الصحفيون في غزة.. شهود على الحقيقة تحت النار

الصحفيون في غزة شهود على الحقيقة تحت النار

الصحفيون في غزة.. شهود على الحقيقة تحت النار
صورة أرشيفية

في الأراضي المحاصرة بالصراع والدمار، يقف الصحفيون في غزة كحراس للحقيقة، متحدون الخطر والتهديدات لينقلوا الواقع المرير للعالم، تتوالى التقارير عن استهداف متعمد، حيث يُظهر تحقيق الاتحاد الدولي للصحفيين "أن قوات الاحتلال تستهدف الصحفيين في غزة بشكل متعمد"، هذا الاستهداف لا يُعد فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان، بل هو محاولة لطمس الحقائق وتكميم الأفواه.

*الاتحاد الدولي للصحفيين*

من جانبه، أكد نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين, أن جيش الاحتلال يستهدف الصحافيين في قطاع غزة بشكل متعمد، معتبرًا أن هذا الاستهداف يهدف إلى تعتيم الحقائق عن الوضع في غزة.

وأشار - في تصريحات صحفية -، إلى أنه تم إجراء العديد من التحقيقات حول الأوضاع الجارية في القطاع، مؤكدًا أن محاكم العدل الدولية تتحمل المسؤولية في محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

وأضاف بأنه تم تقديم عدة شكاوى إلى تلك المحاكم بشأن الهجمات الإسرائيلية على الصحافيين في غزة، مع استمرار قوات الاحتلال في شن الغارات والهجمات المدفعية وارتكاب الجرائم في مختلف مناطق القطاع، مشددًا على إدانة تدمير طائرات الاحتلال لمنازل في غزة، وسط تدهور الوضع الإنساني الكارثي ونزوح أكثر من 90% من السكان.

*ادانة أمريكية*

وزارة الخارجية الأمريكية أدانت استهداف الصحافيين في غزة، مؤكدة أنها تواصلت مع السلطات الإسرائيلية للضغط من أجل حماية عمل الصحفيين والسماح لهم بممارسة دورهم دون تعرض للتهديدات.

وفي بيان لها، عارضت الخارجية الأمريكية الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، معتبرة أنها تنتهك القانون الدولي وتشكل تهديدًا على المدى الطويل لأمن إسرائيل.

كما أعربت الخارجية الأمريكية عن متابعتها للوضع الإنساني الصعب في غزة وجهودها المستمرة لتقديم المساعدات الضرورية للسكان المتضررين.

*قصف واستهداف متكرر*

تعرض عدد من الصحافيين الفلسطينيين أمس لقصف مدفعي إسرائيلي استهدفهم في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، ذكر شهود عيان أن قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا استهدف مجموعة من الصحافيين وهم يغطون التطورات الميدانية في مخيم النصيرات، الذي شهد عملية عسكرية إسرائيلية.

وأفادت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح بوسط القطاع، أن القصف الإسرائيلي أسفر عن إصابة المصور الصحفي سامي شحادة، وتسبب في بتر قدمه اليمنى وجروح متفرقة في جسده، فيما أصيب مراسل قناة "تي آر تي" العربية سامي برهوم بجروح طفيفة.

وأشارت المصادر إلى إصابة الصحفي محمد الصوالحي بشظية في يده اليمنى في قصف مدفعي إسرائيلي آخر في المنطقة نفسها، يأتي هذا الحادث في سياق عدوان متواصل للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من نصف عام، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 140 صحفيًا استشهدوا جراء هجمات إسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي.

*استنكار أممي*

من جانبهم، أكد عدد من خبراء الأمم المتحدة اليوم أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر جعل الوضع في غزة يتصاعد إلى أحد أخطر النزاعات التي عاشتها المنطقة، وأصبح يشكل تهديداً كبيراً على حياة الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام.

وأعرب الخبراء عن قلقهم البالغ إزاء الارتفاع الكبير في عدد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين تعرضوا للقتل والاعتداء والجرح والاحتجاز في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في غزة، مع التجاهل الواضح للقانون الدولي.

وأدان الخبراء جميع أعمال العنف والتهديد والاعتداء على الصحفيين، داعين جميع الأطراف المتورطة في النزاع إلى حماية حياتهم.

و وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 140 صحفيًا وعاملاً في وسائل الإعلام قتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر، وأصيب آخرين بجروح، وقُتل ثلاثة صحفيين في لبنان جراء القصف الإسرائيلي.

 وأشاد الخبراء بشجاعة وصمود الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في غزة، مؤكدين استمرارهم في تأدية واجبهم رغم المخاطر التي يتعرضون لها، ورغم فقدان زملائهم وأحبائهم في واحدة من أخطر النزاعات في عصرنا.

وأبرز الخبراء مثال الصحفي في قناة الجزيرة، وائل الدحدوح، الذي فقد زوجته وطفليه وحفيده جراء القصف الإسرائيلي، وتعرض لهجوم بطائرة من دون طيار أدى لمقتل مصوره، بالإضافة إلى فقدان ابنه الآخر الذي كان صحفيًا في قناة الجزيرة أيضًا، وصحفي آخر قُتل في غارة إسرائيلية بطائرة من دون طيار في يناير 2024.