توعُّد باقتحام أديس أبابا وتحذيرات من آبي أحمد.. إلى أين تتجه إثيوبيا؟

تواصل قوات تيغراي التقدم علي الجيش الاثيوبي

توعُّد باقتحام أديس أبابا وتحذيرات من آبي أحمد.. إلى أين تتجه إثيوبيا؟
آبي أحمد

تشهد إثيوبيا تطورات عديدة وتقلبات متلاحقة، تثير المخاوف من اندلاع حرب أهلية بالبلاد، في ظل تشكيل تحالف عسكري بإقليم تيغراي.

دعوات آبي أحمد

وفي خضم تلك التطورات، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن أعداء بلده يحاولون فرض سيناريو عليه مماثل لذلك الذي مرت به سوريا وليبيا.

وقال آبي أحمد في بيانه، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي أعلنت الحكومة الإثيوبية أن قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" المتمردة شنته على مواقع عسكرية في شمال البلاد في نوفمبر العام الماضي، قائلا: "ليس هناك أي واحد مارس هذا القدر من الوحشية بحق إثيوبيا الذي مارسه هذا التنظيم الإرهابي".

كما تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي، بدفن أعداء الحكومة، محذرا من تكرار سيناريو سوريا وليبيا في بلاده.

وحمل آبي أحمد "الجبهة الشعبية" المسؤولية عن خرق الهدنة المعلنة من قبل الحكومة في تيغراي، مضيفا "إنها وغيرها من القوى التخريبية تعبئ عملاءها خارج البلاد وداخلها وتستغل كل قدراتها لخوض حملة تخريبية ضد إثيوبيا".

وقال إن القوات الحكومية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الأنشطة، محذرا من أن الوحدة داخل المجتمع مطلوبة لتحقيق "انتصار على الخطر الذي يشكله الأعداء"، مضيفا: "تحالف أعدائنا ليس من باب الدعاية، بل إنه حقيقة، وهدف هذه القوى واضح وهو يتمثل في تدمير البلاد وليس في بنائها. ويتعين علينا أن نعرف أن الجهود المكثفة الرامية حاليا إلى تشويه سمعة دولتنا تمثل حيلة تستهدف دفع مصير إثيوبيا إلى المسار الذي مرت به سوريا وليبيا".

حذف منشور آبي أحمد

فيما حذف موقع فيسبوك منشورا لرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، لانتهاكه سياسات الموقع التي ترفض التحريض على العنف.

وكتب أحمد في المنشور المحذوف أن تقدم المتمردين "سوف يؤدي إلى زوال البلاد"، داعيا المواطنين إلى "تنظيم صفوفهم والسير بأي طريقة شرعية وبأي أسلحة وقوة متاحة... لمنع وصد ودفن مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي الإرهابية ".

وعود باقتحام العاصمة

وتزامنا مع ذلك، توعد جيش تحرير أورومو، المتحالف مع جبهة تحرير تيغراي في إثيوبيا، باقتحام العاصمة أديس أبابا خلال أشهر أو أسابيع، مؤكدا أن مقاتليه دخلوا إلى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي على بعد 320 كيلومترا من العاصمة الإثيوبية.

وقال المتحدث باسم جيش أورومو، أودا طربي، إنه "إذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فسيكون دخول العاصمة وقتها مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع".

يأتي ذلك بعد أن تحالفت جبهة المتمردين مع مقاتلي جيش تحرير أورومو إلى جبهة تحرير شعب تيغراي، حيث أكد طربي على أنهما "انضما لبعضهما البعض وهما على اتصال دائم"، مشددا على أن سقوط رئيس الوزراء آبي أحمد بات محسوما، على حد قوله.

ردود فعل دولية

بينما أبدى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، قلقه العميق من التصعيد العسكري في إثيوبيا، داعيا "كل الأطراف إلى وقف القتال، واللجوء إلى الحوار للتوصل إلى حل سلمي"، مؤكدا "أهمية وقف القتال بشكل فوري".

بينما أعلنت السفارة الأميركية في أديس أبابا على موقعها الإلكتروني السماح بالمغادرة الطوعية لموظفي الحكومة غير الأساسيين وأفراد الأسر بسبب الصراع المسلح في إثيوبيا، معلنه إنها تشعر بقلق بالغ لتصاعد العنف واتساع نطاق الأعمال القتالية في إثيوبيا، وكررت الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية وبدء محادثات لوقف إطلاق النار.

كما أعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه بشأن التصعيد الأخير للقتال في إثيوبيا، بعد القصف الجوى من قبل القوات الجوية الإثيوبية لمواقع في ميكيلي بإقليم تيغراي، مشددا على أن كل تلك الأعمال تهدد بجر البلاد أكثر إلى تفتيت ونزاع مسلح واسع النطاق وتفاقم أوضاع السكان.

وشدد الاتحاد الأوروبي على أنه لا يوجد حل عسكري، داعيا جميع أطراف النزاع إلى تنفيذ وقف إطلاق نار ذي مغزى بأثر فوري والمشاركة في مفاوضات سياسية دون شروط مسبقة، وإظهار المسؤولية والقيادة السياسية.

إعلان حالة الطوارئ 

وفي يوم الثلاثاء الماضي، تم إعلان حالة الطوارئ في العاصمة أديس أبابا، ودعت الحكومة السكان إلى حمل السلاح، تحسبا لتقدم قوات "تيغراي"، وذلك بعد إعلان قوات متمردة من إقليم تيغراي الشمالي تحقيقها مكاسب على الأرض جنوبا، في بداية الأسبوع، وهددت بالزحف إلى العاصمة.

كما طالب رئيس الوزراء آبي أحمد، المواطنين بحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم في مواجهة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

وسيطر التحالف العسكري على مدينتين رئيسيتين في محاولة للتقدم نحو العاصمة، فيما طالب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الإثيوبيين بصد "إرهاب تيغراي" قائلا: إن قواتها تشن "حربًا أهلية شاملة".

وبسبب التحالف العسكري، أصبح إقليم أمهرة المجاور لتيغراي وأورومو في موقف صعب، حيث أعلنت سلطاته حالة الطوارئ ودعت السكان للتعاون مع قوات الجيش، بينما لم تتمكن من صد الزحف العسكري الذي نجح في الاستيلاء على عدة مدن فيه بعضها إستراتيجي.

كما استولت القوات على بلدة كومبولشا ومطارها في أمهرة، التي تقع على بُعد 380 كيلومترًا شمال العاصمة الإثيوبية، ومدينة ديس الإستراتيجية، وبلدتي كيميس وسينبيت.

وولد الصراع بين تلك الأطراف في ٣ نوفمبر 2020 بعد أن استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير "تيغراي"، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في إقليم تيغراي الشمالي، ورد آبي أحمد، بإرسال مزيد من القوات إلى المنطقة، وسبق أن سيطرت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" على الأوضاع السياسية في إثيوبيا لقرابة ثلاثة عقود.