استراتيجية الحكمة.. الخبراء يحذرون من الرد العسكري الإيراني مؤكدين: الاقتصاد لن يحتمل

الخبراء يحذرون من الرد العسكري الإيراني مؤكدين: الاقتصاد لن يحتمل

استراتيجية الحكمة.. الخبراء يحذرون من الرد العسكري الإيراني مؤكدين: الاقتصاد لن يحتمل
صورة أرشيفية

في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يحذر خبراء اقتصاديون من مغبة جر الاقتصاد الإيراني إلى ما يُعرف بـ ألاعيب نتنياهو، الحرب الدائرة في قطاع غزة والهجمات المتبادلة تلقي بثقلها على الوضع الاقتصادي في إيران، مع تزايد المخاوف من مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وتخشى الأسواق الإيرانية اندلاع مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب أكثر من أي وقت مضى، تحديدًا بعد القصف الإسرائيلي الذي دمر القنصلية الإيرانية في دمشق. 
 
*خيار غير واقعي* 

من جانبه، يقول د. محمد محسن، الخبير في الشؤون الإيرانية: إن الانخفاض الحاد في قيمة الريال الإيراني، يجعل فكرة الحرب خيارًا غير واقعي. 

وأضاف محسن، في حديثه لـ"العرب مباشر": أن أي نزاع مسلح قد ينشب سيكون له تأثير مباشر على الحياة اليومية للمواطنين الإيرانيين، مؤكدًا على رغبة الشعب في الابتعاد عن الحرب وعدم ثقتهم في قدرة الفريق الاقتصادي الحكومي على إدارة الأزمة الاقتصادية. 

وتابع محسن: الاستقرار الاقتصادي ركيزة أساسية للأمن القومي، وفي ظل الظروف الراهنة، يبدو أن الحفاظ على هذا الاستقرار يتطلب من الحكومة الإيرانية تبني سياسات تحفظ للريال قيمته وتحمي المواطنين من تقلبات الأسواق التي ستشتعل في حالة اندلاع حرب مع إسرائيل، موضحًا أن المنطقة تشهد توسعًا للعنف لن يحتمل صدام شامل بين قوتين مثل طهران وتل أبيب. 
 
*استراتيجية الحكمة* 

في السياق ذاته، يقول المحلل السياسي الإيراني، أحمد زيد آبادي: إن الابتعاد عن الصراع وتجنب التصعيد العسكري يمثل النهج الأكثر حكمة لإيران، محذرًا من الانسياق إلى ألاعيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر"، توقعت أن ترد طهران سريعًا على إسرائيل وبعنف، ولكن تأخر الرد سمح للخبراء بدراسة الأمر من كافة النواحي، وحساب تأثير الرد الإيراني واحتمالات اندلاع حرب شاملة على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني من ظروف شديدة الصعوبة. 

وتابع آبادي، أن التحرك الإسرائيلي في المنطقة يعكس تهورًا مقصود منه إشعال المنطقة لصالح أهداف تخدم نتنياهو وحده، مؤكدًا أن على طهران التفكير بعقلانية قبل أن تزيد من اتساع دائرة العنف. 
 
*حلولًا استراتيجية* 

من جهته، يقول الخبير الاقتصادي الإيراني مهدي بازوكي: إن الوضع الراهن يتطلب من إيران توخي الحذر وعدم الانجرار وراء استفزازات قد تؤدي إلى تصعيد عسكري، موضحًا أن الاستقرار الإقليمي هو مفتاح النمو الاقتصادي والتنمية، ومن الضروري أن تحافظ طهران على موقف متزن يضمن لها الحفاظ على مصالحها دون المخاطرة بالأمن القومي. 

ويضيف بازوكي لـ"العرب مباشر"، التحديات الاقتصادية التي تواجهها إيران تتطلب حلولاً استراتيجية وليس ردود أفعال متسرعة، مشددًا على أهمية أن تكون الأولوية لتعزيز الاقتصاد وحماية معيشة المواطنين، وهذا يعني الابتعاد عن أي تصعيد قد يؤدي إلى عزلة دولية أو عقوبات جديدة. 

ويختتم بالتأكيد على أن الدبلوماسية الهادئة والمدروسة يمكن أن تكون أكثر فعالية من الردود العسكرية في تحقيق الأهداف الوطنية، وأن الحكمة تكمن في التفاوض من موقع قوة دون اللجوء إلى القوة نفسها.