لغم الدرّة.. هل تعود العلاقات الإيرانية - الخليجية للصفر؟

لغم الدرّة يعيد العلاقات الإيرانية الخليجية لنقطة الصفر

لغم الدرّة.. هل تعود العلاقات الإيرانية - الخليجية للصفر؟
صورة أرشيفية

عقب زيادة التوترات بشأن حقل الدرّة، ومزاعم إيرانية جافة حول أحقيتها بالحقل الخليجي، وقّعت السعودية والكويت وثيقة لتطوير حقل الدرّة في الخليج، لاستغلال الحقل الغني بالغاز لإنتاج مليار قدم مكعبة قياسي من الغاز الطبيعي يومياً، و84 ألف برميل من المكثفات يومياً، تتقاسمها البلدان.

الأزمة الخليجية الإيرانية حول حقل الدرّة قد تعصف بالمصالحة الأخيرة التي تمت برعاية صينية، والتي تهدف إلى المصالحة ودعم سياسات الخليج حول صفر مشاكل، ولكن مزاعم إيران فتحت الباب من جديد لخلاف قوي مع دول الخليج قد يعيد الأمور إلى ما كانت عليه مؤخراً.

وثيقة خليجية لتطوير حقل الدرّة

ووقّع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، ونظيره الكويتي محمد الفارس، في الكويت، وثيقة لتطوير حقل غاز الدرّة في الخليج، وقالت مؤسسة البترول الكويتية، في بيان، إن حقل الدرّة من المتوقع أن ينتج مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي و84 ألف برميل يومياً من المكثفات وسيجري تقسيم الإنتاج بالتساوي بين الشريكين، وقال البيان، إن الوثيقة تنص على أن تقوم شركة عمليات الخفجي المشتركة، وهي مشروع مشترك بين أرامكو لأعمال الخليج والشركة الكويتية لنفط الخليج، بالاتفاق على اختيار استشاري يقوم بإجراء الدراسات الهندسية اللازمة لتطوير الحقل، وفقاً لأفضل الأساليب والتقنيات الحديثة والممارسات التي تراعي السلامة والصحة والحفاظ على البيئة، فضلاً عن وضع التصاميم الهندسية الأكثر كفاءة وفاعلية من الناحيتين الرأسمالية والتشغيلية.

حقل الدرّة مقايضة إيرانية

وقال الدكتور فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، إن حقل الدرّة في الحقيقة شوكة في العلاقات الخليجية الإيرانية وخصوصًا في العلاقات الكويتية الإيرانية.

وأضاف الشليمي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الكلام حول حقل الدرّة مقصود من الإيرانيين إثارته في هذا الوقت أول شيء هو استغلال الأحداث العالمية لخلق ضجيج ومحاولة لتحريك الوضع سياسيًا، وكانوا يهددون بمضيق هرمز والآن إثارة الفرصة في حقل الدرّة وتهديدهم في حقل الدرّة قد يرفع أسعار البترول وقد يجعل البترول يرتفع سعره للتأثير على الأوروبيين ولإثارة مشاكل على الساحة الإقليمية لتحقيق مكاسب، ويرسل قوارب وزوارق من الحرس الثوري ويقول ما حدث شيء ويقترب من حافة المواجهة.

وأضاف: يسعى الإيرانيون لجعل أعصاب الناس مضطربة وهو لن يخسر شيئا، لتحقيق أكبر قدر من المصالح مع اقتراب الاتفاق النووي ولو فشل أو تأجل للوقوف الإيراني مع روسيا فهو يريد إثارة موضوع آخر يقايض به، كإزالة التوتر مع الخليج مقابل التحرك في الاتفاق النووي، أيضًا هو ينسق مع قوى غربية بعد صعود أسعار النفط ونجاح النظام الإيراني في أن يستطيع تأمين عقود للغاز.

مزاعم إيرانية باطلة

وأشار الشليمي إلى أنه لا توجد لإيران أي وثيقة تثبت أحقيتها في حقل الدرّة، والوزير الكويتي تحدث لأن الكويت بلد صغير لا تستطيع أن تتحدى، وتحل مشاكلها كلها بالتفاهمات والآن هناك شراكة سعودية كويتية، لكن لا يمكن أن يتحدث المسؤولون الكويتيون بدون سند قانوني، وعندهم سند قانوني والإيرانيون لا يملكون سندا قانونيا باستثناء ورقة في عام 1967 في وقت الشاه ولماذا لم يفرض الشاه وقت ما كان قوى كبيرة ومسيطرة في المنطقة أن يتم حفر الآبار، لأنه يعلم أن هذه ليست حدوده وسحب بعثة الكشف الأميركية للنفط ولم يتم الحديث عن هذا الموضوع وأثاروا هذا الموضوع بعد الاتفاق السعودي الكويتي، وكذلك الكويت طلبت تحكيما دوليا وإيران تعمل منفردة ولم ترضَ بالتحكيم الدولي الفني، وكل هذه الادعاءات باطلة وتخدم الداخل الإيراني بجعلهم يلتفتون إلى الغاز مع العلم أنهم ثاني أكبر مصدر للغاز في العالم وليست بحاجة إلى هذه البراميل، ولكن المقصود بها البلبلة الآن وسنشاهد زوارق الحرس الثوري بالقرب من المنطقة يقومون بمناورات للتخويف ويصلون إلى حافة الهاوية والتواصل مهم جدا معهم للوصول إلى حل.

وقال الباحث السياسي الدكتور أحمد الشهري: إن حقل الدرّة اكتشف في ستينيات القرن العشرين في المنطقة المغمورة المقسومة بين المملكة العربية السعودية والكويت، وفي 21 مارس عام 2022 وقّعت اتفاقية بين الكويت والسعودية لتطوير الحقل واستغلاله اقتصادياً، وقبلها تم ترسيم الحدود السعودية الكويتية عام 2000.

محاولات ابتزاز إيرانية

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أنه لم يتم ترسيم الحدود الكويتية الإيرانية، ويحتوي هذا الحقل على حوالي 11 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وحساب المياه الإقليمية والاقتصادية الإيرانية والجرف القاري لا يجعل إيران شريكا في هذا الحقل، ودوماً يعلو الصوت الإيراني عند أي محاولة سعودية كويتية لاستغلال الحقل وتشغيله، وهو لأسباب سياسية لتسجيل حضور وأهمية في الخليج العربي، وهي محاولات دائمة من طهران للابتزاز السياسي لدول المنطقة والعالم، تعد استجابة طهران لدعوة السعودية والكويت بالتزام الهدوء والجلوس للتفاوض أول اختبار حقيقي لصدق نوايا إيران تجاه المنطقة بعد عودة العلاقات السعودية الإيرانية.