"الصلابي".. عائلة ليبية إرهابية من الدرجة الأولى

صورة أرشيفية

الإرهاب.. بات أحد التقاليد الفاشية التي يورثها الآباء لأبنائهم والإخوة لأشقائهم في الجماعات المتطرفة والجهادية، في مناطق الصراع والأزمات، تحت أعين ومتابعة الدول الراعية للإرهاب المعروفين في العالم، وهو ما أصبح منتشرا في ليبيا التي مزقها التشرذم والإخوان والنزاعات المسلحة.


عائلة "الصلابي", واحدة من العائلات التي اشتهر أبناؤها بأعمالهم الإجرامية التي يتنافس كل منهم في درجتها، ويستبيحون دماء المواطنين الأبرياء، ويستولون على الموارد لصالح جهات خارجية داعمة للتطرف والإرهاب، حيث إن الأشقاء الأربعة "علي، إسماعيل، أسامة، خالد" باتوا علامة مسجلة في الإرهاب وأشقاء بعائلة متطرفة من الدرجة الأولى.

"علي الصلابي"


يعتبر "علي الصلابي"، المولود في 1963، هو الأب الروحي للإرهاب بالعائلة، حيث تتلمذ على يد مفتي الدم يوسف القرضاوي الهارب في قطر، ليكون تلميذه المقرب، وينقل أفكاره المتطرفة إلى أشقائه والجماعات الإرهابية المحيطة به، ويتولى صناعة الفتنة والتطرف في ليبيا ويطيح بأي حلم من شأنه تنفيذ الانتخابات.


كما أنه مهندس انقلاب فجر ليبيا، وعقب سقوط نظام القذافي في البلاد، شارك في حشد عدة تحالفات ضد الجيش الوطني الليبي، والحصول على التمويل المادي من تركيا وقطر لنشر الإرهاب، قبل هروبه إلى أنقرة.
قبل انتقاله إلى تركيا، تمكن من تشكيل علاقات قوية مع قيادات الجماعة الليبية المقاتلة، وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه عبدالحكيم بلحاج، حيث توسط علي الصلابي من أجل إخراج عدد من عناصر جماعتي الإخوان والمقاتلين من السجون، كما تولى تدبير العديد من العمليات الإرهابية بعد سقوط النظام بما يخدم أطماع قطر وتركيا.

"أسامة الصلابي"


الشقيق الثاني، حيث ولد في 1967، ولكنه ترك العمل الأكاديمي من أجل الإرهاب، وسار على نهج أخيه الأكبر، ليتلقى علمه على يد الإرهابي الأشهر يوسف القرضاوي أيضا، ويتقرب له، حتى يختاره عضوا في "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، الداعم للجماعات المتطرفة.
ارتبط الشقيق الثاني بعلاقات قوية مع جماعة الإخوان، لاسيما مع مفتي الجماعة الليبي الصادق الغرياني، لذلك شاركه في تقديم برنامج "الإسلام والحياة" عبر قناة "التناصح" التي تمولها قطري، ليرسخ في ذهنه مناهج التكفير والتطرف حتى وصف بأنه "مشرعن الإرهاب في ليبيا".


 وساعد "أسامة الصلابي" في إشعال الحرب الأهلية الليبية، عبر نشر الفتنة والتفرق بين المواطنين من خلال الفتاوى والأحكام المتشددة، وضلل الكثير من الشباب لضمهم إلى كيانات إرهابية مثل "ميليشيات شورى" و"ثوار بنغازي"، ليتولى منذ ذلك الحين مهمة غسل عقول الشباب وضمهم إلى الجماعات المسلحة.

 

"إسماعيل الصلابي"


الشقيق الثالث، المولود في 1978، زرع فيه أشقاؤه الكبار الإرهاب منذ البداية وجعلوه خير مثال، وبدلوا تفكيره تماما ووفروا له الدعم المالي الضخم، ليتولى كتيبة "راف الله السحاتي" الإرهابية، وميليشيا "مجلس شورى بنغازي"، التي مدوهم بالآلاف من الشباب.


يعد إسماعيل هو الذراع العسكرية لعائلة الصلابي، حيث شارك مسبقا في عدة عمليات إرهابية مع تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان وسوريا، كما ارتبط بعلاقة قوية مع عبدالباسط عزوز، مستشار زعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري، الذي كلفه بعدة مهام إرهابية في العديد من المناطق خاصة باكستان، حتى صدرت له أوامر بالعودة إلى ليبيا عام 2001 ليشكل  خلية جديدة لتنظيم القاعدة في ليبيا والقارة الإفريقية.


يلقبه العديد من الخبراء الأمنيين بـ"خفاش الظلام"، حيث إنه بعد سقوط النظام الليبي كان قياديا في كتيبة "17 فبراير" ببنغازي، وأسس ميليشيا سرايا الدفاع عن بنغازي، التي أعلنت مسؤوليتها عن مقتل جنود فرنسيين في ليبيا في يوليو 2016، وتولى عمليات الهجوم على منطقة الهلال النفطي، لذلك يحتل المركز الـ26 في قائمة الإرهاب التي أعلنتها الإمارات ومصر والسعودية والبحرين.


ظهرت علاقته القوية والعلنية مع الدوحة، حيث ظهر في فيلم صدر بأغسطس 2013، من صناعة الدوحة، حيث مدح إسماعيل صلابي قطر لدعمها لمقاتلي الإخوان والقاعدة ضد نظام القذافي.


"خالد الصلابي"


الشقيق الأصغر بالعائلة الإرهابية، حيث أخفى أشقاؤه أي معلومات شخصية عنه، ونقلوه للإقامة بأيرلندا التي يحمل جنسيتها، بعيدا عن موطنه بليبيا، إلا أنه مازال يكتسب شهرة واسعة فيها، كونه يتولى نقل الإرهابيين إليها ومنها.


لقب الصلابي الصغير بـ"الشيخ الإمام"، لإخفاء حقيقته عن أيرلندا، حيث يمتلك شركة شحن تسمى "هدهد وورلدوايد يوروب" تقع في جنوب مدينة مانشستر، ومكتبها الرئيسي في العاصمة الليبية طرابلس، وفرعها الأكبر في مصراتة، والتي يتولى من خلالها صناعة الإرهاب عالميا، حيث يهرب عبرها السلاح للمتطرفين بالبلاد، كما تحدثت عدة تقارير عن علاقته بالعديد من العمليات الإرهابية في أوروبا، أشهرها حادث مانشستر الذي وقع مايو 2017، وراح ضحيته العديد من المدنيين.