مساعي التيارات الإسلامية لإفشال اتفاق المغرب واسرائيل

مساعي التيارات الإسلامية لإفشال اتفاق المغرب واسرائيل
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

في تناقض صارخ لعمل التيارات الإسلامية التابعة لكل من قطر وتركيا، تقوم بمحاولات الضغط لرفض استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، لإتمام عملية السلام بينهما، وعرقلة تطوير العلاقات الدولية للمغربية، في حين أن التيارات ذاتها، تتجاهل العلاقات القوية سواء الاقتصادية أو السياسية بين إسرائيل وأنقرة والدوحة.

مخاوف تركيا على اقتصادها


تخشى تركيا على التبادل التجاري والاقتصادي بينها وبين المغرب، ولاسيما أن توقيع اتفاق السلام بين المغرب وإسرائيل يعمل على تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلاّق ومواصلة العمل في مجال التجارة والمالية والاستثمار وغيرها من القطاعات الأخرى، مع التوقيع على أربع اتفاقيات بين المغرب وإسرائيل تهمّ الطيران المدني وتدبير المياه والتأشيرات الدبلوماسية وتشجيع الاستثمار والتجارة بين البلدين.


الأمر الذي يشجع المغرب على إنهاء اتفاقيات التعاون الاقتصادي مع أنقرة، ولاسيما أنها تضر كثيرا بالاقتصاد المغربي، وتعمل على انهياره.


في هذا الشأن، سارعت أنقرة لاستغلال التيارات الإسلامية وحزب العدالة والتنمية لإفشال الاتفاقية المغربية- الإسرائيلية.

محاولات تجييش لآراء المواطنين ضد الاتفاقية


وعمل أعضاء حزب العدالة والتنمية بالتعاون مع الإخوان وقطر، لتشويه الاتفاق بين البلدين، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، لإشعال الداخل المغربي ومحاولة التأثير عليه لصالح أنقرة، التي تخشى على مصالحهم مع تل أبيب، وهو ما أظهر الازدواجية والتخبط لدى تلك الأطراف.

وهو ما يكشف حجم التناقض لدى تلك التيارات التي تتجاهل العلاقات القوية والوثيقة بين النظامين التركي والقطري مع الحكومة الإسرائيلية.

العلاقات التركية- الإسرائيلية 


أنقرة الحليف القوي لتل أبيب وصاحبة العلاقات التجارية والاقتصادية معها، والتي انطلقت عام 1949؛ إذ تظهر دوماً متاجرة تركيا بالقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، سعياً وراء اكتساب مكانة زائفة، لم تقدم في الواقع ما يبرهن على ذلك.


سعى أردوغان منذ توليه الحكم لتعميق العلاقات مع إسرائيل، لينتقل بها إلى مرحلة العلاقة "الإستراتيجية".


على الصعيد العسكري، تركيا تعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي.. الاتفاقيات بدأت بتحديث (F-4) فانتوم تركيا وطائرات  (F-5) بتكلفة 900 مليون دولار، مرورا بترقية إسرائيل 170 من دبابات M60A1 لتركيا، مقابل 500 مليون دولار، وصولا للاتفاق الذي يقضي بتبادل الطيارين العسكريين بين البلدين 8 مرات في السنة.

تجارياً، تعتبر إسرائيل واحدة من أهم 5 أسواق تسوق فيها تركيا بضائعها، بحجم تبادل تجاري وصل إلى 6 مليارات دولار في 2019.

أردوغان ينتظر توطيد العلاقات أكثر مع إسرائيل 

في الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي، أي بعد عقد الصفقة المغربية بخمسة أيام، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ترغب في علاقات أفضل مع إسرائيل، في إشارة إلى خوفه على اقتصاد بلاده جراء التعاون المغربي- الإسرائيلي.


ورغم كل الأموال التي ينفقها النظام التركي على الترويج الإعلامي لخلق فكرة وهمية أنه يدعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين أكثر من غيره، يأتي تقرير صادر عن الأونروا ليسقط كل الأقنعة، فمن بين أهم 20 داعما ومتبرعا للشعب الفلسطيني، لا يظهر اسم تركيا ولا قطر ولا إيران على الإطلاق.