هل سيؤدي اتّساع دائرة الصراع في غزة إلى هجوم على الدول الغربية المنحازة لإسرائيل؟

تخوفات من اتّساع دائرة الصراع في غزة إلى هجوم على الدول الغربية المنحازة لإسرائيل

هل سيؤدي اتّساع دائرة الصراع في غزة إلى هجوم على الدول الغربية المنحازة لإسرائيل؟
صورة أرشيفية

في ظل اتساع الصراع الحالي بين الجانبين؛ الإسرائيلي والفلسطيني، وتأثيره على منطقة الشرق الأوسط؛ يمكن أن يتسع ضمن أشكال أخرى، وعلى نحو غير مباشر إلى بقية أنحاء العالم، ولا سيّما الدول الغربية، حيث تؤدي حالة الاستقطاب الشديدة التي أفرزها هذا الصراع دوراً في تصاعد التهديدات الأمنية، خاصة في الدول التي انحازت بقوة لإسرائيل.

الاستقطاب بسبب الحرب 

وكشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز المستقبل للدراسات أنّ مناخات الاستقطاب هذه، والتجارب التاريخية المرتبطة بذلك الصراع، تكشف عن وجود بيئة ملائمة للهجمات الإرهابية، التي جرت بعض وقائعها بالفعل خلال الأيام الأولى من الحرب، في فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة، حيث تستغل القوى المتطرفة الصراع للعودة إلى الواجهة.

ويمثل الصراع الراهن فرصةً للجماعات المتطرفة، بوصفه يحمل بُعداً دينياً، حيث تعتمد المجموعات الإسلاموية من جهة، والمجموعات اليمينية المتطرفة من جهة مقابلة، على سردية "صِدام الحضارات"، كعقيدة لإدارة سلوكها السياسي؛ لأنّ صراع الحضارات يحتفظ بدور سياسي مركزي لتلك المجموعات التي تجد في التلاعب بالهويات أداة تعبئة قوية، بحسب الباحث.

تخوفات كبيرة

تقول الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية، إنه قد تؤدي حالة الاستقطاب الشديدة التي أفرزها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دوراً في تصاعد التهديدات الأمنية، خاصة في الدول التي انحازت بقوة لإسرائيل، وأنّ تأثير الصراع في المجتمعات الغربية يبدو أكثر عمقاً ممّا نعتقد، وهو ما يتردد صداه مع الانقسامات السياسية والاجتماعية والدينية العميقة، ويخشى صُناع السياسات أن تؤدي التداعيات المستمرة للحرب الجارية إلى تفاقم هذه التوترات، في ظل وجود مجتمعات يهودية ومسلمة كبيرة، فضلاً عن الماضي الاستعماري للدول الغربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر" أنه منذ بداية الحرب الجارية في 7 (أكتوبر) الماضي، شهدت عدة مدن غربية هجمات إرهابية، لم يثبت حتى الآن مدى ارتباطها المباشر بالصراع الدائر في الشرق الأوسط، لكنّها شكّلت جزءاً من حالة الخوف التي اجتاحت المنطقة، مؤكدة أن تكون المخاطر الأمنية في الدول الغربية مترابطة بالقدر الذي تطول فيه الحرب في غزة، حيث ينذر طول الحرب وتوسعها وتوحشها أحياناً بمخاطر أمنية عالية، ومن المُرجح أن تكون في شكل عمليات فردية وبوسائل فردية، طرفاها الرئيسيان العناصر الجهادية وتلك اليمينية المتطرفة، أمّا أهدافها، فيمكن أن تكون أفراداً أو مجموعات من خلفيات مسلمة أو يهودية أو مراكز ومؤسسات دينية أو دور العبادة الإسلامية واليهودية، وكذلك المؤسسات الأمنية والتعليمية والثقافية.