"هيومن رايتس واتش" تكشف خداع تميم للعالم بقوانين وهمية لتحسين أوضاع العمال

صورة أرشيفية

مرة جديدة تفضح منظمة "هيومن رايتس واتش" الممارسات القطرية وانتهاكات حقوق العمال، فبعد أيام قليلة من انتشار أزمة العامل الكيني الذي وصف الحال في قطر على أنه كابوس، تنشر المنظمة المزيد من التفاصيل حول معاناة العمال الفقراء بها.

مأساة العمال في قطر بعد الامتناع عن سداد الرواتب


وأكدت المنظمة عَبْر تقريرها: أن العمالة في قطر تتعرض لانتهاكات يومية، ويتم استغلالهم بشكل مخالف للقوانين والأعراف الدولية، فيتم منع الأجور عنهم لشهور طويلة، ويهددون بالطرد، الأمر الذي يدفع الكثير لعدم القدرة على توفير أموال الطعام والاقتراض.


وتابعت أن الانتهاكات استمرت رغم تعهُّد قطر بوضع المزيد من القوانين لحماية العمال المهاجرين، فأكثر من 90% من العمال يتعرضون لانتهاكات متعددة، في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة لها بانتشار الانتهاكات منذ فوزها باستضافة كأس العالم 2022.


وأضافت أن المنظمة التقت 93 عاملاً يعملون في أكثر من 60 شركة، وراجعت وثائقهم القانونية وحالتهم للتأكد من تحقيقها.


وقالت المنظمة في تقريرها "أصحاب العمل والمسؤولون عن العمال اعتادوا قطع الرواتب لعدة أشهر بشكل تعسفي، بالإضافة إلى الامتناع عن دفع أجور العمل الإضافي رغم ورود هذا البند في العقد، وعدم حصولهم على أي مكافآت لنهاية الخدمة، دون أن يتعرض هؤلاء للعقاب".


وأكد العمال أنه خلال انتشار فيروس "كورونا" لم يجد الكثير منهم تغطية صحية مناسبة أو معدات للوقاية الطبية، وكانوا يكافحون لشراء الطعام بعد توقُّف أجورهم.


وقال عامل أوغندي: "منذ عملي هنا حصلت على راتب شهر واحد فقط خلال الفترة من سبتمبر وحتى ديسمبر الماضي، رغم وعدي بالحصول على 329 دولارًا شهريًا".
وتابع: "اعتقدوا أن هذا المبلغ كافٍ لبقائي على قيد الحياة لمدة شهر في قطر فكنت أتضور جوعًا وكذلك عائلتي".

العمال اقترضوا من أجل الطعام


وأكدت منظمة "هيومن رايتس واتش"، أنها التقت 93 عاملاً مهاجرًا لإعداد تقرير جديد عن انتهاكات الرواتب قبل انطلاق بطولة كأس العالم 2022، ولكن الكثيرين رفضوا الإفصاح عن هويتهم خوفًا على سلامتهم.


وتابعت أن تأشيرات العمل وتصاريح الإقامة للعمال المهاجرين في قطر مرتبطة بأصحاب العمال بشكل مباشر، وبالتالي يخشى العمال في كثير من الأحيان التحدث علنًا ضدّ انتهاكات الرواتب.


وأضافت أن أحد العمال كشف الأزمة التي يعيشها العمال في "أرض الأحلام" التي تحولت لكابوس، وقال "كنت أعلم أن العمل هنا سيكون صعبًا، ولكنني اعتقدت أنني سأتمكن من إرسال الأموال بانتظام لعائلتي والعيش بصورة كريمة.


وتابع "كنت أتخيل أنه بمجرد وصولي إلى هنا، كان بإمكاني إلقاء نظرة خاطفة على المنتخب الإيطالي والمفضل لدي، لكن عندما رأيت الطريقة التي تعامل بها قطر العمال مثلي أثناء التحضير لكأس العالم 2022 ، تضاءل حماسي، وكل يوم يمر يبدو وكأنه كابوس".


