اعتقال ومنع جنسية للجماعة.. اشتعال نار الخلاف بين تركيا والإخوان

اعتقال ومنع جنسية للجماعة.. اشتعال نار الخلاف بين تركيا والإخوان
صورة أرشيفية

بعد الخلافات المتتالية بينهم، والأزمات المتصاعدة بينهم، والتي انعكست على الساحة، وأثرت على الإمبراطورية التي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبنائها بدماء الأبرياء وأرواح المواطنين ضحايا الإرهاب، يبدو أن أنقرة تستعد للفظ الإخوان بعيدًا عنها.

بين الاعتقال والرفض


يواجه حاليًا أفراد الإخوان الهاربين من مصر، أوضاعًا مريرة بعد خيانتهم لوطنهم، حيث كشفت مصادر عن وجود حالة من الغضب والضيق التركي البالغ تجاه أعضاء الجماعة، لذلك بدأت تتخذ ضدهم خطوات قاسية في الخفاء.


وأضافت المصادر أنه خلال الأيام الماضية رفضت السلطات التركية منح الجنسية لأكثر من 50 إخوانيًا هاربًا من مصر ومقيمًا بإسطنبول، على غير العادة، وهو ما أثار ضيق بين أفراد التنظيم الدولي.


لم يقتصر الأمر على ذلك، حيث قالت المصادر إن تركيا أيضًا اعتقلت أكثر من 25 فردًا إخوانيًا في سجون بعيدة للغاية، بعد تواصلهم مع جهات خارجية لتوفير ملاذات آمنة لهم، منهم منظمات إغاثة وقادة بالتنظيم الدولي، دون موافقة أنقرة، لمخططهم بالفرار من أنقرة لتدهور الأوضاع الاقتصادية فيها وتراجع الليرة وتفشي فيروس كورونا المستجد.

توتر بين تركيا والإخوان


وأشارت إلى أن ذلك ولد حالة من التوتر والخلاف بيم السلطات التركية وقيادات تنظيم الإخوان، حيث تجرى مباحثات حاليا لتهدئة الأوضاع والتوصل لاتفاق بينهم.


وأوضحت أن الغضب التركي يرجع لعدم التنسيق مع سلطات أنقرة بشأن ذلك التواصل، بينما رتب الإخوان عدة لقاءات مع ممثلي تلك الجهات، حيث كانوا يخططون للسفر إلى جورجيا، للتدريب على ما وصفوه بـ"إستراتيجية خرطوم الأباطيل"، كأحد مجالات الحروب النفسية التي تتبعها الجماعة.


وكشفت سلطات تركيا تورط أفراد من الإخوان بها في التعاون مع بلدان أخرى منها إيران ودول أخرى، والتدريب على اختراق الأمن السيبراني، وجمع المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة لاختراق الحسابات والصفحات، ما ولد مخاوف كبيرة في أنقرة على أمنها القومي، لذلك قررت التصدي لهم على ذلك النحو.

الإخوان في تركيا


بعد ثورة 30 يونيو 2013 في مصر، فرّ عدد كبير من أفراد الإخوان بها إلى تركيا، التي تحولت لحاضنتهم الأولى بقيادة أردوغان، حيث صنعوا عدة مخططات لإسقاط الدولة، بينما واجهتهم البلاد بكل حزم.


وفي خضم ذلك يعيش قادة الإخوان في تركيا حياة مرفهة ويحصلون على آلاف الدولارات، بينما يعاني الشباب من أوضاع مأساوية غير آدمية ورواتب ضعيفة.


ومن أبرز قادة الإخوان بتركيا، محمود حسين الأمين العام للجماعة، وجمال حشمت وعمرو دراج ويحيى موسى وسيف الدين عبد الفتاح، وحمزة زوبع ووجدي غنيم ومحمد عبد المقصود ويحيى حامد ومدحت الحداد ومختار العشري، وقطب العربي وأحمد عطوان وهيثم أبو خليل ومحمد ناصر ومعتز مطر وسامي كمال الدين وغيرهم.


وتشهد صفوف الإخوان بتركيا حاليًا أزمات عديدة، خاصة بعد قبض المخابرات التركية على عناصر منهم وتسليم بعضهم لمصر، فضلاً عن تخلي عدد من القادة عن الشباب، واشتعال نار الانقسام بين صفوف الجماعة.