نجل الهضيبي.. مِن قاضٍ في محكمة النقض لمتطرف إخواني

يعد نجل الهضيبي أحد أبرز قادة جماعة الإخوان الإرهابية

نجل الهضيبي.. مِن قاضٍ في محكمة النقض لمتطرف إخواني
نجل الهضيبي

لم يختلف كثيرًا عن أسلافه بل كان أكثرهم تشددًا وتطرفًا هو نجل الهضيبي الذي جعل الجميع يعاملونه على أنه "ولي"، فلا يمكن لأي شخص أن يدخل عليه دون أن يخلع حذاءه، وكان بذلك يضفي على شخصه قداسة "الأولياء".


ولد المرشد السادس لجماعة الإخوان محمد المأمون الهضيبي، نجل حسن الهضيبي المرشد الثاني لجماعة الإخوان بإحدى قرى محافظة سوهاج في صعيد مصر، في 28 من مايو عام 1921. 


نشأة الهضيبي الابن 


انتقل الهضيبي الابن وأسرته إلى القاهرة؛ للالتحاق بمراحل التعليم المختلفة، فالتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، ثم عُيِّن وكيل نيابة، وتدرج في المناصب القضائية حتى ترأس محكمة النقض، التي سبق لأبيه أن عمل رئيسًا لها.


وورث الهضيبي أيضا من أبيه منصب المرشد العام لجماعة الإخوان، ففي شهر نوفمبر من عام 2002، تمت مبايعته ليصبح المرشد السادس للجماعة خلفًا لمصطفى مشهور.


وادعى نجل الهضيبي بأنه لم يسع لتولي منصب المرشد، وأن أعضاء مكتب الإرشاد بايعوه عملًا بمبدأ "طالب الإمارة لا يُولَّى".


ولمجرد وصوله للمنصب عمل الهضيبي على السيطرة على مقاليد كل شيء، وغلبت مهنته الأولى كقاضٍ متقاعد على تصرفاته، فاحتفظ لنفسه بمنصب المتحدث الرسمي باسم الجماعة.


وأذاع بنفسه نبأ تعيينه مرشدًا، بحجة أنه لا يحتاج إلى مساعدة في إدارة شؤون الجماعة.


أزمات الهضيبي 


لم يكن الهضيبي الابن راضيًا عن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وزادت الخلافات بينه وبين التنظيم، وكان على رأسها إجباره  لكمال الهلباوي على الاستقالة من منصب المتحدث الرسمي لإخوان الغرب، بحجة أن منصبه يتعارض كمتحدث رسمي لجماعة الإخوان ككل.


وقبل انتخابه مرشدًا للجماعة، أجاب الهضيبي عن سؤال مذيع قناة الجزيرة القطرية: "هل صحيح أنك لست متحمسًا لفكرة التنظيم الدولي؟"، بقوله: "تنظيم دولي إيه اللي بتتكلم عنه! لا أريد أن أقول إن أمره انتهى، ولكنها مسألة تخضع للظروف الأمنية، وتتأثر بالأحداث العالمية والمحلية، وكل قُطْر له الحرية الكاملة والسيادة الكاملة على أمور قُطْره".


وبسبب الشلل الذي أصاب التنظيم الدولي بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، حقق الهضيبي رغبته في إنهاء أمر التنظيم الدولي، الذي كان دائم الخلاف مع قادته.


الهضيبي والعنف 


لم يكن موقف الهضيبي الابن من العنف أو الجهاد المسلح واضحًا، فكان يحكم بالإباحة أو المنع حسب ما يقتضيه الظرف الذي تعيشه جماعة الإخوان.


وكشف الدكتور "ثروت الخرباوي" القيادي المنشق عن الجماعة في كتابه "سر المعبد"، أن الهضيبي اعترف في مناظرة عُقدت بمعرض الكتاب أوائل التسعينيات، أن الإخوان يتقربون إلى الله بأعمال النظام الخاص -تنظيم سري عسكري أسس في الأربعينيات، وتورط في تنفيذ اغتيالات وعمليات إرهابية.


وتابع "الهضيبي كان يرى أن ما يُباح للمجاهد لا يُباح لغيره وهكذا برر لجوء جماعة الإخوان للعنف".


وفي حوار صحفي له عام 2003، قال الهضيبي: "الجهاد يبدأ بالكلمة، ويتدرج في القرآن والسُّنَّة، فالكلام ممكن أن يؤدي إلى الشهادة، والجهاد ليس محصورًا في أن أذهب إلى القتال، لكنّ هناك أمورًا كثيرة تشملها عملية الجهاد، وحين نأتي إلى حرب العراق، ويقولون أرسلوا متطوعين، كيف نرسل متطوعين؟".


وتابع: "خلال حرب فلسطين 1948 أرسلنا عشرة آلاف مقاتل هناك في فلسطين، كيف أرسلناهم؟ كانت هناك عملية اختيار لمن يذهب إلى الحرب، ودراسة لشخصيته وعقليته، وهل هو موثوق به أم لا، ثم بعد ذلك يتدرب على السلاح".


وحتى وفاته عام 2004، ظل الهضيبي الابن شخصية غامضة غير مفهومة، وفشل قادة الجماعة في فهمه أو الدفاع عن أفكاره المتناقضة، خصوصا بعد رفضه الاستقالة من منصبه رغم إرساله خطابًا ليوسف القرضاوي في قطر يخبره فيه برغبته في ترك المنصب.