وأضاف "معدل البطالة المرتفع في كينيا بلدي الأم مرتفع للغاية، فنضطر للبحث عن وظائف في الخارج، فكانت الوعود بالعمل في قطر برواتب مجزية معفاة من الضرائب مع تغطية صحية جيدة".


وتابع: "صديقي قال لي إن العمل في قطر ليس لأصحاب القلوب الضعيفة، ولكني تخيلت أن الأمور لن تكون أسوأ مما هي عليه في كينيا، فأنا حاصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف ورغم ذلك لم أستطع العثور على وظيفة في بلدي".


وأضاف "تعرفت على وكيل توظيف وانتهى من إجراءات سفري وتعييني كحارس أمن وطلب مبلغ 1500 دولار، وهو مبلغ ضخم للغاية، ولكن لم يكن أمامي فرصة أخرى، وتداينت من أجل منحه المال، ولكن بعد الانتهاء من كافة الإجراءات واستلام الأوراق اكتشفت أن وظيفتي عامل نظافة ولكني تقبلت الوضع على أمل أن أستطيع تغيير الوظيفة عندما أصل إلى قطر".


واستطرد قائلاً "بمجرد وصولي لقطر تفاجأت بالواقع المرير، فكان مكان إقامتي يشبه صندوق الأحذية، وكان هناك أربعة عمال يقيمون معي في نفس الغرفة، لم تكن هناك أَسِرّة فقط مراتب للنوم وفرش متسخ للغاية، وكأنها مستعمرة حشرات".


وتابع "غيرت وظيفتي بالفعل بعد التحدث مع صاحب العمل وبدا الأمر سهلاً نسبيًا وانتقلت للعيش في مكان آخر، كانت أفضل نسبيًا، ولكني وجدت 15 عاملاً آخرين يشاركونني الغرفة الخانقة، مع مرحاض واحد ومطبخ مشترك لأكثر من 60 شخصًا".


وكشف أن الأجور كانت تتأخر لأكثر من 3 أشهر، قائلاً: "كان الوقت صعبًا وكل ما كانوا يفعلونه معنا هو تقديم بدل طعام لنا ولكن ليس بشكل مستمر، فحتى الآن لم أحصل على رواتب مايو ويونيو ويوليو، واليوم أغرق في الديون لأنني أقترض من أجل الطعام".


وأضاف "أعيش هنا منذ أكثر من ستة أشهر، لكن لم أحصل على بطاقة هوية قطرية، وهي إلزامية للعمال المهاجرين، أخبرني موظفون آخرون أن إصدار شركتنا لبطاقات الهوية يستغرق من ثمانية إلى عشرة أشهر، بدون البطاقة لا يمكنني تقديم شكوى إلى وزارة العمل، لا أستطيع حتى الخروج من مسكني دون المخاطرة بالاعتقال".


وتابع: "لم أحصل على يوم عطلة واحد منذ أن بدأت العمل قبل ستة أشهر -سيكلفني يوم عطلة واحد 50 ريالاً قطريًا (14 دولارًا)، ومهامي تختلف/ لقد عملت في الفنادق والمكاتب والمدارس. أقف حاليًا لمدة 12 ساعة يوميًا، خارج فندق في أحد الأحياء الراقية في قطر، أنا مكلف بتوجيه ومراقبة حركة المرور، وإجراء دوريات راجلة منتظمة، ومساعدة ومرافقة الضيوف الذين يستفسرون عما إذا كانت الغرف متوفرة. أصبح واجبي أكثر صعوبة بسبب شمس الشرق الأوسط التي لا تتزعزع ولا هوادة فيها.


واستطرد قائلاً: "حصلت أخيرًا على بطاقة صحية بعد خمسة أشهر، تخيل أنك في بلد أجنبي خلال فيروس كورونا ولا تحصل على رعاية صحية، ولجعل الأمور أسوأ، يبدو أن شركتي لا تهتم كثيرًا بمعدات الحماية الشخصية، فهم يجلبون قفازات وأقنعة من حين لآخر، غالبًا ما يقرضنا موظفو الفندق أقنعة، لحسن الحظ، كان الشخص الوحيد الذي أعرفه مصابًا بالفيروس مشرفًا في الفندق قبل تعييني هنا".