زراعة الحبوب تزدهر في أوكرانيا مرة أخرى.. هل تحل أزمة الغذاء في العالم؟

زراعة الحبوب تزدهر في أوكرانيا مرة أخرى

زراعة الحبوب تزدهر في أوكرانيا مرة أخرى.. هل تحل أزمة الغذاء في العالم؟
صورة أرشيفية

يعمل المزارعون مثل أولكسندر كوسينيوك في هذه القرية الواقعة في وسط أوكرانيا على زيادة صادرات الحبوب بفضل النجاح العسكري المفاجئ الذي أخضع أسطول البحر الأسود الروسي على بعد مئات الأميال، ما يمهد بحل أزمة الغذاء التي انتشرت في العالم بسبب هذه الحرب، وفقًا لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.  
  
عودة الزراعة  

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد أغرقت طائرات بدون طيار تابعة للبحرية الأوكرانية سلسلة من السفن الحربية الروسية، ما وضع مساحات واسعة من البحر الأسود خارج حدود البحرية الروسية، وسمح لأوكرانيا بزيادة صادرات الحبوب إلى مستويات قريبة من مستويات ما قبل الحرب من موانئها الرئيسية في أوديسا.  

وقال كوسينيوك البالغ من العمر 46 عاماً، والذي تنتج مزرعته التي تبلغ مساحتها حوالي 7000 فدان القمح والشعير والذرة، من بين محاصيل أخرى: "إن ذلك بفضل قواتنا المسلحة، بدون الممر، ليس لدينا صادرات، وليس لدينا اقتصاد".  

وأضافت الصحيفة، أن هذا الانتصار بمثابة نقطة مضيئة نادرة بالنسبة لأوكرانيا، التي عانت من انتكاسات أخيرة في ساحة المعركة، وتراقب بفارغ الصبر النزاعات السياسية في الولايات المتحدة التي أدت إلى توقف التمويل الإضافي الذي كانت في أمس الحاجة إليه.   

وتوفر زيادة الدخل دفعة في الوقت المناسب لاقتصاد البلاد، الذي فقد حوالي ثلث إنتاجه في السنة الأولى من الحرب قبل أن يستعيد حوالي 5٪ في عام 2023.  


  
عودة الصادرات  

وتضاعفت صادرات الحبوب إلى أكثر من 5 ملايين طن في ديسمبر مقارنة بنحو 2 مليون طن في سبتمبر، ومن شأن هذه الزيادة، إذا استمرت، أن تضيف 3.3 مليار دولار إلى الصادرات هذا العام و1.2 نقطة مئوية إلى النمو الاقتصادي، وفقا ليوليا سفيريدينكو، وزيرة الاقتصاد الأوكرانية.  

وتابعت الصحيفة، أن أوكرانيا كانت من بين أكبر خمس مصدرين للحبوب على مستوى العالم، حيث صدرت حوالي ثلثي إنتاجها، معظمه عن طريق السفن، حتى الغزو الروسي واسع النطاق في فبراير 2022، وتوقفت الشحنات من موانئ أوديسا عندما أبحرت السفن الحربية الروسية في مكان قريب وأطلقت نيران المدفعية على موانئ أوديسا، ما تسبب في أزمة غذاء عالمية كبرى.  

توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق يبدأ في يوليو 2022 للسماح لبعض السفن التي تحمل الحبوب بالإبحار. لكنهم عانوا من تأخيرات بلغ متوسطها خمسة أو ستة أسابيع بسبب عمليات التفتيش التي أجراها مسؤولون روس وآخرون.   

أما طرق التصدير الأخرى، مثل الطرق البرية عبر بولندا أو من الموانئ النهرية على نهر الدانوب، فهي باهظة الثمن وبطيئة ومكتظة. ويمكن ركن الشاحنات المحملة بالحبوب في طوابير لعدة أيام.  
  
ضربة أخرى  

وتعرضت الصادرات البحرية الأوكرانية لضربة أخرى في يوليو بعد أن رفضت روسيا تمديد صفقة الحبوب، واضطر العديد من المزارعين إلى تحميل الحبوب في أكياس صوامع بيضاء ضخمة، تستخدم عادة للتخزين المؤقت، بسبب نفاد المساحة في الصوامع والمستودعات.   

وتابعت الصحيفة، أنه اعتبارًا من أغسطس، نقلت أوكرانيا المعركة إلى البحرية الروسية بسلسلة من الضربات على السفن الحربية والمنشآت البحرية، ورغم أن أوكرانيا لا تمتلك سفنًا حربية كبيرة خاصة بها، فقد استخدمت الطائرات البحرية بدون طيار وصواريخ كروز لتأثير مدمر، حيث أغرقت السفن في البحار المفتوحة وفي موانئها الرئيسية في سيفاستوبول ونوفوروسيسك. وفي الأشهر الأربعة الأخيرة من عام 2023، دمرت أوكرانيا خمس أسطول البحر الأسود الروسي، وفقًا لوزارة الدفاع البريطانية.  

استخدمت أوكرانيا أيضًا طائرات بدون طيار لضرب ناقلة نفط روسية كانت قد أعادت إمداد القوات الروسية في سوريا، مما كان بمثابة تحذير من تهديد أوسع نطاقًا، وكان التأثير هو وضع جزء كبير من البحر الأسود خارج حدود البحرية الروسية وفتح مساحة للسفن التجارية لاستئناف صادرات الحبوب من أوديسا.