إيران وإسرائيل.. هل تنجح الدبلوماسية في ظل نيران التصعيد؟
إيران وإسرائيل.. هل تنجح الدبلوماسية في ظل نيران التصعيد؟

في خضم التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، الذي قد يتوسع ليصبح حربًا طويلة الأمد، ما تزال الدبلوماسية تمثل خيارًا محتملاً لمعالجة البرنامج النووي الإيراني المتوسع، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها.
ومع استمرار التوترات، يبقى الأمل قائمًا في استئناف المفاوضات التي تهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية، وهو الهدف الذي أكدت إيران مرارًا أنها لا تسعى إليه، وفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس أراغشي، يوم الأحد، أن إيران ما تزال منفتحة على التفاوض بشأن اتفاق نووي، مؤكدًا استعداد بلاده للتوصل إلى أي اتفاق يضمن عدم سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية.
وخلال حديثه أمام دبلوماسيين أجانب في طهران، شدد أراغشي على أن إيران لن تقبل بأي اتفاق يحرمها من حقوقها النووية، بما في ذلك حقها في تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة للأغراض المدنية، وفقًا لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
خلفية التصعيد
جاء تصريح أراغشي في أعقاب هجمات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية إيرانية ومصانع للصواريخ الباليستية، وهي ضربات وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها استباقية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.
وتزامنت هذه الهجمات مع الاستعدادات للجولة السادسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، والتي كانت تهدف إلى التوصل إلى اتفاق يحول دون تحقيق هذا السيناريو.
واتهم أراغشي إسرائيل بمحاولة تقويض الدبلوماسية وإفشال المفاوضات، وهو رأي يشاركه عدد من المحللين الغربيين.
وقال: إن النظام الإسرائيلي لا يريد أي اتفاق بشأن الملف النووي، ولا يسعى إلى المفاوضات أو الدبلوماسية.
وأضاف أن الهجوم الإسرائيلي لم يكن لمنع إيران من السعي لامتلاك سلاح نووي، بل كان يهدف إلى تعطيل المحادثات التي يعارضها نتنياهو بشدة.
موقف نتنياهو
يعتقد نتنياهو أن أي اتفاق يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، حتى بمستويات منخفضة، سيؤدي حتمًا إلى امتلاك إيران للأسلحة النووية في المستقبل.
وقد بدا مصممًا على منع هذا الاحتمال، معتبرًا أن اتفاقًا بين الولايات المتحدة وإيران قد يعيق هدفه الأساسي المتمثل في تدمير البرنامج النووي الإيراني، وربما يسعى أيضًا إلى زعزعة استقرار النظام الإسلامي في إيران.
من جهته، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في نجاح المفاوضات، مشيرًا إلى اعتقاده بأن الهجوم الإسرائيلي قد يدفع إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات من موقف أضعف وأكثر تسامحًا.
ومع ذلك، تتمسك إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
تحليل الوضع
أشار البروفيسور والي نصر، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز والذي عمل سابقًا في وزارة الخارجية الأمريكية خلال إدارة أوباما، إلى أن التوصل إلى اتفاق سريع يتطلب من إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم سيُنظر إليه على أنه استسلام.
وأضاف أن مثل هذا الاستسلام قد يجعل النظام الإيراني أكثر عرضة للضعف داخلياً، موضحًا: لن يتخلوا عن التخصيب بهذه السهولة، فهم لن يستسلموا.
سياق دبلوماسي أوسع
تأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه التوترات الإقليمية في التصاعد، حيث أفادت تقارير بتبادل هجمات بين إسرائيل وإيران، إلى جانب تطورات أخرى تشمل قصفًا إسرائيليًا في غزة أسفر عن مقتل 25 فلسطينيًا، وتحذيرات إسرائيلية للإيرانيين بالقرب من منشآت أسلحة، وهجمات بالصواريخ الباليستية من جماعة الحوثي في اليمن بالتنسيق مع إيران.
كل هذه الأحداث تضيف تعقيدًا إلى المشهد الدبلوماسي والعسكري في المنطقة.