عودة ظهور إعلام الإخوان من جديد في تركيا.. ماذا يحمل من دلالات؟

عودة ظهور إعلام الإخوان من جديد في تركيا

عودة ظهور إعلام الإخوان من جديد في تركيا.. ماذا يحمل من دلالات؟
صورة أرشيفية

بعد مرور أكثر من 10 سنوات على أزمة مصر وتركيا عادت العلاقات من جديد إثر صمت إخواني في قنواتهم الإعلامية وأبواقهم، وكذلك ترحيل عدد كبير من قيادات الجماعة من إسطنبول، وهو ما جعل العلاقات المصرية التركية قوية للغاية أخيرًا.  

ولكن جماعة الإخوان الإرهابية تحاول تعكير صفو العلاقات الجيدة بدءًا من عودة الأبواق من جديد للساحة ومهاجمة مصر، ومحاولة العودة من جديد بطرق أخرى.  

بودكاست الإرهابيين  

وقد عاد إلى خطابات محرضة من تركيا بعض من وسائل الإعلام وأبواق الجماعة المحرضة ضد مصر، وظهر عدد من العناصر المطلوبة قضائيًا في مصر على وسائل إعلام ومنصات رقمية تبث من تركيا أخيرًا، وفي خطوة قد توحي بوجود شكوك في نوايا النظام التركي تجاه مصر، قدم محمد منتصر وهو أحد مؤسسي حركة حسم الإخوانية المسلحة المصنفة منظمة إرهابية في مصر، بودكاست يحمل اسم "مؤسسة ميدان".  

وخلال ذلك البودكاست استضاف الإرهابي منتصر قيادات متورطة في جرائم عنف، بينهم يحيى موسى الصادر بحقه حكم قضائي بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات، وأُدين أيضًا في محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية الأسبق اللواء مصطفى النمر.  

مهاجمة صريحة لـ"مصر"  

الإخوان وبالرغم من السنوات التي عانوا فيها من ثورة 30 يونيو، إلا أن الأثر لم يزول بعد 10 سنوات، وعادوا من جديد بحلقات تبث من تركيا تحريضًا مباشرًا ضد النظام المصري، واتهام الدولة المصرية بـ"محاربة الإسلام"، ودعا إلى استمرار ما أسماه "مقاومة النظام المصري"، وعقد مقارنة تخييلية - وهمية بين موقف النظام المصري من حرب غزة وبين موقف الإخوان لو كانت لا تزال في السلطة بهدف تحريض المواطنين ضد القاهرة. 

وكذلك كان ما بين القيادات التي حضرت البودكاست، القيادي الإخواني الهارب رضا فهمي، وهو أحد قيادات التنظيم المسلح، الذي أسس منذ حوالي عام ونصف جمعية "ميدان" التي يحمل البودكاست اسمها، وهدفت للتنسيق مع قيادات الجبهة السلفية الجهادية الهاربين في الخارج على تجميع شباب التنظيم لتبني استراتيجية جديدة.  
 
وكانت وسائل الإعلام الصادرة في تركيا قد حافظت قبل زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للقاهرة، على نبرة أكثر هدوءًا نحو الانتقادات الموجهة لمصر، وكان التحريض غير مباشر، لكن تقديم بودكاست يحمل عداءً واضحًا بدا كأنّ النظام التركي يرسل إشارات جديدة للإخوان تؤدي لإنتاج المزيد من البرامج. 

وقال الكاتب والباحث سامح عيد: إن الإخوان حاليًا لا تُدار بواسطة تركيا مثلما كان في السابق بل هناك تضييق عليهم، وما حدث هو بث عن طريق الإنترنت، ولكن سينتهي قريبًا فهي ليست قنوات فضائية، والإخوان تعلم جيدًا فوائد الإنترنت في بث الشائعات والفتن.  

وأضاف عيد - في تصريحات خاصة - أن الجماعة حاليًا تبحث عن قادة لهم "كارزيما" من أجل استقبال عناصر جديدة داخل النظام، ولكن ما حدث هو عكس المتوقع فالبودكاست انتشر بشدة داخل الأوساط الإخوانية فقط، ولن يؤثر في العلاقات المصرية التركية.