جولة رابعة في عُمان.. المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية على حافة الانهيار
جولة رابعة في عُمان.. المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية على حافة الانهيار

كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، انطلاق جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي في سلطنة عُمان، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
تأتي هذه الجولة في ظل محاولات الطرفين لتجاوز خلافات عميقة تهدد بإفشال هذه المفاوضات التي توصف بأنها ما تزال في مراحلها الأولية.
وتركز المفاوضات على ملفين رئيسيين هما البرنامج النووي الإيراني ومسألة رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
وتشكل هذه الجولة امتدادًا لسلسلة من الجولات التفاوضية السابقة التي لم تثمر حتى الآن عن اتفاق شامل أو نتائج ملموسة.
وفد إيراني بقيادة عباس عراقجي ينتقد المواقف الأمريكية
يترأس الوفد الإيراني المشارك في المحادثات نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي صرّح قبيل انطلاق الجولة بأن الولايات المتحدة ما تزال تتبنى مواقف متناقضة، الأمر الذي يعقّد مسار المفاوضات ويُعدّ من أبرز العقبات التي تواجهها.
وقال عراقجي: إن طهران واضحة بشأن حدودها وثوابتها التفاوضية، في إشارة إلى الخطوط الحمراء التي لن تتجاوزها إيران مهما كانت الضغوط الدولية.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن عراقجي قوله: إن إيران لن تقدم تنازلات تمس حقوقها السيادية، وأنها ستتمسك بمطالبها المشروعة التي طالما أعلنتها في المحافل الدولية.
مصادر إيرانية تشكك في نوايا واشنطن
وفي تصريحات أدلى بها مسؤولون إيرانيون للشبكة الأمريكية، شكك الجانب الإيراني في جدية المفاوضات من قبل واشنطن، واصفين المقاربة الأمريكية بأنها غير حقيقية وتفتقر إلى النية الصادقة للتوصل إلى حل.
وأكد المصدر الإيراني، أن السماح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها يمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، موضحًا أن هذه المسألة تُعد من الثوابت التي لا تقبل التفاوض.
وتصر إيران على أن برنامجها النووي هو لأغراض سلمية، ولا سيما في مجال إنتاج الطاقة، مؤكدة أنها لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وهو ما تكرر على لسان المسؤولين الإيرانيين في أكثر من مناسبة.
المبعوث الأمريكي يلوّح بخيارات بديلة
من جانبه، حذر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي يقود الوفد الأمريكي في المحادثات، من أن المفاوضات قد لا تستمر طويلاً إذا لم تكن مثمرة.
وقال ويتكوف -في تصريحات لموقع بريتبارت الأمريكي-: إن واشنطن ستلجأ إلى خيارات أخرى في حال عدم تحقيق تقدم في هذه الجولة.
وأشار ويتكوف، أن موقف الولايات المتحدة واضح فيما يتعلق ببرنامج تخصيب اليورانيوم في إيران، مؤكدًا أن بلاده تعتبر هذا البرنامج خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال.
وأضاف أن الولايات المتحدة ترفض تمامًا وجود أي شكل من أشكال التخصيب في إيران مجددًا، مشددًا على أن هذا يمثل شرطًا أساسيًا لأي اتفاق مستقبلي.
تمسك إيراني بالتخصيب وتشكيك غربي في نوايا طهران
وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه بالرغم من هذا التباين الصارخ في المواقف، تؤكد طهران أنها لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، معتبرة أن ذلك يأتي في إطار ما تكفله الاتفاقيات الدولية للدول الموقعة على معاهدة عدم الانتشار النووي.
ويستمر الجدل بين الجانبين بشأن طبيعة البرنامج النووي الإيراني، إذ يشكك الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، في سلمية هذا البرنامج، بينما تواصل إيران التأكيد على أن أهدافها تقتصر على استخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية بحتة، من بينها توليد الكهرباء والبحث العلمي.
آفاق غامضة واستحقاقات ضاغطة
تأتي هذه الجولة من المحادثات في وقت حساس للغاية، حيث تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على الطرفين.
ففي طهران، يواجه النظام ضغوطاً اقتصادية خانقة نتيجة العقوبات الأمريكية، بينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي إلى تحقيق مكاسب دبلوماسية ملموسة في ظل انتقادات داخلية لسياساتها الخارجية.
ويظل مستقبل هذه المحادثات مرهونًا بقدرة الجانبين على تقديم تنازلات متبادلة، أو على الأقل التوصل إلى صيغة وسطية تفتح المجال أمام حل دبلوماسي شامل للأزمة النووية الإيرانية، التي تشكل واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في الشرق الأوسط منذ عقود.