إيران تضع آلاف الجنود الأمريكيين في مرمى نيرانها بعد ضربة فوردو

إيران تضع آلاف الجنود الأمريكيين في مرمى نيرانها بعد ضربة فوردو

إيران تضع آلاف الجنود الأمريكيين في مرمى نيرانها بعد ضربة فوردو
قصف إيران

تواجه الآلاف من القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط خطرًا مباشرًا في حال أقدمت إيران على تنفيذ تهديداتها بالرد على الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وتؤكد التقديرات، أن الكثير من الجنود الأمريكيين لن تتاح لهم سوى دقائق معدودة لاحتماء من صواريخ إيرانية محتملة، في حال اتخذت طهران قرار التصعيد.

تحذيرات إيرانية وتصعيد أمريكي


وجاءت هذه التهديدات بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجيش الأمريكي بالمشاركة المباشرة في الحملة الجوية التي تشنها إسرائيل ضد إيران. 

خطوة اعتبرها مراقبون نقطة تحول خطيرة في مسار النزاع الإقليمي، ومن شأنها أن تجعل القوات الأمريكية أهدافًا رئيسية للانتقام الإيراني.

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، قد أطلق تحذيرًا حادًا الأسبوع الماضي، أكد فيه أن أي تدخل عسكري أمريكي سيكون مصحوبًا بـ«أضرار لا يمكن إصلاحها»، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

أكثر من 40 ألف جندي أمريكي في دائرة الخطر

يُقدّر عدد الجنود الأمريكيين النظاميين والمدنيين التابعين للبنتاغون المنتشرين في الشرق الأوسط بأكثر من 40 ألف شخص، فضلًا عن وجود مليارات الدولارات من الأسلحة والمعدات العسكرية المخزنة في قواعد مختلفة بالمنطقة. 

وأمضت الولايات المتحدة عقودًا في بناء وتحصين وجودها العسكري في الشرق الأوسط، سواء خلال الحروب أو بعدها، بحسب دانا سترول، المسؤولة السابقة عن سياسات الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأمريكية خلال إدارة الرئيس جو بايدن.

وأوضحت سترول، أن واشنطن عززت من إجراءاتها الدفاعية بعد هجمات حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، والتي أشعلت مواجهة إقليمية أوسع بين إسرائيل وحلفاء إيران في المنطقة؛ مما دفع الجيش الأمريكي إلى إعادة تقييم تحركاته وتموضعه تحسبًا لأي رد محتمل من طهران.

تحصينات أمريكية واستعدادات للرد

وقالت سترول: إن البنية الدفاعية الأمريكية في المنطقة صُممت بحيث تكون قادرة على الرد السريع في حال تعرضت لأي هجوم إيراني، سواء من خلال الصواريخ الباليستية أو الميليشيات المدعومة من إيران، مضيفة أن الولايات المتحدة «هيأت المسرح العسكري بالكامل لمواجهة إيران إذا اختار النظام الإيراني استهداف القوات الأمريكية».

القواعد الأمريكية في العراق والبحرين والكويت 

وبدوره، توقع عادل عبد الغفار، المحلل البارز في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية في الدوحة، أن تكون القواعد الأمريكية في العراق والبحرين والكويت ضمن أولى الأهداف الإيرانية المحتملة في حال قررت طهران الرد عسكريًا. 

وأشار، أن سحب الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من السفارات الأمريكية في تلك الدول الثلاث جاء كإجراء احترازي تحسبًا لأي هجوم مفاجئ.

سيناريوهات التصعيد 


وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، يتزايد القلق في الأوساط العسكرية والسياسية الأمريكية من أن يفتح الرد الإيراني المحتمل الباب أمام تصعيد إقليمي واسع، قد يمتد ليشمل دولًا أخرى تستضيف قوات أمريكية، مثل السعودية وقطر والإمارات.

ويرى مراقبون، أن أي هجوم إيراني مباشر على القوات الأمريكية لن يكون مجرد رد تكتيكي، بل سيكون تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك الإقليمي، وسيدفع واشنطن إلى الرد بقوة، ما يعيد سيناريوهات الحرب المفتوحة في منطقة لا تزال تتعافى من تبعات صراعات سابقة.

في ظل هذه المعطيات، تبقى منطقة الخليج على صفيح ساخن، بانتظار ما ستسفر عنه الساعات أو الأيام المقبلة، بين خيارين لا ثالث لهما: التصعيد أو العودة إلى طاولة التفاوض.