاء الماضي التي ارتكبها باراك أوباما وهيلاري كلينتون وبايدن عندما كان نائبًا لأوباما.


وارتكب كبار قادة الإخوان المصريين أخطاء تجاه حركتهم وتجاه أنفسهم وعائلاتهم عندما أصبحوا أتراكًا بشكل غير حكيم أكثر من أردوغان وقطريين أكثر من تميم، مدفوعين بالوهم بأن العداء التركي القطري لمصر قائم على المبادئ ومتجذر في الأيديولوجيا والمرونة.
لقد كانوا مفرطين في عدائهم لبلدهم ولم يتركوا مجالاً للمصالحة بينهم وبين شعوبهم. 


لقد فقدوا ملاذهم، ولم يحصلوا على إقامة دائمة في راحة بلدانهم المضيفة التركية والقطرية، برعاية أميركية جديدة، ولا يمكنهم الآن العودة إلى ديارهم بأمان.