"تنازلات باشاغا".. مساعي الإخوان لحكم ليبيا بدأت من تقديمه كرجل سلام

باشاغا

يحاول فتحي باشاغا خلال الفترة الأخيرة تحويل الدفة لصالحة في ليبيا، حتى ينال منصبا جديدا في الدولة التي أرهقها الصراع المستمر منذ ما يقرب من 10 سنوات، وتحديدا منذ سقوط نظام معمر القذافي، حيث تساعده في ذلك جماعة الإخوان في ليبيا للسيطرة على مقاليد حكم البلاد من خلال تقديم تنازلات للأطراف الفاعلة في الملف الليبي.

تحركات باشاغا لدعم تولي مصراتة رئاسة الحكومة
وأكدت المصادر أن باشاغا قام بالعديد من التحركات كان الهدف منها دعم تولي مصراتة رئاسة الحكومة، مشيرة إلى أنه يحاول تقديم تنازلات لعدد من الأطراف الإقليمية والدولية لتجميل صورته مروجا لدوره في سحب "ميليشيا حطين" التابعة له من خطوط التماس في سرت والجفرة وسحبها إلى مصراتة.

ويحاول وزير داخلية الوفاق تقديم نفسه كرجل سلام بالعمل على تفعيل تفاهمات لجنة "5+5"، حيث إن سبب إصرار البعثة الأممية على تشكيل الحكومة في ليبيا هو القفز إلى الأمام والهروب من الفشل فيما يخص المسار السياسي وذلك في محاولة لإظهار نجاح المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز في تشكيل حكومة تقوم بالترتيب للانتخابات المقبلة في ديسمبر المقبل.

من جانبه قال المحلل السياسي الليبي، عادل خطاب: إن جماعة الإخوان في ليبيا تدعم باشاغا بكل ما أوتيت من قوة وطرحت اسمه أكثر من مرة سواء في ملتقى الحوار أو المفاوضات، وأصبح معروفا أن باشاغا يقدم الحماية للمسؤولين الإخوان في ليبيا الذين طالتهم تهمة الفساد مقابل دفع رشوة، وتساهم جماعته بتزوير الوثائق ونقل المسؤولين خارج البلاد.

زيارة فرنسا تقلب الموازين

وأضاف المحلل السياسي الليبي: "لم يطل فتحي باشاغا العقاب على تهم الفساد أو الجرائم الأخرى المتهم بها، حيث أحاط نفسه بجماعات مسلحة تحميه وتدعمه، وبالرغم من المطالبات المتتالية لتقديم استقالته إلا أن الإخوان في ليبيا يريدونه الحاكم القادم نظرا لأنهم يتخوفون من غياب دورهم، حيث إن باشاغا أصبح يقوم بالعديد من التنازلات والبحث عن مصلحته وكان آخِرها زيارته إلى فرنسا والاتفاق على بعض البنود التي أزعجت رجب طيب أردوغان في أنقرة، والذي رأى أن هذه الخطوة سيكون لها أثر في الدور الذي تلعبه تركيا في ليبيا وأن أنقرة تخسر أقوى حلفائها في ليبيا".

تزوير وتسهيلات لهروب الفاسدين

من جانبه قال أيمن الربيعي، الباحث السياسي الليبي: إن إخوان ليبيا يريدون السيطرة مستقبلا على مقدرات البلاد، حيث إنهم يتخوفون من فقد دورهم ، وقدم باشاغا لهم خلال الفترة الأخيرة الكثير من التنازلات أبرزها، تسهيله عملية فرار وكيل وزارة الصحة بالوفاق محمد هيثم ، ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء عبد الحميد حمزة المتهمين بالفساد من الأراضي الليبية بوثائق مزورة.

موسكو في الصورة

وأضاف الربيعي: "عملية الإفراج عن المعتقلين الروس الذين اختطفتهم ميليشيات الوفاق في ليبيا، كانت عبارة عن تنازل لموسكو من قبل فتحي باشاغا على ما بدر من الجماعة المسلحة التي تعمل تحت إمرته، لاسيما وأن شوغالي وسفيان لم تصدر ضدهما أي لائحة اتهام واضحة خلال أكثر من عام في المعتقلات التابعة لباشاغا".