الخطوط القطرية.. أن تخاطر بحياتك من أجل "تذكرة"

الخطوط القطرية.. أن تخاطر بحياتك من أجل
صورة أرشيفية

بسبب تراجُع الإقبال عليها نتيجة خدمتها المهترئة، واهتمامها بجني الأموال أكثر من الاهتمام بسلامة الركاب والعملاء، لم تجد الخطوط الجوية القطرية مفرًّا لاستقطاب الركاب سوى تخفيض قيمة التذاكر وتقديم تسهيلات للدفع.


الشركة القطرية تكبدت خسائر كبيرة على مدار الأعوام الأربعة الماضية، وربما وصلت خسائرها في عام 2020 فقط بقدر الخسائر في الأعوام الثلاثة الماضية مجتمعة، بسبب قراراتها المتخبطة أثناء تفشي جائحة كورونا، واستثمار الشركة في الجائحة على حساب أمن الركاب، من خلال تسيير رحلات أكثر من المتفق عليه دوليًّا أثناء تفشي الوباء، إضافة إلى تسيير رحلات أخرى إلى مناطق تفشي المرض ومن بينها إيران وتركيا.

الخطوط القطرية تتحدى إجراءات السلامة الدولية


تحدّت الخطوط القطرية النصائح العالمية وتحذيرات السفر، ورفعت عدد رحلاتها حول العالم، وفي مارس الماضي، صدمت الجميع بأنها مستمرة في التحليق رغم المخاطر الكبيرة، وأعلنت أن عملياتها التي تسير رحلات الطيران، ما زالت مستمرة للكثير من مطارات العالم، إذ أطلقت رحلاتها إلى أكثر من 70 مدينة حول العالم، بواقع 150 رحلة يوميًّا.


وأكدت أنها مستمرة في إجراء مراجعة دورية للعمليات، بهدف تسيير المزيد من الرحلات، أو تشغيل طائرات ذات سعة أكبر إلى هذه المدن، وتابعت أنها لا تدخر جهدًا للاستمرار في تسيير أكثر من 150 رحلة يوميًّا لتمكين المسافرين من العودة إلى بلدانهم بأمان.


وخلال تفشِّي الوباء إلى حدّ الموت في فرنسا، وإغلاق جميع الخطوط رحلاتها إلى باريس، أوضحت الشركة في بيان على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" القطرية أنها ستعيد تشغيل عدد من الرحلات المعلقة حينها إلى مدن باريس وفرانكفورت.


وتحدَّى "أكبر الباكر" الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية بتصريحاته النظام العالمي الذي أكد على أن السفر والحركة تساهم في نشر الفيروس، حيث قال: "نحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومات في جميع أنحاء العالم، وحيثما أمكن سنعيد أو نضيف المزيد من الرحلات الجوية"، لافتًا إلى أنه لا يوجد دليل علمي على انتقال فيروس "كورونا" خلال فترة الحضانة"، وتابع "لا يمكن منع الطيران بسبب وجود شيء ما في الهواء، ليس هناك حقيقة علمية".

القطرية.. الإجراءات الاحترازية "حِبْر على ورق "


اشتكت عدد من الدول من ضعف الإجراءات الاحترازية على الخطوط القطرية الذي جعل منها ناقلاً رسميًّا للوباء، وذلك عَبْر عدم الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات، فضلاً عن عدم تخفيف عدد الركاب خلال الرحلة الواحدة.


ورغم الأعداد المتزايدة بالإصابات في قطر إلا أن ذلك لم يمنعها من الإعلان عن تسيير رحلات في الموسم الصيفي إلى أكثر من 80 وجهة حول العالم، وهو ما لاقى انتقادات لاذعة في الأوساط الإعلامية، حيث اعتبر البعض ذلك بمثابة المساهمة بانتشار الفيروس القاتل في العالم.


ويشمل ذلك 33 وجهة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ و23 وجهة في أوروبا و20 وجهة في الشرق الأوسط وإفريقيا و4 وجهات في الأميركتين، وهي وجهات يحظر الكثير منها دخول الأجانب.


وفي يونيو الماضي، وصف تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية، رحلة طيران قطرية من الدوحة إلى أثينا، بالفضيحة، حيث تم فحص جميع ركابها قبل الصعود إلى الطائرة وكانت نتائجهم سلبية، وعندما هبط الطائرة كانت نتائج البعض إيجابية لفيروس "كورونا".


وقالت هيئة الحماية المدنية اليونانية: إن 12 شخصًا من أصل 91 كانوا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية وصلت الإثنين تبينت إصابتهم بالفيروس.


وقالت الوكالة في بيان "بعد هذه الحقائق الوبائية، سيتم تعليق الرحلات الجوية من وإلى قطر حتى 15 يونيو ".

"القطرية".. تخاطر بحياة العاملين من أجل التربح والدعاية


أكدت صحيفة "آراب نيوز" البريطانية، أن الخطوط الجوية القطرية فاجأت صناعة الطيران العالمية خلال أزمة وباء فيروس كورونا من خلال التحليق عبر كارثة للعلاقات العامة.


أضاف التقرير أنه في الوقت الذي عانت فيه كل شركة طيران تقريبًا في العالم من التباطؤ في السفر والنزيف المالي، كان لدى شركة النقل القطرية المملوكة للنظام القطري، خيار تبني مسار أقل اضطرابًا. ولكن وبدلاً من ذلك، ولأسباب ربما تكون معروفة فقط للإدارة العليا في المقر الرئيسي للشركة في الدوحة، راهنت الخطوط الجوية القطرية على إستراتيجية هي مزيج من ادّعاء الفضيلة والبلطجة المؤسسية. وأكد التقرير أن هذا لم يكن مفاجئًا نظرًا لسجل قطر السيئ في استغلال العمال المهاجرين، والانتقادات الدولية لها.

حسب التقرير فإن قرار منح تذاكر مجانية لـ 100 ألف طبيب وممرضة إلى أي وجهة تطير حول العالم، ينبعث منه رائحة قوية للغاية لمحاولة تحويل انتباه وسائل الإعلام بعيدًا عن ممارسة خفض مصاريف الشركة خلال أزمة الوباء من خلال تسريح العاملين . 


خسائر كبرى.. رغم المخاطرة بحياة البشر


أدت الأزمات المتلاحقة التي واجهت الشركة إلى تسريح مئات الموظفين من الشركة، ولاسيما أن الخطوط الجوية القطرية لم يعد باستطاعتها الدخول إلى دول عربية وخليجية بسبب المقاطعة.


والعام الماضي، أقرت الخطوط القطرية، في بيان لها، بأن المقاطعة المفروضة على قطر، بسبب دعمها للإرهاب، أثرت بشكل ملحوظ على أنشطتها التشغيلية، وخطط توسع كانت تسعى لها في قارة إفريقيا، واشتكت من فقدان الشركة لنحو 160 رحلة يوميًّا منذ قرار المقاطعة، مؤكدة أنها تكبدت نحو 70 مليون دولار خسائر في العام المالي الماضي.