السر وراء زيارة ‫وزير الخارجية القطري إلى لبنان في هذا التوقيت؟

زار وزير خارجية قطر لبنان

السر وراء زيارة ‫وزير الخارجية القطري إلى لبنان في هذا التوقيت؟
جانب من الزيارة

في زيارة غامضة وصل وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لبنان.

استمرت الزيارة لساعات، التقى الوزير القطري خلالها كلا من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وقائد الجيش جوزيف عون.


فما الذي نعرفه عن هذه الزيارة؟

هل كانت هناك لقاءات أخرى غير معلنة لوزير الخارجية القطري؟ 

تربط قطر علاقات قوية مع حزب الله اللبناني حيث يلتقيان تحت راية المشروع الإيراني حيث تدخل حزب الله بتمويل قطري في اليمن لدعم الحوثيين وفي سوريا وبسط نفوذه في لبنان، ورغم ذلك فالدوحة تشعر بقلق إزاء انهيار سمعة الحزب دوليا وتضييق الخناق على ميليشيات إيران، وترى أنه يجب دعمه للتحكم بقوة في لبنان وتقوية ميليشياته خارجها التي تهدد الاستقرار بالشرق الأوسط.

وحزب الله متورط بشكل مباشر في الأوضاع المتدهورة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في لبنان، كما يتورط في أعمال مشبوهة كشفتها تقارير دولية مؤخرا وكان أبرزها تجارة المخدرات وغسيل الأموال لاحقتها إحالات قررها النائب العام العدلي اللبناني ضد مقربين من حزب الله اتهمهم بالضلوع في تفجيرات مرفأ بيروت.

وسرعان ما رفض الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في خطابه الاثنين الماضي قائلا: "من المؤسف أن يعرف المدعى عليهم في قضية مرفأ بيروت الأسماء عبر الإعلام".

مصدر لبناني مطلع أكد لـ"العرب مباشر" عن ملاحقات أخرى يجهز لها النائب العام تضم أحد قيادات حزب الله.

وأشار المصدر -الذي تحفظ على ذكر اسمه- أن التحقيقات القادمة مليئة بالمفاجآت، وقد يتبعها اتهام مباشر بتورط حزب الله في تفجيرات مرفأ بيروت.

وبعد ساعات من هذه القرارات جاءت زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن إلى لبنان، وأعلن عن لقاءات رسمية قام بها وسط تكتم عن بعض اللقاءات التي قام بها الوزير القطري بالأمين العام لحزب الله اللبناني في لقاء مغلق، ثم اجتمع مع نصرالله بقيادات داخل الحزب.

ما الذي دار بين وزير الخارجية القطري وأجنحة السلطة في لبنان؟ 

حرص محمد بن عبدالرحمن على الاجتماع بكل طرف منفردا -بحسب المصدر- اللبناني فإن زيارته تهدف لحل أزمة ملاحقة القضاء اللبناني لسياسيين وعسكريين مقربين من أفراد الحكم في الدوحة، وحماية أعضاء وقادة حزب الله من الملاحقات في قضية مرفأ بيروت، ومناقشة حسن نصرالله في طرق دعم الحزب ماليا وإعلاميا بعد القرارات الدولية التي اتخذت ضد ممارسات حزب الله الإرهابية، وانكشاف أنشطته أمام المجتمع العربي والدولي.

وأكد المصدر أن أحد مساعدي الوزير حمل حقائب محملة بالأموال لدعم خزينة الحزب وهدايا وعطايا لحسن نصر الله.

يقول المصدر: إن المسؤولين اللبنانيين حصلوا على وعود كبرى من الوزير القطري مقابل حماية رجال قطر في لبنان. وتابع: "لكن حسن نصر الله من فاز بالعطايا".

هذا اللقاء يعيد للأذهان كيف مولت الدوحة حزب الله عبر سنوات للتحكم في مصير ومستقبل لبنان وتخريب الدول العربية.

كشفت صحيفة "دي زيت" الألمانية عن أدلة تورط أثرياء مسؤولين حكوميين قطريين في تمويل أثرياء الدوحة وأفراد من الأسرة الحاكمة في تمويل حزب الله عبر منظمة خيرية في الدوحة.

وهو ما أكدته أيضا شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، في تقرير لها عن تورط المسؤولين القطريين، وكان من بينهم عبدالرحمن بن محمد سليمان الخليفي السفير القطري في بلجيكا، والذي دعم الميليشيات المسلحة لحزب الله منذ العام 2017، وتواصل مع قاداتها بشكل مباشر.