إصرار على التطرف.. طالبان تورط الشعب الأفغاني في عزلة دولية

ورطت طالبان الشعب الأفغاني في عزلة دولية

إصرار على التطرف.. طالبان تورط الشعب الأفغاني في عزلة دولية
صورة أرشيفية

فرصة كبرى أضاعتها حركة طالبان للاعتراف الدولي بها خاصة بعد ممارساتها القمعية والعنصرية ضد الشعب الأفغاني ونسائه، وعلى رأس تلك الممارسات منع الفتيات من التعليم، الحركة لم تقدم للمجتمع الدولي أي ضمانات تخص حقوق الإنسان ووقف الانتهاكات؛ ما دفع ما لا يقل عن 12 دولة ومنهم باكستان كانوا على وشك الاعتراف بحكومة طالبان للتراجع عن قرارهم بعد أن شاهدوا بأنفسهم فشل حكام "كابول" في الوفاء بالوعود التي قطعوها للمجتمع الدولي.

ضياع الفرصة

يقول مسؤول باكستاني: لقد أضاعت طالبان فرصة عظيمة، فقد كانت هناك حوالي 10 إلى 12 دولة تفكر بجدية في الاعتراف بحكومتها في مارس، ولكن تلك الدول قررت عدم المضي قدماً في الاعتراف بعد تراجع طالبان عن بعض الوعود، خاصة فيما يتعلق بتعليم الفتيات"، مضيفًا أن الزخم كان هناك إلى حد كبير وليس باكستان فقط حيث كانت بعض الدول الكبرى مستعدة لقبول حكم طالبان رسميًا، ولو مضت تلك الدول قدما في قرارها، لكان من المؤكد أنها مهدت الطريق أمام دول أخرى لتحذو حذوها"، مؤكدًا أن طالبان الأفغانية هي المسؤولة فقط عن هذه الفرصة الضائعة.

وتابع في تصريحات لصحيفة "إكسبرس تربيون" الباكستانية، إنه عندما عادت حركة طالبان الأفغانية إلى السلطة في أغسطس من العام الماضي، أكدوا للمجتمع الدولي وجود حكومة شاملة، وعدم السماح باستخدام أراضيهم مرة أخرى من قِبل الجماعات الإرهابية واحترام حقوق المرأة، وكذلك السماح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة، كما أبلغت طالبان المجتمع الدولي بأنه سيتم إعادة فتح مدارس الفتيات بعد فصل الشتاء في مارس، ومع ذلك، لم تفِ طالبان بالتزاماتها وأصرت على سياسة التطرف ومنعت المجتمع الدولي من إضفاء الشرعية على حكمها.

عزلة طالبان

وأفادت الصحيفة بأنه في شهر يونيو، أجرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، أثناء زيارة لإسلام أباد، تقييمًا دامغًا لحكم طالبان الأفغانية، قائلة: إن الدولة التي مزقتها الحرب تسير في "الاتجاه الخاطئ"، وقال بيلاوال بوتو زرداري الدبلوماسي الباكستاني البارز "عندما ننظر عبر الحدود، فإن طالبان تقود البلاد إلى الانهيار"، مضيفا أن الآباء لا يعرفون كيفية إطعام أطفالهم. الفتيات محرومات من تعليمهن، تكاد تكون النساء مستبعدات من المشاركة في الحياة العامة، يتم قمع الأصوات المعارضة بوحشية، الاقتصاد يتدهور، موضحًا أن المجتمع الدولي يجب أن يقف موحداً وأن يقول لحركة طالبان بصوت عالٍ وواضح "إنكم تسيرون في الاتجاه الخاطئ"، وشدد في رسالة واضحة على أن الاعتراف بحكم طالبان أمر غير وارد في هذا الصدد، قائلا: "طالما أنهم يسلكون هذا الطريق، فلا مجال للتطبيع وحتى أقل للاعتراف بطالبان كحكام شرعيين للبلاد".

 
وتابع: إن هذا الرفض الدولي يأتي في ظل مكافحة حكومة طالبان لتقديم الإغاثة للأشخاص الذين ضربهم زلزال مدمر مؤخرًا بسبب عدم الاعتراف الدولي؛ ما دفع القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني بعقد لقاء الأسبوع الماضي مع المبعوث الأميركي الخاص في الدوحة سعيا لإلغاء تجميد الأصول الأجنبية للبنك المركزي الأفغاني، حيث أعلنت واشنطن عن حزمة إغاثة لضحايا الزلزال، لكن لا توجد مؤشرات على أنها ستسمح لطالبان بوضع أيديهم على الاحتياطيات الأجنبية التي احتجزتها الولايات المتحدة بعد عودتهم إلى السلطة في أغسطس من العام الماضي.