طريق إيراني طويل.. هل تنجح طهران في كسب ثقة العرب وتغيير سلوكها في المنطقة؟

تسعي طهران إلي كسب ثقة العرب وتغيير سلوكها في المنطقة

طريق إيراني طويل.. هل تنجح طهران في كسب ثقة العرب وتغيير سلوكها في المنطقة؟
الاتفاق السعودي الإيراني

قام وزير خارجية المملكة العربية السعودية بزيارة رفيعة المستوى إلى طهران في نهاية الأسبوع، حيث حظي بالتغطية والإشادة بالتحسن في العلاقات بين إيران والسعودي ، الخصمين القدامى.

قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ، كبير الدبلوماسيين السعوديين ، في بيان صحفي: "الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين والالتزام بميثاق الأمم المتحدة سيكونان في صميم العلاقات الثنائية من الآن فصاعدا"، وأشاد نظيره الإيراني حسين أمير اللهيان بإعادة العلاقات الدبلوماسية ، قائلا إنها ستحسن الأمن في المنطقة.

لحظات فارقة

وبحسب شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، فقد كان الاجتماع نتيجة اتفاق إيران والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في البلدين بعد المفاوضات التي قادتها الصين في بكين في مارس حيث كان التقارب لحظة فاصلة بالنسبة للدبلوماسية في المنطقة.

وتابعت أن العديد من المحللين الإقليميين يقولون إنه من المرجح أن تنتظر الآمال في الثقة والاتساق الفوريين، حيث تستمر القوتان الإقليميتان في تحقيق أهداف جيوسياسية ودينية متباينة بشكل كبير، والأمر لا يقتصر فقط على المملكة العربية السعودية ولكن على الدول العربية كافة التي ترغب إيران في تحسين العلاقات معها وعلى رأسها مصر والإمارات، حيث تنتظر الدول العربية الكثير من إيران لتفعله لتحقيق هذه المصالحة.

وأضافت أن أصغر مثال على الخلافات، عندما رفض وزير الخارجية السعودي عقد مؤتمر صحفي مشترك أمام صورة للجنرال الإيراني الراحل قاسم سليماني ، الذي أدار على مدى عقود حروب إيران بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وذكرت وسائل إعلام إقليمية أن المضيفين الإيرانيين استجابوا لطلب الوزير بتغيير المكان من أجل تفادي وقوع حادث دبلوماسي.

خفض التصعيد

قال سانام وكيل ، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس: "يوضح لنا الاجتماع أنه على الرغم من التأخيرات الطفيفة، فإن كِلا الجانبين يعطي الأولوية لخفض التصعيد كجزء من إستراتيجية إقليمية جديدة تهدف إلى الحد من التهديد التكتيكي".

وتابع: "على الرغم من هذا التقدم، لم يتم حل أي شيء بين العاصمتين، ما هو موجود هو اتفاق هشّ لا يمكن تقويته إلا بمرور الوقت والاتساق وبناء الثقة، وعلى إيران عمل الكثير لكسب ثقة العرب".

ويوافقه الرأي مايكل ستيفنز ، الزميل المشارك في معهد  Royal United Services Institute بلندن، الذي قال: "أعتقد أن العرب وإيران جادون لكنني أعتقد أن هذه عملية أطول بكثير مما يعطيه بعض المعلقين، لن تتغير مخططات إيران بسهولة، فلا تزال هناك الكثير من التوترات التي تفعلها إيران في المنطقة وينتظر العرب أن تتوقف عنها، وعلى رأسها الحرب في اليمن والتدخلات في لبنان، ودعمها للميليشيات في العراق".

وأوضحت الشبكة أنه لطالما اتهم العرب إيران بزعزعة استقرار المنطقة واعتبروها تهديدًا أمنيًا خطيرًا، غالبًا ما يكونون على طرفَيْ نقيض من الصراعات الإقليمية مثل تلك الموجودة في اليمن ولبنان وسوريا، حيث تتهم كل من الرياض وواشنطن طهران بالوقوف وراء عدة هجمات على سفن سعودية وأراضٍ وبنية تحتية للطاقة في السنوات القليلة الماضية.

قطعت المملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 2016 ، بعد أن اقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في طهران.