صرخات تحت الأنقاض.. الشفاء الطبي يتحول إلى رماد بعد انسحاب القوات الإسرائيلية

الشفاء الطبي يتحول إلى رماد بعد انسحاب القوات الإسرائيلية

صرخات تحت الأنقاض.. الشفاء الطبي يتحول إلى رماد بعد انسحاب القوات الإسرائيلية
صورة أرشيفية

في الأيام الأخيرة، شهد مجمع الشفاء الطبي في غزة تطورات مأساوية عقب عملية عسكرية واسعة النطاق أدت إلى دمار هائل وخسائر بشرية جسيمة، ويطرح هذا الوضع سؤالًا ملحًا، كيف يمكن لمجتمع يكابد أصلاً شحًا في الموارد أن ينهض من كبوته؟ يكشف التقييم الدقيق للأحوال في مستشفى الشفاء أن الأزمة لا تنبع فقط من العمليات العسكرية، بل تعكس أيضًا فشل المجتمع الدولي في حماية البنية التحتية الأساسية والسكان المدنيين خلال النزاعات. 
 
*العمليات العسكرية وتداعياتها* 

الجيش الإسرائيلي أعلن عن استكمال عملية دقيقة في المستشفى، مؤكدًا القضاء على 200 شخص واعتقال أكثر من 500 ينتمون إلى حركة حماس، وذلك بناءً على معلومات استخباراتية، وزعمت السلطات الإسرائيلية أن العملية تم تنفيذها بالتعاون مع قوات خاصة، مع الحرص على تجنب المساس بالطاقم الطبي والمرضى. 
 
*مقبرة جماعية* 

انسحب الجيش الإسرائيلي من المجمع بعد أسبوعين من العمليات، تاركًا وراءه دمارًا واسعًا، التلفزيون الفلسطيني أكد أن حجم الدمار في المجمع والمباني المحيطة به كبير جدًا؛ مما أدى إلى خروج المستشفى بالكامل عن الخدمة. 

مدير المستشفى، محمد أبو سلمية، وصف الوضع بأنه كارثة حقيقية، مؤكدًا أن المستشفى تحول إلى "مقبرة جماعية" حيث كل دقيقة تشهد حالة وفاة. 
 
*شهادات الناجين* 

في ظل الأحداث المؤسفة التي شهدها مجمع الشفاء الطبي، تحدث عدد من الجرحى لـ"العرب مباشر" عن الصعوبات الجمة التي واجهوها، فقد افتقروا إلى الرعاية الصحية الكافية؛ مما أدى إلى تفاقم جروحهم وتعرضهم لمخاطر صحية جسيمة. 
 
أحد الناجين شرح بألم: "لقد صُدمنا بظهور الدبابات والمركبات العسكرية والجنود الذين أعلنوا حصار المجمع، مما أجبرنا على التجمع في قسم الاستقبال حيث كانت الأنقاض تتساقط من حولنا". 

وأضاف آخر، وقد بدا الإرهاق على ملامحه: "تم القبض عليّ من مستشفى الأمل بخان يونس، وأنا وزملائي الأطباء تم نقلنا إلى مستشفى الشفاء تحت ظروف قاهرة". 

في تقرير خاص ومؤثر، يروي ناجيان من الهجوم الأخير على مجمع الشفاء الطبي في غزة، قصصهما المروعة التي تعكس حجم الدمار والمعاناة التي شهدها المجمع. 

يقول أحد الممرضين الناجين، كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا عندما بدأت الأصوات العالية تخترق الصمت، الانفجارات القوية أيقظت كل من كان في المجمع، متابعًا، كممرض، كانت مهمتي واضحة: الحفاظ على حياة المرضى. لكن الأمور تغيرت سريعًا. 

أضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، الدبابات كانت تحاصر المبنى، والجنود يصرخون بأوامر لا يمكن فهمها، السقف بدأ يتهاوى، والغبار كان يغطي كل شيء، حاولنا جاهدين إخلاء المرضى، لكن الخروج كان مستحيلًا، الشعور بالعجز كان يخنقني، والخوف في عيون الجميع كان يزيد من وطأة الموقف. 

ويروي الآخر، لم أكن أتوقع أن يتحول بحثي عن شقيقي إلى كابوس، الدمار كان في كل مكان، والصراخ يملأ الأجواء. وجدت شقيقي ملقى تحت أنقاض الجدار الذي انهار عليه. 

وتابع لـ"العرب مباشر"، كان ينزف ولا يستطيع الحركة، الدموع كانت تغلبني وأنا أحاول إنقاذه، اللحظات التي قضيتها وأنا أحمله على ظهري وسط الفوضى، وأنا أتفادى الركام وأصوات الانفجارات، ستظل محفورة في ذاكرتي إلى الأبد. 
 
*دمار هائل* 

وفي تطور مأساوي، أكدت مصادر طبية في حماس، يوم الإثنين، العثور على 300 ضحية في أعقاب انسحاب القوات الإسرائيلية من المجمع الطبي بغزة. 

وأفاد التلفزيون الفلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي قد انسحب بالكامل من المجمع ومحيطه الواقع غرب غزة، وأشار إلى أن النيران قد التهمت مباني المجمع، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة وتسبب في دمار هائل للمجمع والمنشآت المجاورة. 

وكانت القوات الإسرائيلية قد صرحت في الخميس بأن مقاتلين من حماس قد أطلقوا النار على الجنود من داخل وحدة الطوارئ بالمجمع، وفي يوم الأحد، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن القوات قد أزهقت أرواح أكثر من 200 شخص في المجمع الطبي.