سوريا تحترق.. النيران تلتهم المنازل والأراضي والنظام "عاجز"

سوريا تحترق.. النيران تلتهم المنازل والأراضي والنظام
صورة أرشيفية

في أقل من شهر، تكررت الحرائق الواسعة في سوريا، ولكنها أشرس وأكبر هذه المرة لتلتهم مساحات ضخمة من الأراضي والمنازل، فرّ على إثرها مئات الأهالي بمناطق مختلفة، فيما تبين عجز النظام عن احتواء الأمر ووقف النيران، وشكك المواطنون أن الحرائق مفتعلة وليست بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

عودة الحرائق


خلال الساعات الماضية، تصدر هاشتاج "سوريا تحترق" و"حرائق سوريا" عَبْر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الإغاثات الواسعة التي وجّهها الأهالي لمساعدتهم في إطفاء نيران الحرائق المفاجئة الضخمة، بينما حاولت قوات الدفاع المدني السيطرة على الحرائق، ولكن دون جدوى حتى الآن.


وتضررت مساحات واسعة النطاق تتجاوز ٥٠ منطقة بسوريا، وسط صعوبات كبيرة تعرقل جهود إخماد الحرائق، لذلك أمر الرئيس السوري، حيث نشبت في عدة مناطق بريف اللاذقية وطرطوس، وجبلة، والقرداحة، والحفة، وحرف المسيترة، والفاخورة، والدالية، ومنظومة إطفاء الزراعة، ومصلحة الحراج، وغلمسية والبودي وبنجارو بريف جبلة، وكلماخو وجبل العرين وقمين الفاخورة وبسيت بريف القرداحة.


تسببت تلك الحرائق في وفاة العشرات وإصابة مئات المدنيين جراء الدخان المتصاعد من تلك الحرائق، خاصة في بلدة "بنجارة" في ريف محافظة الشرقية، فضلاً عن التهامها للعديد من المنازل ومئات الدونمات من الأراضي المزروعة، وساهمت سرعة الرياح الشرقية في اتساع رقعة الحرائق.

الحكومة عاجزة


وفي ظل تلك الحرائق، لم تتمكن جهود فِرَق الإطفاء والدفاع المدني والجيش السوري والأهالي من وقفها، لذلك قرر الرئيس السوري، بشار الأسد، إقامة صلاة الاستسقاء اليوم السبت، طلبًا لنزول المطر ورفع البلاء وإخماد الحرائق.


وكتبت وزارة الأوقاف السورية على صفحتها على "فيسبوك": إن الدعوة لصلاة الاستسقاء ورفع البلاء التي تمت بتوجيه من الرئيس بشار الأسد، ستشمل جميع مساجد البلاد، وتأتي أيضًا "رجاء للطف والرحمة من الله الرحمن الرحيم"، كما وجه الدعوة ذاتها مجلسها الفقهي واتحاد علماء بلاد الشام، لإقامة الصلاة عقب صلاة الظهر.


كما طالب رئيس مجلس الوزراء المهندس "حسين عرنوس" من جميع الوزارات المعنية والجهات التابعة لها وفِرَق الإطفاء والدفاع المدني، تقديم الدعم والمؤازرة للمساهمة في إطفاء الحرائق المندلعة في أرياف محافظات حمص وطرطوس واللاذقية.


ومن ناحيته، أكد قائد فوج الإطفاء في طرطوس العقيد "سمير شما"، قوله: إن "هناك صعوبة كبيرة في السيطرة على هذا الحريق حيث أسهمت شدة الرياح وعدم وجود خطوط نار وطرق زراعية للوصول إلى تلك الأراضي، إضافة إلى وعورة المنطقة جغرافيًّا في ازدياد مساحة الحريق، مضيفًا أن "الوضع صعب، ونحن نسعى جاهدين من أجل السيطرة على الحريق ضِمن الإمكانيات المتاحة وبكل طاقتنا البشرية والآلية".


حرائق سابقة


وفي سبتمبر الماضي، اشتعلت حرائق ضخمة في ريف اللاذقية وحماة،  حيث التهمت سلسلة من الحرائق مساحات ضخمة من الأراضي في سوريا، ولم تتم سيطرة السلطات على الحرائق إلا بعد أكثر من أسبوع على اندلاع أول حريق.


وتسببت الحرائق في خسائر كبيرة في الغابات والأحراج، كما دفعت العديد من الأهالي إلى النزوح، حيث تبين أن بعض الحرائق كانت مفتعلة.