الهول أخطر مخيمات العالم.. هل يصبح مصنعاً للإرهاب؟

يعد مخيم الهول أخطر مخيمات العالم

الهول أخطر مخيمات العالم.. هل يصبح مصنعاً للإرهاب؟
صورة أرشيفية

لا يزال مخيم الهول يمثل تهديدات جمّة، ويشكل مخاطر أمنية وسياسية، فضلاً عن معضلات إنسانية حقوقية وقانونية متفاوتة. هذا المخيم، الذي يضم معسكرات إيواء لعناصر تنظيم داعش الإرهابي بعد هزيمتهم في معركة الباغوز، حيث يتواجد فيه آلاف اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، بالإضافة إلى آلاف المتحدرين من حوالي 54 جنسية عربية وغربية، منهم عائلات قيادات وعناصر التنظيم الإرهابي.

وكشفت تقارير رسمية وحقوقية أممية عن سيولة الجرائم التي تجري داخله، وانتشار حالات قتل أو بالأحرى تنفيذ العناصر الإرهابية ممارساتهم العقابية العدوانية، حسبما تقر أدبياتهم الدينية والعقائدية، يؤشر إلى مخاطر باتت أكيدة وليست محتملة، تتمثل في كون المخيم قد أمسى بيئة حاضنة لأفكار متشددة في نسختها الداعشية، الأمر الذي يجعل الأطفال والمراهقين داخل معسكرات المخيم المتاخم للحدود السورية العراقية حوامل عنف مؤدلج.

ووفق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتولى حراسة المخيم، فإنّ تنظيم داعش الإرهابي يعيد تجميع صفوفه، بينما يهرّب الأموال إلى المخيمات التي يمكن استخدامها لشراء الأسلحة، والتخطيط للهروب وشن الهجمات.

يقول الكاتب الصحفي السوري أحمد شيخو: إنّ ما يحدث، الآن، وما تحذر منه قوات سوريا الديمقراطية، هو تأكيد على ما سبق أن حذر منه سائر المراقبين المحليين والأجانب، تحديداً في ما يخص مدى خطورة تجميع عوائل تنظيم داعش الإرهابي في مخيمات أصبحت شبيهة بمدن، فضلاً عن كونها متاخمة للأماكن السكنية المدنية.

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن مخيم الهول وهو أكبر تجمع لعائلات تنظيم داعش يبلغ عدد سكانه نحو 70 ألف نسمة، وهذا العدد أكبر من عدد سكان الكثير من المدن في شمال شرقي سوريا، وكل التقارير، الصحفية والرسمية، وكذا الحقوقية، بالإضافة لمتابعتي الشخصية والميدانية تؤكد على أنّ هؤلاء النساء يقمن بتربية أبنائهن على قيم ومبادئ التنظيم الإرهابي وتعتبر نساء داعش هذه التربية، أي دعشنة الأطفال، استمراراً "للجهاد" وفقاً لمنظورهم وقناعاتهم وأهدافهم".

وتابع: إن التنظيم الإرهابي لم ينتهِ، وكل الجهود في محاربته وصلت، حتى الآن، لتحجيم خطره، بشكل مؤقت، لكن الخطر قائم، ودعمه مستمر ولكن لا توجد "إرادة دولية لإنهاء هذا الملف، القابل للانفجار في أيّ لحظة.

وقبل أيام، دعت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التحالف الدولي بمزيد من الدعم في المجال الأمني وإعادة الإعمار وقال بيان صادر عن قوات "قسد": "التنظيم لايزال يشكل خطراً محدقاً بمناطقنا والعالم، وخاصة من خلال خلاياه، فهو يسعى لترميم تنظيمه المتداعي وإنعاش أحلامه مجدداً، وإعادة سيطرته الجغرافية على بعض المناطق، وتشكيل خطورة على حياة السكان".

البيان، الذي أصدرته قوات "قسد" في الذكرى الرابعة لهزيمة داعش والسيطرة على آخر معاقله التنظيمية في الباغوز شرق دير الزور، طالب التحالف الدولي بمضاعفة جهوده الأمنية ورفع مستوى التعاون والتنسيق الأمني "بما يلائم مستوى الخطر الإرهابي، ولتجفيف منابع التّنظيم والقضاء على الظروف المساعدة له".