سوريا.. لماذا تسعى تركيا للتخلي عن دعم جماعة تحرير الشام؟

تسعى تركيا للتخلي عن دعم جماعة تحرير الشام

سوريا.. لماذا تسعى تركيا للتخلي عن دعم جماعة تحرير الشام؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تشهد العلاقات بين النظام التركي وجماعة تحرير الشام الإرهابية تطورات عديدة خلال الفترة الأخيرة في شمال غرب سوريا، هيئة تحرير الشام، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل كل من الولايات المتحدة وأنقرة قادرة على حكم هذه المنطقة بسبب الوجود العسكري التركي، والذي بدونه من الواضح أن الجيش السوري سيسطر على المنطقة بكل سهولة، وفقًا لمقال الكاتب جوناثان سباير، الباحث في معهد القدس للدراسات الإستراتيجية.

دعم تركي للإرهاب

إلقاء نظرة فاحصة على شمال غرب سوريا الخاضع للسيطرة التركية يكشف عن "الطبيعة المختلة للغاية للحياة في المنطقة"، حيث تتنافس الميليشيات المتطرفة على السلطة والسيطرة والعمل مع القوات التركية، حسبما أكدت صحيفة "جيوروزاليم بوست" الإسرائيلية، مضيفة أن تركيا شنت منذ عام 2016 أربع عمليات عبر الحدود في شمال سوريا مستهدفة القوات الكردية المرتبطة بتمرد على أراضيها ولمنع تشكيل ما تسميه ممرًا إرهابيًا وتسيطر على مساحات من الأراضي في شمال سوريا مع مقاتلين سوريين متحالفين معها، واستولت جماعة تحرير الشام الجهادية السورية - اندماج بين جبهة النصرة وعدة مجموعات أخرى - في وقت سابق من هذا الشهر على عفرين ذات الأغلبية الكردية في سوريا، وهي بلدة رئيسية كانت تسيطر عليها الجماعات المدعومة من تركيا في شمال غرب سوريا، وتابعت أن الجماعة المتطرفة استولت أيضًا على حوالي 26 بلدة وقرية في جنوب غربها وسط اقتتال إداري تدعم تركيا خلاله الجيش الوطني السوري، مما يشير إلى انقسامات عميقة بين فصائل الجماعة، ويؤكد المحللون أن الاقتتال الداخلي بين هيئة تحرير الشام والجماعات المتطرف الأخرى السورية يكشف مدى الكابوس الذي خلقته تركيا للمدنيين في سوريا، حيث تحول التمرد المدني السابق إلى حرب بالوكالة بين الدول المختلفة والكيانات، فإن هيئة تحرير الشام، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل كل من الولايات المتحدة وأنقرة ، "قادرة على حكم هذه المنطقة بسبب الوجود العسكري التركي، والذي بدونه من الواضح أن الجيش السوري سيسطر على المنطقة بكل سهولة.

عودة الأسد

بعد سقوط عفرين، بدأ معارضو هيئة تحرير الشام "الادعاء بأن قبول تركيا الواضح لخسارة عملائها في عفرين يعكس إستراتيجية ناشئة ذات تداعيات أوسع"، وتؤكد وجهات النظر، التي رددها محللون في المنطقة، أن نية تركيا الحقيقية هي التفاوض على عودة نظام الأسد إلى شمال غرب سوريا كجزء من جهد أكبر لتطبيع علاقات أنقرة مع دمشق، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، ورسم خطاً لوقف الحرب الأهلية في سوريا، حيث أشارت أنقرة في الأسابيع الأخيرة إلى رغبتها في اتخاذ خطوات مبدئية لاستعادة العلاقات مع الدولة المجاورة التي مزقتها الحرب على الرغم من دعم الجماعات المتمردة في الحرب الأهلية في البلاد، ودعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى المصالحة بين نظام الأسد السوري والمعارضة من أجل إرساء "استقرار دائم" في البلد الذي مزقته الحرب، في حين أن أحداث الأسابيع القليلة الماضية لا تعني بالضرورة أن "لدى تركيا خطة لدعم هيئة تحرير الشام ومن ثم تسليم المنطقة إلى الأسد"، فمن المحتمل أن تشير إلى أن أنقرة "تدرك ببساطة التماسك والقوة النسبية لهيئة تحرير الشام عند مقارنتها بـ" الفصائل الفاسدة والمنقسمة والمتشاحنة".