طالب نواب أميركيون بطردها من مجلس النواب.. من هي إلهان عمر؟

تعرف علي إلهان عمر التي طالب نواب أمريكيون بطردها من الكونغرس

طالب نواب أميركيون بطردها من مجلس النواب.. من هي إلهان عمر؟
إلهان عمر

تعد إلهان عمر واحدة من أكثر السياسيين إثارة للجدل داخل الولايات المتحدة، فإلى جانب دفاعها عن الإسلاميين المتطرفين وارتباط حملات تمويلها بدول راعية للإرهاب، تثير تصريحاتها الغضب داخل الأوساط الشعبية والسياسية الأميركية من وقت لآخر، وكان آخر هذه التصريحات تصريحات مسيئة لموطنها الأميركي، عندما شبهت الولايات المتحدة بحركتي طالبان وحماس الإرهابيتين!


ولدت إلهان عمر في 4 أكتوبر 1981، في مدينة مقديشو العاصمة الصومالية، ونشأت في دولة بيدوا، لأسرة صومالية، وكانت الأخيرة بين 7 أشقاء. 
وبمجرد بدء الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، فرت إلهان عمر وعائلتها من البلاد، ثم قضوا 4 سنوات في مخيم للاجئين في كينيا، إلى أن وصلوا إلى مقاطعة أرليتجتون بولاية فيرجينيا الأميركية، ثم استقر بهم المقام في ولاية مينيابوليس بولاية مينيسوتا عندما كانت في سن المراهقة.  


الوظائف والمسؤوليات


تعلمت إلهان عمر الإنجليزية في غضون ثلاثة أشهر، وعملت أثناء دراستها كمترجمة وهي في سن الـ14 فقط، ثم تخرجت من كلية العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة "نورث داكوتا" الأميركية في عام 2011.


وبدأت حياتها المهنية كمعلمة تغذية في جامعة مينيسوتا من عام 2006-2009، كما عملت بعد إنهاء دراستها، مديرة لحملة إعادة انتخاب "كاري دزييدزيتش" لمجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا لعام 2012.


ثم عملت منسقة للتوعية بتغذية الأطفال في وزارة التعليم بين عامي 2012 - 2013. وفي عام 2013، أدارت حملة المرشح "أندرو جونسون" لمجلس بلدية مدينة مينيابوليس. وبعد فوز الأخير، عملت مساعدة سياسية له.


وفي عام 2015، أصبحت مديرة السياسات والمبادرات الخاصة بشبكة تنظيم النساء التي نادت فيها عمر النساء المهاجرات من شرق إفريقيا لتولي أدوار القيادة المدنية والسياسية في أميركا. 

التجربة السياسية


انتُخبت عمر عام 2016 من قِبل الحزب الديموقراطي للمشاركة في انتخابات مجلس نواب مينيسوتا. وهزمت إلهان عمر  كلاً من عمر محمود نور وشاغل فيليس خان في الانتخابات الأولية في 9 أغسطس من نفس العام.


وخلال الانتخابات العامة؛ نافست عمر مرشح الحِزب الجمهوري عبد المالك عسكر وهو ناشط صومالي في المجتمع الأميركي. في أواخر أغسطس؛ أعلنَ عسكر انسحابه من الحملة، لتفوز بذلك في نوفمبر 2016، وتُصبح أول مشرعة صومالية-أميركية في الولايات المتحدة. وبدأت عملها رسميًا في 3 يناير 2017. 


وفي 5 يونيو عام 2018؛ ترشحت عُمر لتمثيل ولاية مينيسوتا في مجلس النواب بعدما أعلنَ كيث إليسون عدم سعيهِ لإعادة انتخابه. ووافق الحِزب الديمقراطي على ترشيح السيدة، ثم فازت بالترشيح في 14 أغسطس خلال الانتخابات الأولية. 


وبعد فوزها في الانتخابات؛ أصبحت عمر أول مسلمة تُنتخب في أحد مجلسي الكونغرس في الولايات المتحدة إلى جانبِ رشيدة طليب.


زيجات مثيرة للجدل


تزوجت عمر في عام 2002 من شاب يُدعى أحمد حرسي، ثم تقدم الثنائي بطلب الحصول على رخصة زواج ولكن الطلب لم يكتمل. ورُزق الاثنان معًا بطفلين قبل أن ينفصلَا في عام 2008. 


تزوجت عمر في العام الموالي من أحمد نور سعيد، وهو مواطن بريطاني، لكنّهما سرعان ما تطلّقا بحلول عام 2011، أي بعدَ سنتان فقط من زواجهما. اكتملت إجراءات الطلاق في عام 2017، ثم عادت إلهان لأحمد حرسي في عام 2011 –بعدَ انفصالها عن أحمد نور– ثم حصل الثنائي مُجددًا على طفل ثالث، وذلك في عام 2012. وبحلول عام 2018 أصبح الاثنان زوجًا وزوجة قانونيًا.


ومؤخرًا أعلنت عضوة الكونجرس الأميركي إلهان عمر عن زواجها من تم ماينت، أحد مساعديها والمسؤول عن حملة جمع التبرعات في حملتها الانتخابية. وهذه هي الزيجة الثالثة لإلهان.


