مستويات قياسية لمحاولات العبور غير القانونية لأوروبا في النصف الأول من العام الجاري.. لماذا؟

تصاعدت محاولات العبور غير القانونية لأوروبا في النصف الأول من العام الجاري

مستويات قياسية لمحاولات العبور غير القانونية لأوروبا في النصف الأول من العام الجاري.. لماذا؟
صورة أرشيفية

تغيرات مناخية، ومحاولات للابتعاد عن الفقر والتداعيات السياسية، يعيش البشر في البحار لأيام في محاولات منهم للفرار من واقع مؤلم، حيث تنتشر مراكب الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط بحثاً عن الدخول إلى القارة السمراء.

وفي بلدان الشرق الأوسط أصبحت دول الشمال العربي مركزاً للهجرة، وباتت تونس وليبيا مزيجاً من الثقافات الإفريقية الباحثة عن الهجرة، والجميع في انتظار المراكب للهجرة.

وتواصل قوافل الهجرة إلى أوروبا لتصبح الأعلى وصولاً لمستويات قياسية مؤخراً، حيث حلت إيطاليا مكان إسبانيا، وبصفتها الدولة الأوروبية التي يتدفق إلى سواحلها أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين، حيث استوعبت منذ يناير الماضي نحو 56% من التدفق العالمي للمهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا.

أشار تقرير  صادر عن لوموند الفرنسية أن الجغرافيا السياسية للهجرة في البحر المتوسط أعادت إيطاليا إلى وضعها بلد خط المواجهة مع الهجرة غير الشرعية، بعد أن كانت إسبانيا الدولة الأكثر مقصداً للمهاجرين غير الشرعيين القادمين عن طريق دول المغرب العربي.

وتم رصد نزول 44 ألف مهاجر ولاجئ على سواحل إيطاليا، خصوصاً في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، آتين من الضفة الجنوبية للمتوسط، في المرحلة الزمنية الممتدة من يناير إلى أغسطس من العام  الماضي 2022.

وفي العام الحالي 2023، حاول ما يقرب من 200 ألف شخص دخول الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني في أول سبعة شهور من العام الجاري؛ ما يمثل أكبر عدد لهذه الفترة منذ أعوام، وأكثر من نصف محاولات الدخول عن طريق البحر المتوسط، أخطر طريق للهجرة في العالم.
 
وقال الدكتور أيمن زهري، رئيس الجمعية المصرية لدراسات الهجرة، إن هناك فقداً للعمالة الماهرة الشابة من خلال هجرة الأطباء والمهندسين والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، ونفقد العمالة شبه الماهرة الشابة من خلال الهجرة غير النظامية.

وأضاف في تصريحات خاصة أن الجنوب الإفريقي يمر بظروف صعبة للغاية وهو ما جعل المواطنين يتجهون للشمال، الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في دول الجنوب تدفع المواطنين للخروج وأقرب مكان للأفارقة هو أوروبا، وطبعًا شبكات الهجرة والأقارب يساعدون في استقبالهم حتى في الفترة الأولى التي يحتاجها أي شخص للتواجد في أي بلد.
 
وأشار إلى أن السبب الأول اقتصادي ناتج عن سبب سياسي بسبب فشل الحكومات في توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة.