محو الهُوِيّة الثقافية.. الاضطرابات في السودان تستهدف المعالم التاريخية للخرطوم

تستهدف الاضطرابات في السودان المعالم التاريخية للخرطوم

محو الهُوِيّة الثقافية.. الاضطرابات في السودان تستهدف المعالم التاريخية للخرطوم
صورة أرشيفية

قال شهود: إن ألسنة اللهب اجتاحت العاصمة السودانية، وهاجمت قوات شِبه عسكرية مقر الجيش لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار القتال منذ ستة أشهر، وقال أحد سكان الخرطوم طلب عدم ذكر اسمه: "تدور الآن اشتباكات حول مقر الجيش بمختلف أنواع الأسلحة، حيث تسبب القتال في محو المعالم التاريخية للعاصمة الخرطوم وهُوِيّتها الثقافية". 

وقال شهود آخرون في جنوب الخرطوم إنهم سمعوا "دويات ضخمة" عندما استهدف الجيش قواعد قوات الدعم السريع شِبه العسكرية بالمدفعية، كما أفاد شهود عيان بوجود قتال في مدينة الأبيض، على بُعد 350 كيلومتراً (حوالي 220 ميلاً) جنوباً، كما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية. 
 
تدمير المعالم 

وقالت نوال محمد البالغ من العمر 44 عامًا: إن المعارك التي دارت يومي السبت والأحد بين الجيش النظامي والقوات شِبه العسكرية كانت الأعنف منذ بدء الحرب، وتعيش عائلتها على بعد ثلاثة كيلومترات على الأقل من أقرب اشتباكات، لكن محمد قالت إن الأبواب والنوافذ اهتزت بقوة الانفجارات، بينما أضرمت النيران في العديد من المباني في وسط الخرطوم. 

وأكدت الصحيفة أنه في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، شارك المستخدمون لقطات للنيران وهي تلتهم معالم في أفق الخرطوم، بما في ذلك وزارة العدل وبرج شركة النيل الكبرى للبترول وهو مبنى مخروطي الشكل ذو واجهات زجاجية أصبح رمزا للثورة، وأظهرت منشورات أخرى مباني مشتعلة نوافذها محطمة وجدرانها متفحمة أو مثقوبة بالرصاص. 

وقال بدر الدين بابكر، أحد سكان شرق العاصمة: "من المحزن أن نرى هذه المؤسسات مدمرة بهذا الشكل"، ومنذ اندلاع الحرب في 15 إبريل بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، قُتل ما يقرب من 7500 شخص، وفقًا لتقدير متحفظ من مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها. 

وحذر المدنيون وعمال الإغاثة من أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، لأن العديد من المصابين أو القتلى لم يصلوا إلى المستشفيات أو المشارح. 


 
تجاهل القانون الإنساني 

وقالت لجنة من المحامين المتطوعين المؤيدين للديمقراطية إن القتال في الخرطوم منذ يوم الجمعة أدى إلى مقتل عشرات المدنيين في "استمرار التجاهل للقانون الإنساني الدولي". 

وقالت الجماعة في بيان: "نعمل على تحديد عدد الضحايا المدنيين جراء القصف العشوائي". 

وأكدت الصحيفة أن الحرب في السودان دمرت البنية التحتية الهشة بالفعل، وأغلقت 80% من مستشفيات البلاد وأسقطت الملايين في براثن الجوع الحادّ، وقد نزح أكثر من 5 ملايين شخص، بما في ذلك 2.8 مليون فروا من الغارات الجوية المتواصلة ونيران المدفعية ومعارك الشوارع في أحياء الخرطوم المكتظة بالسكان. 

ويظل الملايين الذين لم يتمكنوا من مغادرة الخرطوم أو رفضوا ذلك، في المدينة، حيث يتم تقنين المياه والغذاء والكهرباء، وامتد العنف أيضًا إلى منطقة دارفور الغربية، حيث أدت الهجمات ذات الدوافع العرقية التي تشنها الميليشيات العربية إلى تجديد التحقيقات من قِبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب محتملة. 

واندلع قتال أيضًا في منطقة جنوب كردفان، حيث أفاد شهود مرة أخرى بتبادل نيران المدفعية بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأبيض.