الاتفاق المستحيل.. كيف أفسد الحرس الثوري محاولات العالم لحل الأزمة النووية

أفسد الحرس الثوري محاولات العالم لحل الأزمة النووية

الاتفاق المستحيل.. كيف أفسد الحرس الثوري محاولات العالم لحل الأزمة النووية
صورة أرشيفية

فشلت الدول الأوروبية ومعهم الولايات المتحدة الأميركية في التوصل لصفقة مع إيران بشأن برنامج طهران النووي في الوقت الحالي، وأصبحت فرص التوصل إلى مثل هذا الاتفاق معدومة في ظل المواقف الإيرانية المتشددة التي تجعل أي تفاهُم لا يخضع لشروط نظام الملالي مستحيلاً، فقبل بضعة أسابيع بدت الصفقة مرجحة، ولكن تغير الأمر، بسبب ممارسات الحرس الثوري الإيراني.

صفقة مستحيلة

صحيفة "آرب ويكلي" الدولية الناطقة بالإنجليزية، أكدت أن ثلاث دول أوروبية وهي بريطانيا وألمانيا وفرنسا حاولت مؤخرًا أن تعرض على إيران "صفقة مصغرة" بديلة من شأنها أن تملأ الفراغ إلى ما بعد الانتخابات النصفية الأميركية المقرر إجراؤها نوفمبر المقبل، لكن البيان الذي أصدرته مؤخراً بريطانيا وألمانيا وفرنسا أشار إلى أن الصفقة المصغرة التي عُرضت على إيران بمباركة الولايات المتحدة رفضتها طهران التي تفضل انتظار التوصل إلى الصفقة الحقيقية في الوقت المناسب. 

تعنُّت إيراني

ووفقا للصحيفة، فإنه من الصعب أن نفهم كل هذا التعنت الإيراني، كما أنه ليس من السهل فهم سبب اهتمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بصفقة كبرى مع إيران بعد انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس، بغض النظر عن نتيجتها، ولكن من وجهة نظر واشنطن ، هناك سبب منطقي لتأجيل الصفقة إلى ما بعد اقتراع الكونجرس، حيث تعلم الإدارة الأميركية أن التوصل إلى مثل هذه الصفقة في الأسابيع التي تسبق الانتخابات سيضر بفرص الديمقراطيين في الحفاظ على الأغلبية في مجلس النواب وستكون مثل الأغلبية في مجلس الشيوخ التي يحظى بها الجمهوريون.

وتابعت أنه بالنسبة لإيران لا يستطيع "المرشد الأعلى" علي خامنئي أن يعطي الضوء الأخضر لأي صفقة إذا لم تتضمن رفع العقوبات عن "الحرس الثوري"، حيث أصبح النظام الإيراني نفسه أسيراً لهذا الكيان العسكري الذي يسيطر على مقاليد السلطة والاقتصاد.

ومن نفس المنظور ، لا يمكن لإيران أن تقدم تنازلات في أي مكان، خاصة في أي دولة لها فيها نفوذ، وهذا يفسر سلوكها العدائي في العراق، حيث ترفض قبول حقيقة معارضة معظم الشعب العراقي ، بمن فيهم الشيعة ،  لممارساتها والعنصرية والتدخل في الشؤون العراقية، وكذلك الأمر في سوريا ولبنان، التي أصبحت مجرد دول فقيرة بلا مؤسسات يحكمها حزب الله، وتبقى اليمن الورقة الرابحة الإيرانية الوحيدة ، رغم أن بعض القوات على الأرض ، مثل ألوية العمالقة، نجحت في كبح تمدد الحوثيين منذ بداية العام الجاري.

الحرس الثوري 

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرس الثوري ليس مستعدًا للتصالح مع الواقع الإقليمي ومع حقائق العالم المتحضر بأي طريقة ممكنة، فلا يمكنه قبول رؤية إيران تتطور إلى دولة تشعر بالقلق على شعبها الذي يتعرض لضغوط شديدة أكثر من أي شيء آخر، وقد يكون هذا هو سبب اختيار إيران لخيار كوريا الشمالية، وهو حيازة السلاح النووي وابتزاز بقية العالم والمنطقة بهدف التوصل إلى اتفاق مع العالم بشروطهم.