أطماع أردوغان في موريتانيا.. نهب الثروة السمكية

أطماع أردوغان في موريتانيا.. نهب الثروة السمكية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

من آسيا لإفريقيا، تتعدد أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبسط نفوذه الخارجية وتوسيعها، ونهب ثروات البلدان، عبر استغلال أزماتها واحتياجاتها، فبعد أن استولى على نفط سوريا وليبيا وغاز منطقة شرق المتوسط، اتجه إلى موريتانيا.

استغلال سمك موريتانيا


تسود حاليا حالة من السخط في موريتانيا بسبب ما كشفه تقرير رسمي عن نهب تركي لثروة البلاد السمكية بشكل مثير للغضب، بعيداً عن الاتفاقية الموقعة بين البلدين في هذا المجال قبل أعوام.

وعلق على ذلك الأمر، الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، سيدي ولد سالم، بقوله: إن الانخفاض الحاد في مخزون البلاد من أسماك "الأخطبوط"، ناجم عن طرق الاستغلال، في إشارة إلى الاستنزاف التركي، ليثبت حقيقة أطماع أردوغان ببلاده.

وحذرت المنظمات المحلية والدولية بموريتانيا من استيلاء وتدمير هذه الثروة منذ دخول تركيا بأساطيلها في المياه الموريتانية، وتوقيع اتفاقية في 2019، والتي خالفتها أنقرة باصطيادها جميع أنواع الأسماك وبكميات مهولة.

كما تمارس الأساطيل التركية أساليب خداعية للوصول إلى مناطق محظورة لاقتناص عينات نادرة من الأسماك؛ ما يؤثر سلبيا الأحياء البحرية ويخل بالتوازن البيئي ويهدد هذه الثروة الطبيعية بالانقراض ويخل بقواعد الطبيعة.

وأكدت نشرة صادرة مؤخرا عن المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد، عن حالة موارد البلد البحرية، بأن مخزون سمك "الأخطبوط" بموريتانيا يتعرض لاستغلال كبير.

رسالة الوالي


وقبل أيام، فجرت رسالة والي "نواذيبو" الموريتانية لوزارة الصيد بالبلاد أزمة ضخمة بالبلاد، حيث كشفت حجم الكارثة والمخاطر المحدقة بالثروة السمكية بعد استنزاف الأسطول التركي لها.

وكشفت الرسالة انخفاض مخزون أسماك "الأخطبوط" في موريتانيا، عقب الاستنزاف البشع للأسطول التركي، حيث بلغت الكمية التي تم اصطيادها، في ديسمبر الماضي، لم تتجاوز 654 طنا مقابل 4384 في نفس الشهر من 2019.

وأكدت الرسالة أن هذا الانخفاض الحاد جاء بسبب الاستنزاف الذي يمارسه الأسطول التركي للثروة السمكية، مطالبة السلطات بوقف هذا الانتهاك وتشديد الرقابة، وإغلاق مصائد البلاد البحرية أمام اصطياد "الأخطبوط" لمدة أربعة أشهر، خاصة أنه من أهم صادرات البلاد.

وانعكست تلك الرسالة بإثارتها للجدل والغضب الموريتاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بالتصدي للانتهاكات التركي واستنزاف ثروات البلاد، بجانب إشادات واسعة بشجاعة الوالي.

وطالب الكاتب والإعلامي الموريتاني، نعمة محمد عمر،  عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، السلطات لمراجعة هذه الوضعية فورا، مضيفا أن خطورة الموقف عكستها "الصرخة" التي وردت من طرف السلطات الإدارية، وليس النشطاء أو أجهزة الرقابة، مشددا على أن أي تقاعس عن وقف هذا الاستنزاف سيحمل الشعب مسؤوليته لكل المتقاعسين والمنبطحين، قائلاً: "التاريخ لا يرحم".

كما يرى الكاتب والإعلامي الموريتاني، عبدالله اتفاغ المختار، عبر صفحته بموقع "فيسبوك"، أن ما قام به والي مدينة نواذيبو، هو مركز الثروة السمكية في البلاد، معتبراً أن السلطة المحلية قامت بعملها في كشف هذا الاستنزاف، ويجب التدخل السريع.

الأطماع التركية


ويوجد غضب موريتاني ضخم ضد تركيا؛ لذلك خرج المواطنون في مظاهرات حاشدة بنهاية العام الماضي لرفض التدخل التركي بالبلاد، ودعمها للجماعات الإرهابية.

وبسطت تركيا يدها على موريتانيا، عبر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، حيث تمثل نواكشوط المدخل الرئيسي والبوابة الإستراتيجية في إفريقيا، فضلاً عن أنها مساعي أنقرة إلى إحكام السيطرة على كافة مؤسسات فتح الله غولن، حيث سلمتهم السلطات الموريتانية سابقاً عدداً من المدارس التابعة لمنظمة غولن، لإدارة وقف المعرف التركي.

كما ارتفع حجم التجارة بين تركيا وموريتانيا بمعدل 6 أضعاف، حيث سجل عام 2008 نحو 23 مليون دولار، وازداد ليصل إلى 131.9 مليون دولار عام 2018.