تقرير دولي يكشف كيف زعزع تحالف قطر وتركيا استقرار المنطقة وأوروبا؟

تقرير دولي يكشف كيف زعزع تحالف قطر وتركيا استقرار المنطقة وأوروبا؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر

قبل ١٠ أعوام اندلعت ثورات الربيع العربي، والتي استغلتها الأنظمة الاستبدادية في قطر وتركيا لفرض نفوذها على العالم العربي، إلا أن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية عمل على صد هذه المحاولات وعزل قطر وتركيا ولم يُمكّنهما من تحقيق هدفهما بزعزعة استقرار المنطقة ونشر الفوضى بها.


ومع انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركية ورئيسة للمفوضية الأوروبية يأمل العالم العربي في صد العدوان التركي القطري واتخاذ إجراءات حاسمة ضدهما.


مواجهة الإخوان

عندما تولت أورسولا فون دير لاين رئاسة المفوضية الأوروبية العام الماضي، دعت المنظمة إلى لعب دور أكبر في الجغرافيا السياسية. بعد مرور عام، أثبتت هذه الفكرة أنها خطوة مطلوبة بشدة ويمكن أن تساهم بشكل كبير في توفير الاستقرار في شرق أوسط مضطرب. 


وعلى الرغم من أن أوروبا مرتاحة لانتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية، الذي يبدو أكثر التزامًا بنهج متعدد الأطراف، فإن الرئيس الأميركي المنتخب لا يختلف كثيرًا عن ترامب في رغبته في متابعة الانسحاب من المنطقة. 


ووفقًا لتقرير صحيفة "آرب نيوز" الدولية، تحتاج أوروبا إلى تكثيف جهودها لملء الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في المنطقة.


وبدأت الاضطرابات التي تشهدها المنطقة مع الانتفاضات العربية التي أدت إلى انهيار الأنظمة الحاكمة وأغرقت المنطقة في حالة فوضى وركود. وزادت الفوضى من الشعور بانعدام الأمن لدى الأنظمة المختلفة في الشرق الأوسط، وبدأ كل نظام في النظر إلى ما وراء حدوده من أجل تأمين بقائه.


وفي عام 2013 ، تآمر فرع من جماعة الإخوان المسلمين للاستيلاء على السلطة في الإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول العربية، وكان هذا بمثابة نقطة تحول في السياسة الخارجية الإماراتية وتحولاً عن فلسفة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في التركيز على بناء العلاقات الودية والمساعدات الإنسانية. 


وعكست الإمارات مسار سياستها الخارجية التقليدية من خلال تبني موقف أكثر حزمًا كان يهدف إلى تشكيل المشهد الإقليمي، مدفوعًا إلى حد كبير بمنظور مناهض للإخوان المسلمين.


وفي الوقت نفسه، وضع الانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016 الرئيس رجب طيب أردوغان في موقف دفاعي، الأمر الذي ترجم إلى سياسة خارجية هجومية وتدخلية، كما سمحت الفوضى في المنطقة لإيران بنشر مخالبها في كل مكان.


قطر وتركيا خطر على أوروبا

وشكلت دول المنطقة تحالفات غيرت من توازنات المنطقة، وكان أبرزها المحور القطري التركي الإيراني، في مواجهة التحالف العربي المعتدل بقيادة المملكة العربية السعودية الذي عمل لصدّ هجوم التحالف القطري المتطرف ومحاولاته لفرض سيطرته على المنطقة.


وأثر التحالف القطري التركي على أمن واستقرار المنطقة، وأشعل الصراعات المحلية في العديد من البلدان على رأسها سوريا واليمن وليبيا وفشل المخطط في مصر وتونس والسودان.


ومن مصلحة أوروبا التأكد من أن جوارها مستقر وآمِن ومزدهر ويمكنه استيعاب سكانها، ولكن صعود الحركات القومية المتطرفة برعاية قطر وتركيا كانت بمثابة مشكلة خطيرة للاتحاد الأوروبي.