من رحلة الموت إلى الرفض.. كيف يواجه اللاجئون العرب الحياة في أوروبا؟

يواجه اللاجئون العرب الحياة المأساوية في أوروبا

من رحلة الموت إلى الرفض.. كيف يواجه اللاجئون العرب الحياة في أوروبا؟
صورة أرشيفية

القوارب الصغيرة المحملة بأحلام اللاجئين الفارين من الحروب الأهلية والصراعات تأتي يوميًا بلا هوادة إلى شواطئ أوروبا، ففي الأسبوع الماضي، توفي أكثر من ثلاثمائة شخص يائس يبحثون عن ملجأ بعد غرق قارب مكتظ قبالة سواحل اليونان.

مأساة المهاجرين

وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن المآسي تستمر في الظهور، حيث وصلت أعداد الهجرة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وأولئك الذين صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يطالبون بإجابات، إنها أوروبا التي تعاني من الهجرة وتغير المناخ والتكنولوجيا والحرب.

وتابعت: إن اللاجئين من السودان وسوريا واليمن وليبيا وأفغانستان وباكستان وغيرهم يأتون إلى أوروبا بحثًا عن حياة أفضل وهربًا من ويلات الحرب والصراعات الداخلية، ولكن ثمة حقائق إنسانية يواجهها اللاجئون الناجون من قسوة البحر، بمجرد وصولهم إلى أوروبا، وكيف يُجبرون على التكيف لتغطية نفقاتهم والتأقلم مع الثقافات الجديدة واللغة الجديدة.

وأضافت: أن اليوم الأول في الدول الأوروبية لا يقل صعوبة عن الرحلة المصيرية في عرض البحر، فهم يجدون أنفسهم في دولة غريبة مطاردون وخائفون، أغلبهم لا يعرف لغة هذه البلد، يبحثون عن أمان فقدوه في وطنهم.

رحلة البحث عن الأمان

في العشرينات من عمره، فر إبراهيم من سوريا التي مزقتها الحرب عندما كان مراهقًا وشق طريقه إلى ألمانيا عبر رحلات طويلة بالسيارة بمساعدة جوازات سفر مزورة.

يقول: "كانت الرحلة باهظة الثمن، لقد دفعت 4 آلاف دولار فقط للدخول إلى اليونان، قدت للتو مباشرة إلى اليونان بجواز سفر مزور وبصمات أصابعي وكل شيء".

وصل أخيرًا إلى ألمانيا حيث وجد نفسه في المدرسة في كولونيا وكان ضحية للتنمر الشرير،  ويقول إبراهيم: "كانوا يقيمون في صفوف، في مدرسة عادية يومية، حيث كانوا ينظرون إلي لأنني لا أستطيع التحدث باللغة الألمانية، حيث كان لديهم كل شيء، لكنهم ما زالوا يسخرون مني، يضحكون على لهجتي العربية.. لقد جعلني هذا أشعر بالفزع لدرجة أنه حتى الآن، لم أرغب حتى في تذكر ما مررت به في البداية".

كان لدى إبراهيم أحلام كبيرة في أن يصبح ممثلاً، لكن بعد معاناته من أجل العثور على عمل، أصبح موديل، حيث جذب المصورين الألمان بملامحه العربية الأصيلة الرائعة، هذا الأمر قابله غضب من عائلته العالقة في سوريا، فأصبح منبوذا بينهم، غير قادر على الاندماج مع المجتمع الألماني، ولم يعد شخصا مرغوبا به في عائلته وبين أصدقائه العرب.

عناية إلهية

ورصدت الصحيفة البريطانية، قصة أخرى لشاب يدعى عبود من  سوريا، كان في رحلة عبر البحر المتوسط في قارب صغير، كاد يموت في الطريق، بعد أن غرق القارب وكان يحوم فوقه هو وأصدقاؤه نسر بأجنحة ضخمة ينتظر وفاتهم أو الانقضاض عليهم أحياء، ولكن بمعجزة إلهية سبح إلى بر الأمان ووصل إلى ألمانيا حيث كان يعمل سائق توصيل في أمازون، مقيدًا بجدول عقابي في محيط غير مألوف.

يقول: "ليس الأمر حقًا كما تخيلته إنها لم تعد مدينة ألمانية، حقًا، بعد الآن، إنها مليئة بالعرب والأتراك والبولنديين تنتشر الجريمة فيها بشكل كبير".

وتابع: "في قمة الهرم الوظيفي يجلس الألمان، ومن بعدهم مواطنو أوروبا الغربية، ثم الأتراك ثم القادمون من أوروبا الشرقية وفي الأسفل المهاجرون غير الشرعيين من الآسيويين والعرب".