تداعيات الهجوم الإيراني.. هل ترد إسرائيل بعمل عسكري.. خبراء يجيبون

تداعيات الهجوم الإيراني

تداعيات الهجوم الإيراني.. هل ترد إسرائيل بعمل عسكري.. خبراء يجيبون
صورة أرشيفية

في ظلّ التصاعد المستمر للتوترات في الشرق الأوسط، تتصاعد المخاوف من احتمال تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران، وسط تخوفات دولية من اتساع دائرة العنف في الشرق الأوسط في ظل التحضيرات الإسرائيلية المحتملة لضربات دقيقة تستهدف قيادات عسكرية إيرانية، وذلك ردًا على الهجوم الإيراني الأخير، وفيما تدرس إسرائيل بعناية توقيت وتداعيات أي إجراء عسكري، تبقى الأنظار متجهة نحو مجريات الأحداث في هذه الساعة الحرجة. 
 
*تداعيات الضربة الإيرانية* 

تُعد الضربة الإيرانية التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية خطوة تصعيدية قد تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، حيث تشير التقديرات إلى أن هذا الهجوم يمكن أن يفتح الباب أمام سلسلة من الردود المتبادلة التي قد تتجاوز الحدود الجغرافية للدول المعنية. 

ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى توترات دبلوماسية وعسكرية متزايدة؛ مما يُعقد الجهود الدولية للحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط. 

من جهة أخرى، تُظهر الضربة الإيرانية قدرة طهران على تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل، ويُنظر إلى هذا الهجوم على أنه تحدٍ للردع الإسرائيلي؛ مما يضع الحكومة الإسرائيلية أمام ضغوط داخلية وخارجية لإظهار قوتها وقدرتها على حماية أمنها القومي. 
 
*خسائر محدودة لهجوم متوقع* 

من جانبه، يقول اللواء هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية المصرية للدراسات العليا والاستراتيجية: إن الضربة الإيرانية التي استهدفت إسرائيل لم تكن مفاجأة لأي طرف، مشيرًا إلى أن التقديرات الاستخباراتية الأمريكية والإسرائيلية كانت قد حددت موعد الهجوم قبل وقوعه بـ24 ساعة؛ مما مكّن الدفاعات الإسرائيلية من الاستعداد المسبق وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر لذلك الخسائر محدودة جدًا. 

وأضاف الحلبي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن العمق الاستراتيجي للضربة الإيرانية والمسافة الطويلة التي تفصل بين إيران وإسرائيل، والتي تتجاوز الألف كيلومتر، قدمت لإسرائيل الوقت الكافي لتجهيز دفاعاتها والتصدي للهجوم بفعالية، ولفت إلى أن استخدام طائرات بدون طيار بسرعات محدودة في بداية الهجوم قد ساهم في زيادة فرص إسرائيل للتحضير والاستعداد للرد. 

وتطرق الحلبي إلى الأثر السلبي للصراع على الأراضي العربية، مؤكدًا أن تورط وكلاء إيران في المنطقة، مثل حزب الله والحوثيين، قد حوّل الأراضي العربية إلى ساحة للنزاعات الدولية؛ مما أدى إلى تداعيات سلبية على السيادة الوطنية والأمن الإقليمي، بما في ذلك إغلاق المجال الجوي لدول مثل الأردن والعراق ولبنان، مشيرًا إلى أن التصعيد الحالي لا يخدم مصالح المنطقة أو العالم، ويهدد بتوسيع نطاق الصراع. 

واختتم الخبير العسكري حديثه، موضحًا أن الضربة الإيرانية تنظر إليها الاطراف المتحاربة كضربة سياسية وليست عسكرية، ويحاول كل طرف استغلالها إعلاميًا وتضخيم نتائجها، مضيفًا اتوقع أن لا ترد إسرائيل على إيران لأن الضرب تم صدها بالفعل ولكن أي رد إسرائيلي سيعقبه رد فعل إيراني ولن تنتهي الدائرة. 
 
*رد إسرائيلي محتمل* 

أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي، بأن القيادة العسكرية الإسرائيلية تدرس بعناية فائقة استهداف شخصيات عسكرية إيرانية بارزة، في خطوة تهدف إلى الرد على الهجوم الإيراني الأخير. 
وتشمل الخيارات المطروحة للرد الإسرائيلي، الضربات الدقيقة ضد الأهداف الإيرانية، بما في ذلك السفن والمؤسسات الحكومية وحقول النفط، بالإضافة إلى قواعد الحرس الثوري الإيراني. 

من جانبها، أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها إزاء احتمالية قيام إسرائيل برد سريع وغير محسوب على الهجمات الإيرانية، مشيرة إلى النهج الإسرائيلي السابق في التعامل مع حركة حماس والهجوم على المجمع القنصلي الإيراني في دمشق.  

وفي تطور لافت، أكد مسؤول أمريكي أن الرئيس جو بايدن قد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات عسكرية ضد إيران، وأن الهجمات الإيرانية لم تحقق نجاحًا يُذكر، مما يعكس القدرة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة. 

وفي سياق متصل، كشفت تقارير إعلامية عن وجود خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية المصغرة حول كيفية الرد على الهجوم الإيراني، حيث أكدت الحكومة الأمنية المصغرة تفويض رئيس الحكومة ووزير الدفاع وعضو مجلس الوزراء الحربي لاتخاذ القرارات اللازمة، في حين عارض بعض الأعضاء هذا التوجه. 

يُذكر أن الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل جاء ردًا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق؛ مما أسفر عن مقتل سبعة أفراد من الحرس الثوري الإيراني، بينهم القيادي البارز محمد رضا زاهدي.