خوفاً من الاحتجاجات جراء كورونا.. نظام الملالي يستعين بالميليشيات الإرهابية لحمايته

خوفاً من الاحتجاجات جراء كورونا.. نظام الملالي يستعين بالميليشيات الإرهابية لحمايته
صورة أرشيفية

يتفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بضراوة بين إيران ليهاجم المواطنين ويسقط ضحايا عدة ويحقق أعلى إصابات، لتتحول طهران إلى بؤرة المرض في الشرق الأوسط، حتى وصل الأمر لمسؤولين كبار بالدولة، ما أظهر مدى فشل السلطات وتردي الجهاز الصحي لديهم.

ضحايا الفيروس

يهاجم فيروس كورونا إيران بدرجة عالية ومتسارعة، لدرجة أنه يصيب أكثر من 50 شخصاً كل ساعة، بينما يقتل إيرانياً واحداً كل 10 دقائق، وفقاً للبيانات الرسمية، ليصل عدد الوفيات اليوم إلى أكثر من 5 آلاف شخص وإصابة أكثر من 80 ألفاً، وهو ما أثر على الاقتصاد بشدة، تحت وطأة العقوبات الأميركية.

بينما كشفت تقارير مراكز أبحاث إيرانية أن الأعداد الحقيقية للفيروس تفوق المعلنة من وزارة الصحة، حيث تضمنهم أحدثهم اليوم أن التقديرات تشير إلى أن عدد الوفيات التي لم تسجل يزيد 0.8 مرة عن الرقم الرسمي، وعدد حالات الإصابة الفعلي ربما يزيد من ثماني إلى عشر مرات عن العدد الرسمي. 

غضب شعبي 

ذلك التدهور الصحي وكشف الفساد بالقطاع الطبي وعدم القدرة على السيطرة على المرض، انعكس سلباً على الشعب الذي بات ينفث عن غضبه الضخم بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المتاحة بالبلاد.

وندد معارضون إيرانيون بارتفاع أعداد الوفيات وضعف النظام الصحي بها، فضلاً عن توجيههم اتهامات للنظام بإخفاء أعداد ضحايا كورونا، وسوء الإدارة، وعدم تنفيذ المعايير والنماذج المختبرة في العالم لمواجهة جائحة كورونا.

ميليشيات أجنبية لحماية النظام

ولَّد ذلك الغضب الشعبي والمعارضة القوية، مخاوف بالغة لدى النظام، الذي نشر أفراد ميليشيات أجنبية مسلحة في شوارع طهران لحمايته؛ خوفاً من اندلاع احتجاجات شعبية إثر فشله في احتواء كورونا، ليكرر الأسلوب نفسه الذي اتبعته السلطات الإيرانية مع كارثة الفيضانات التي اجتاحت 25 محافظة في 2019.

واستنكر إيرانيون وجود تلك الميليشيات الإرهابية من الحشد الشعبي وفاطميون وحزب الله وغيرهم بالبلاد لمواجهة كورونا، بينما تم طرد فريق تابع لمنظمة "أطباء بلا حدود"، قبل أسابيع قليلة.

وسرعان ما اعترفت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، بوجود ميليشيات "النجباء" العراقية في بعض أحياء مدينة قم بمزاعم أنها بهدف تطهير الشوارع وتعقيم السيارات المارة بالطرقات وتوزيع سلال غذائية.

تسبب ذلك في ارتفاع الغضب بين المعارضين الإيرانيين، الذين أكدوا أن ذلك ينافي الدستور الذي يشترط موافقة البرلمان، وهو ما يثبت أن نظام الملالي تخلى عن سيادة أراضي البلاد مقابل حماية عناصر الميليشيات الإرهابية من الغضب الشعبي من فشله أمام كورونا.

إجراءات ضعيفة

ورغم ذلك التفشي إلا أن إيران لم تفرض حتى الآن إجراءات الحظر الكامل أو تسير على النهج الصحيح المتبع داخل غيرها من البلدان، بينما ما زالت المحال والأضرحة متاحة للمواطنين، ما سمح لفيروس كورونا بحصد الكثير من أرواح المواطنين في البلاد، ولم يسلم منها أيضا المسؤولون رفيعو المستوى بمن فيهم المسؤول عن مواجهة الفيروس بالحكومة، وهو ما يثبت عدم وجود خبرة كافية بالدولة.

وأصيب عدد من المسؤولين رفيعي المستوى بالفيروس منهم رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بالإضافة إلى إيرج حريرجي، نائب وزير الصحة ورئيس لجنة مكافحة كورونا، ومعصومة ابتكار، نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة.

بينما توفي الدبلوماسي والسياسي الإيراني ورجل الدين، ورئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة السابق، سيد هادي خسروشاهي، بعد إصابته بفيروس كورونا القاتل في مدينة قم، وخضوعه للعلاج منذ أيام في أحد مستشفيات طهران، بالإضافة لوفاة هاشم بطحائي، العضو بمجلس خبراء القيادة.

كما أكدت وسائل إعلام إيرانية أن نائباً في البرلمان فاز في الانتخابات التي أجريت يوم 21 فبراير بسبب كورونا، بالإضافة لإعلان إصابة حفيد مرشد إيران علي خامئني بالفيروس القاتل، ونجل صهر ومستشار المرشد الإيراني، ومحمد مير محمدي العضو في المجلس بفيروس كورونا، الذي توفيت والدته بالأمس في مدينة قم نتيجة إصابتها بالفيروس، وهي شقيقة المرجع الديني موسى شبيري زنجاني الذي يخضع للحجر الصحي بعد وفاة المسؤول التنفيذي والمالي في مكتبه جرَّاء الإصابة بالفيروس، فضلاً عن إعلان وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر ولايتي إصابته بالفيروس