وكتبت السياسية الأميركية الصومالية الأصل على صفحتها على إنستجرام تقول: "لقد تزوجت! من شريكين في السياسة إلى شريكين في الحياة. أنا مسرورة جدا. الحمد لله". كما وضعت صورة لها مع زوجها الجديد.


صناعة إخوانية وذراع للجماعة الإرهابية


كانت صدمة للمتفائلين بجيل عربي جديد يرسم صورة واعدة في دوائر القرار الأميركية، عندما اكتشفوا أن إلهان عمر ليست إلا صناعة إخوانية، زرعتها الجماعة الإرهابية وجندتها من أجل تشكيل جماعة ضغط سياسي لخدمة أجندتهم، ومحاولات التأثير السلبي على مسيرة النهضة العربية في كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين. 

وكشفت اللاجئة العراقية المسلمة داليا العقيدي حقيقية إلهان عمر، عندما كتبت في تغريدة تقول: إن النائبة الديمقراطية "إلهان عمر تدافع عن حماس المصنفة منظمة إرهابية وفقاً للقانون الأميركي الذي أوصلها أساساً للكونجرس". 


وسلطت بذلك الضوء على الصفقة المبرمة بين النائبة الديمقراطية وحاضنة الإخوان تركيا وقطر، وكيف حصلت إلهان على تمويلات ضخمة مقابل تقديم خدمات لهما.


وأكدت شهادات من مسؤولين أميركيين أن عمر هي الذراع التي تحركها قطر وتركيا لخدمتهما في الولايات المتحدة، وتقديم خدمات لجماعة الإخوان الإرهابية بهذا البلد من أجل التحريض على الرباعي العربي الذي قاطع الدوحة لدعمها الإرهاب. 


وكانت  منظمة تسمى "الجمعية الأميركية المسلمة" أسسها أعضاء من تنظيم الإخوان الدولي، بعثت رسالة إلكترونية إلى أتباعها وأعضائها تطلب منهم دعم إلهان عمر. 


علاقات مع أردوغان  


دائما كانت إلهان عمر تميل لاستفزاز ملايين الأميركيين بكلمات بغيضة؛ ما أثار الجدل حول ارتباطاتها وأيديولوجيتها وخلفيتها المثيرة للقلق.


وكشفت تقارير أميركية عن اجتماع مغلق جمع إلهان عمر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خريف 2017، وذلك في مقال نشرته مجلة "تسومو تايمز" الصادرة باللغة الصومالية في دائرة إلهان عمر الانتخابية، غير أنه تم حذفه بشكل غريب في وقت لاحق. 


وكان المقال قد أشار إلى أن الهان عمر التقت بأردوغان خلال زيارته للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وتطرقا إلى مسائل مرتبطة بالصومال وطنها الأم، وانتهى الاجتماع بطلب أردوغان دعمها لبلاده.  


المقال نفسه لفت إلى أن إلهان عمر التقت أيضاً رئيس الوزراء التركي ومسؤولين بارزين آخرين من البلد الأخير. 


وأشار المقال إلى أن "أكثر من أمر مقلق يجمع عمر وأردوغان، هو ارتباطهما المشترك بتنظيم الإخوان، فلقد دافع أردوغان والإخوان عن بعضهما البعض، بما أن كلا الطرفين يتشاركان نفس الأيديولوجية، وكان أردوغان داعماً قوياً لحماس.  


وفي فبراير 2019، ترأست إلهان عمر مناسبة استضافتها منظمة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة، وهي أبرز المنظمات التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان.


إساءة للولايات المتحدة


وجه مجموعة من الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي انتقادات للنائبة الديمقراطية إلهان عمر، بعد تصريحاتها الاستفزازية، والتي قالت فيها: إن "الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس وطالبان ارتكبوا جرائم لا توصف".


وأصدرت المجموعة المكونة من 12 نائبًا بيانًا، دعت فيه عمر "لتوضيح كلامها بوضع الولايات المتحدة وإسرائيل في نفس فئة حماس وطالبان"، معتبرين أن "مساواة الولايات المتحدة وإسرائيل بحماس وطالبان هو هجوم مضلل". 


وفي إشارة إلى دفاع إلهان السابق وعن المنظمات الإرهابية، وانخراطها في العمل لحسابهم، أضاف بيان النواب الأميركيين: "إن تجاهل الاختلافات بين الديمقراطيات التي تحكمها سيادة القانون والمنظمات التي تنخرط في الإرهاب يعكس في أسوأ الأحوال تحيزا عميق الجذور"، مؤكدين أن "الولايات المتحدة وإسرائيل ليستا مثاليتين وتستحقان في بعض الأحيان، مثل كل الديمقراطيات، النقد، لكن الانتقادات الخاطئة توفر غطاء للجماعات الإرهابية".


ورغم محاولات إلهان الرد على البيان، إلا أن موجة الغضب اتسعت ضدها، وقرر نواب جمهوريون آخرون التقدم بطلب لطردها من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي.