انقسام شرق وغرب ليبيا لصالح الإخوان.. من المسؤول؟

تسعي جماعة الإخوان للسيطرة علي شرق وغرب ليبيا

انقسام شرق وغرب ليبيا لصالح الإخوان.. من المسؤول؟
صورة أرشيفية

سادت حالة من القلق لدى العديد من المواطنين الليبين المراقبين للأحداث السياسية واليومية فى بلادهم، وسط إغلاق مؤسسات الشرق الليبي ونقل التبعية غربًا وتكثيف المركزية وتغولها، على الرغم من استمرار سيطرة الميليشيات الإخوانية والمرتزقة على طرابلس والغرب الليبي. 


واعتبر الليبيون أن إغلاق كل مؤسسات الشرق لصالح مؤسسات الغرب الليبي لا يخدم المصالحة الوطنية، المفترض أن تكون حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة مسؤولة عنها، معتبرين أن الإغلاق على هذا النحو هو محاولة لتكريس حكم المؤسسات في ليبيا لصالح الإخوان والمرتزقة المسيطرين على العاصمة. 


وأكد ليبيون أن ما حدث مؤخرًا مثل إغلاق الفضائية الليبية التي تبث من بنغازي رغم خطابها المعتدل، والإبقاء على قناة فبراير التحريضية وقناة التناصح التكفيرية الممولتان من خزينة الدولة وآخرين، وتعمل لحساب الإخوان، هو عمل لا يخدم خطاب التسامح والتوافق في ليبيا على الإطلاق.

محاولة إخوانية


وحسبما نقلت صحيفة "المرصد" الليبية، فى 18 يونيو الجاري، فقد شكل الدبيبة لجنة بقيادة وزير الدولة وليد اللافي، مدير قناة النبأ الداعمة لأنصار الشريعة ومجالس الشورى التكفيرية، بوضع تصور لملف الإعلام، موضحين أن هذه اللجنة التفاف إخواني على المؤسسات في ليبيا، فهي تضم 10 أشخاص، بينهم موظفون في قناة "سلام" و"فبراير"، التابعتين للافي بتمويل من قطر، قبل انتقاله للحكومة.  


وحذرت "المرصد"، حينذاك، من أن المهام المناطة باللجنة وضع تصورات للمؤسسات الإعلامية بعد قرار الدبيبة بإغلاق الفضائية الليبية في بنغازي، وضم بقية القنوات للحكومة.


الغريب أن قرار الدبيبة يستثني قناة "التناصح" الممولة من الدولة، بزعامة نجل المفتي المعزول سهيل الغرياني، عبر دار إفتاء والده الصادق الغرياني صاحب فتاوى الدم والتكفير في ليبيا. 


العبيدي يحذر من محاولة إخوانية لاجترار الحرب
من جانبه، يحذر الدكتور جبريل العبيدي، الأكاديمي والمحلل السياسي المعروف، من أن سياسة إغلاق المؤسسات في الشرق الليبي هي محاولة بائسة لدفع أهل الشرق للغضب، ومحاولة إخوانية لاجترار شرارة الحرب وتعطيل الانتخابات المرتقب إجراؤها في ليبيا بحلول ديسمبر المقبل. 


وفي تصريحاته لـ"العرب مباشر"، قال الدكتور جبريل العبيدي، إن محاولات إخوان الشيطان لا تتوقف عن استخدام كافة السبل والطرق لإفساد وتعطيل الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر القادم، في محاولة منها لإطالة عمر الحكومة الحالية برئاسة الدبيبة. 


عرقلة العملية السياسية


وأضاف العبيدي: أنه بالتأكيد سينعكس هذا سلبًا على العملية السياسية، ويعرقل خطة إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية الموالية لتركيا، كما تطلب القوى الدولية. 


وأشار الأكاديمي الليبي إلى أن السيناريو الإخواني يستند على محاولة إحداث صدام مسلح وانهيار لوقف إطلاق النار، لتشتعل الحرب مجددًا، وبذلك يتمكن الإخوان من ترتيب المشهد كما يرغبون فيه؛ فالاستقرار والانتخابات سوف تزيح الإخوان من المشهد الليبي، خاصة وأنهم في أدنى شعبية لهم تاريخيًا حاليًا، وبالتالي تعطيل الانتخابات ولو بإشعال حرب هو خيار إخواني.

سيطرة الميليشيات


وفي منشور عبر صفحته على "فيسبوك"، كتب المفتش التربوي والإعلامي الليبي، أبو بكر محمد فحيل، أن العاصمة تحت سيطرت الميليشيات، بل وتحكمها المافيا، لافتًا إلى أن ذلك هو ما قاله وزير الداخلية فتحى باشا آغا بنفسه! 


وتساءل محمد فحيل عن موقف الليبيين في الغرب من الجرافات التي كان يتم إرسالها من غرب ليبيا لضرب مدن الشرق ودعم الدواعش بها قبل أن يطهر الجيش الليبي مناطق الشرق منهم. 


كما ذكّر محمد فحيل بجرائم ارتكبتها الميليشيات التي تسكن الغرب الليبي، من بينها قتل 140 شابا من أبناء الجيش الليبي في مطار براك الشاطئ على أيدي الميليشيات الإرهابية في الغرب، ودعم الحظران في سيطرته على حقول وموانئ النفط الليبي قبل أن يحررها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. 


وفي المقابل، أشار المفتش التربوي الليبي إلى جهود بذلها الجيش الليبي لتحرير جنوب ليبيا من المرتزقة والعصابات التشادية، مؤكدًا أن ذلك كان بشهادة العالم والأمم المتحدة وحتى شهد به فايز السراج، بنفسه، وهو رئيس الوفاق المدعومة من تركيا والذي يعمل لحساب الإخوان.


واختتم "محمد فحيل منشوره، قائلاً: "طالما نتجاهل الحقائق، وننظر بمنظار الإخوان والدواعش وعملاء أردوغان، فلن تبنى ليبيا".