ذا صن: العمال في قطر يتقاضون أقل راتب في العالم.. والعمل بالسخرة

ذا صن: العمال في قطر يتقاضون أقل راتب في العالم.. والعمل بالسخرة
أمير قطر تميم بن حمد

تحقيق جديد يكشف المعاناة التي يواجهها العمال في قطر من ظروف عمل سيئة للغاية وعدم تقاضيهم لأجورهم بشكل منتظم، فضلاً عن أن هذه الأجور تعد الاقل في العالم رغم أن قطر هي واحدة من أغنى دول العالم؛ ما يضعها في قائمة العمل السوداء ويصنف العمل لديها بالسخرة.

أقل أجور

ويتقاضى عمال البناء في قطر ٨٢ بنسا فقط للساعة خلال عملهم بقطر؛ ما يوجه لها اتهامات بإجبار العمال على العمل بنظام السخرة.


وبحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن ما يجري في قطر هو عار على الدولة الغنية بالغاز، وقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بمنحها حق تنظيم البطولة مثير للجدل.


وكشف تحقيق الصحيفة أن جيشا من العمال المهاجرين يتقاضى 82 بنسًا فقط في الساعة لبناء ملاعب في قطر قبل كأس العالم 2022، هذا يعني أن أكثر من ٢٨ ألف شخص يكدحون في البنية التحتية الجديدة والملاعب يحصلون فقط على 158 جنيهًا إسترلينيًا كل شهر أثناء العمل لمدة 48 ساعة في الأسبوع.


وكشفت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية، عن انخفاض الأجور التي يتم تقديمها لبعض العمال الذين سافروا من بنجلاديش وسريلانكا والفلبين إلى الدولة الغنية بالنفط.

شهادات العمال

وقال أحد العمال للصحيفة: "أنا أعمل بالبلاط داخل الملعب، وأساعد في أعمال أخرى، وأتقاضى 900 ريال أي ما يعادل 190 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا".


وقال آخر: "في بعض الأحيان لا نحصل على رواتبنا في الوقت المحدد، أو قد يكون الراتب غير كامل إذا لم يدفعوا أجرًا إضافيًا، كما أنه علينا الانتظار وقتًا طويلاً للحافلة في نهاية نوبتنا وهو ما يجعل يوم عملنا لفترة أطول".

الطعام والسكن والرحلات 

ومن المفترض أن يحصل العمال على الطعام والسكن والرعاية الصحية وإجازة شهر وطائرة إلى الوطن كجزء من وظائفهم، ولكن هذا لا يحدث.


وقالت ماي رومانوس، باحثة الخليج في منظمة العفو الدولية: "الأمور في قطر لا تتغير بالسرعة التي تريدنا الحكومة أن نصدقها".


وتابعت: "في أكتوبر 2017، فرضت قطر حداً أدنى مؤقتاً للراتب قدره 750 ريالاً قطرياً في الشهر، وهو أقل من 900 ريال قطري الذي طلبته الحكومة النيبالية، وهو ما يعني أن قطر تخاطر بالتخلف عن وعدها بمعالجة الاستغلال في العمل على نطاق واسع ووقف إساءة معاملة العمال المهاجرين".


وتعرضت الدولة الغنية لانتقادات في الماضي بعد أن وجدت منظمة العفو الدولية أن 78 عاملاً على الأقل يكافحون من أجل تناول الطعام لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الطعام.


في أكتوبر 2018، تم الكشف أن بعض الموظفين ظلوا شهورا طويلة من دون تقاضي أجورهم وكانوا مدينين بما يصل إلى ٤ آلاف جنيه إسترليني.


وتقول منظمة العفو الدولية: إن المهاجرين يتعرضون لسوء المعاملة والاستغلال للعمل في بناء ملاعب جديدة.


وقالت المنظمة في 2018: "البعض يتعرض للعمل القسري، لا يمكنهم تغيير وظائفهم، ولا يمكنهم مغادرة البلاد وغالبًا ما ينتظرون شهورًا للحصول على رواتبهم".


وتابعت: "في غضون ذلك، يستعد الفيفا ورعاته وشركات البناء المشاركة لتحقيق مكاسب مالية ضخمة من البطولة".


كما كانت هناك تقارير عن مقتل 1200 عامل، لكن المنظمين قالوا إن العدد كان أقل بكثير، وفي عام 2019 كان العدد ثلاثة.


وفي مارس 2020، ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، كشفت عن وفاة 34 عاملاً في الملاعب في السنوات الست الماضية.


وفي عام 2017، توفي رجل بريطاني يبلغ من العمر 40 عامًا أثناء عمله في ملعب لكأس العالم 2022 في قطر - قالت شركة البناء الخاصة به إنه تعرض لقطع أحزمة الأمان.


في يونيو 2020، أشارت التقارير إلى أن ما يصل إلى 100 عامل مهاجر يعملون في شركة التصميم والبناء القطرية QMC لم يتقاضوا رواتبهم لمدة ٧ أشهر ولم يتم تجديد تصاريح إقامتهم؛ مما يعرضهم لخطر الترحيل.


وقد أثارت منظمة العفو الدولية القضية مع السلطات القطرية وتم سداد بعض المدفوعات لكن الكثير منها لم يسدد بعد.