خبراء: إيران تلقت ضربة استراتيجية تهز توازنها العسكري والسياسي

خبراء: إيران تلقت ضربة استراتيجية تهز توازنها العسكري والسياسي

خبراء: إيران تلقت ضربة استراتيجية تهز توازنها العسكري والسياسي
قصف إيران

عين المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الجمعة، اللواء عبدالرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، خلفًا للفريق محمد باقري الذي قُتل في الهجوم الإسرائيلي الأخير، وفق ما أفادت وكالة مهر الإيرانية.


وفي خطوة لافتة، أصدر خامنئي مرسومًا آخر بتعيين اللواء محمد باكبور قائدًا عامًا للحرس الثوري الإيراني، خلفًا للواء حسين سلامي، الذي لقي حتفه أيضًا خلال الهجوم. كما رُقّي باكبور إلى رتبة "اللواء".

وشملت التعيينات الجديدة أيضًا العميد علي شادماني الذي تم تكليفه بقيادة مقر "خاتم الأنبياء" المركزي، إلى جانب تعيين مؤقت لحبيب الله سياري في قيادة الأركان العامة للجيش، واللواء أحمد وحيدي على رأس الحرس الثوري.

وجاءت هذه التغييرات عقب تقارير عن مقتل ما لا يقل عن 20 من كبار القادة الإيرانيين، بينهم رئيس القوة الجوية للحرس الثوري، في ضربة إسرائيلية دقيقة.

وتضمنت قائمة القتلى شخصيات بارزة مثل اللواء غلام علي رشيد، اللواء داود شيخيان، وأمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوفضائية. كما سقط عدد من كبار علماء الذرة، من بينهم أحمد رضا ذو الفقاري ومهدي طهرانجي.

وفي حين تحدثت مصادر عن إصابة مستشار المرشد علي شمخاني، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلًا عن مسؤولين أمنيين بأنه قُتل في الهجوم.

وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد حاد بين إسرائيل وإيران، حيث نُفذت عمليات نوعية متزامنة داخل العمق الإيراني، بعضها نُسب إلى جهاز "الموساد"، ورافقها نشر الجيش الإسرائيلي لصور ضربات وُصفت بـ"الدقيقة" على أهداف حساسة.

وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، الخبير والمفكر السياسي، إن الضربات التي تعرضت لها إيران حديثًا وأسفرت عن مقتل عدد كبير من قيادات الجيش والحرس الثوري، تُمثل تطورًا غير مسبوق في حجم وعمق الاستهداف الإسرائيلي، وتكشف عن اختراق أمني وعسكري خطير داخل بنية النظام الإيراني.

وأوضح سعيد - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - أن التعيينات التي أجراها المرشد الإيراني علي خامنئي، وعلى رأسها تعيين اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان العامة، تعكس حالة ارتباك ومحاولة سريعة لملء الفراغ القيادي الذي خلفته العملية، مشيرًا إلى أن سقوط أسماء رفيعة مثل حسين سلامي ومحمد باقري وغلام علي رشيد يُعادل "زلزالًا" داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية.

وأضاف أن الضربة تحمل رسائل استراتيجية لإيران مفادها أن الردع الإسرائيلي تجاوز مرحلة الدفاع إلى الهجوم الاستباقي داخل العمق الإيراني، ما يضع النظام في طهران أمام معادلة جديدة تتطلب مراجعة حساباته الأمنية والعسكرية، وربما النووية أيضًا.

وأكد سعيد أن ما جرى ليس مجرد عملية عسكرية، بل حدث ستكون له انعكاسات واسعة على توازنات القوى في الإقليم، وربما يفتح الباب أمام مرحلة أكثر اضطرابًا في العلاقة بين إيران وإسرائيل، خاصة في ظل حديث بعض التقارير عن مقتل مستشار المرشد علي شمخاني، أحد أبرز العقول السياسية والأمنية في النظام الإيراني.

وقال الدكتور ماك شرقاوي، المحلل السياسي المقيم في الولايات المتحدة، إن الضربة التي استهدفت عددًا من أبرز قيادات الجيش والحرس الثوري الإيراني تُمثل تحولًا نوعيًا في قواعد الاشتباك، مشيرًا إلى أنها تحمل بصمات تنسيق استخباراتي عالي المستوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف شرقاوي - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - أن مقتل قيادات بحجم حسين سلامي، ومحمد باقري، وأمير علي حاجي زادة، يُشير إلى عملية معقدة استهدفت "رأس المنظومة العسكرية الإيرانية"، وهو ما من شأنه أن يشل قدرة طهران على الرد في المدى القريب، ويضع النظام في حالة ارتباك داخلي.

وأوضح أن واشنطن قد تكون أعطت ضوءاً أخضر لهذه الضربات في إطار استراتيجية الردع المشترك، لا سيما مع تصاعد تهديدات إيران في المنطقة، وتورطها في دعم ميليشيات مسلحة عبر الحدود، مما يُهدد أمن حلفاء الولايات المتحدة.

وأكد شرقاوي أن التعيينات السريعة التي أجراها المرشد الإيراني علي خامنئي، لا تعني بالضرورة أن المؤسسة العسكرية استعادت تماسكها، بل تعكس حجم الفجوة التي أحدثها الهجوم في هيكل القيادة، معتبرًا أن "إسرائيل أرادت أن تقول لإيران: نعرف أين أنتم، وسنضرب في العمق إذا لزم الأمر".