رفع عَلَم المثليين وتنازلات أخرى.. هكذا تستقطب الدوحة نجوم الكرة للترويج للمونديال

تستقطب قطر نجوم الكرة للترويج لمونديال كأس العالم مقابل تنازلات

رفع عَلَم المثليين وتنازلات أخرى.. هكذا تستقطب الدوحة نجوم الكرة للترويج للمونديال
صورة أرشيفية

بعد أن حصدت استضافة كأس العالم لكرة القدم، عبر الرشوة والتزييف، تحاول قطر بكل السبل استقطاب نجوم العالم البارزين وتقديم إغراءات عديدة لهم، بهدف حشد أكبر عدد ممكن لتحسين صورتها وتلافي الأزمات الضخمة التي شهدتها منذ استعداداتها للمونديال.

استقطاب ديفيد بيكهام

أثار أسطورة كرة القدم ديفيد بيكهام موجة انتقادات ضخمة بين نشطاء حقوق الإنسان بسبب توقيعه صفقة بقيمة 277 مليون دولار مع قطر للعمل كسفير لكأس العالم 2022 ، حيث سيعمل على تعزيز السياحة والثقافة في الدولة الشرق أوسطية، وفقا لصحيفة The Mail on Sunday.

وأكد موقع "إنسايدر" أن بيكهام يواجه انتقادات حادة؛ لأنه أصبح وجهاً لقطر المتهمة بانتهاكات حقوق الإنسان، حيث تعتبر العلاقات الجنسية المثلية أحد الانتقادات، فضلا عن القيود الكبيرة على حرية التعبير، وتقارير عن العمل الجبري، والتمييز البالغ ضد المرأة.

وقال الناشط الحقوقي المخضرم بيتر تاتشيل لصحيفة The Mail On Sunday إنه "من المخيب للآمال حقًا" أن يروج بيكهام لقطر مقابل المال نظرًا لسجلها "السيئ" في مجال حقوق الإنسان، مضيفا: "لقد ارتكب خطأ فادحاً. آمل أن يفكر مرة أخرى، هذا لا يتوافق مع دعمه المعلن لحقوق المرأة والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية".

تجنيس اللاعبين

لم يكن بيكهام هو أول من تستقطبهم الدوحة لساحتها الرياضية، حيث تعتمد الرياضة القطرية على تجنيس اللاعبين المميزين حول العالم، للاشتراك في فعاليات البطولات تحت اسم قطر، وتحقيق انتصارات زائفة تنسب للرياضة القطرية رغم أنها من صناعة بلاد أخرى، ولكن أغرتهم الدوحة بالمال لتمثيلها بصورة دائمة أو مؤقتة في المحافل الرياضية العالمية.

وسعت قطر إلى ضم لاعبين يرغبون في إنهاء مسيرتهم، وهو ما ظهر من خلال صفقة أندريه آيو لاعب السد، والبلجيكي توبي ألدرفيريلد مدافع الدحيل، وخاميس رودريغز نجم إيفرتون وريال مدريد سابقا، وهو ما يعادلها في الحصول على نجاحات زائفة ليست بصنع يد القطريين أنفسهم بالبطولات العالمية.

دوري النجوم المزيفين

وخلال الفترة الماضية، بذلك قطر جهودا عديدة لاستقطاب نجوم كرة القدم في الدوري القطري، منهم الأرجنتيني غابرييل عمر باتيستوتا، الذي حمل قميص نادي العربي، والألماني ستيفان إفينبيرغ، الذي لعب للفريق نفسه، والإسباني راؤول غونزاليس، نجم السد السابق، ولاعب فريق ليون السابق ليساندرو لوبيز الذي وقع مع الغرافة القطري، ونجم برشلونة الإسباني السابق بيب غوارديولا مع الأهلي، ومارسيل دوسايي نجم ميلان ومارسيليا السابق مع الغرافة، وفرانك ورونالد دي بوير نجما أياكس وبرشلونة السابقان مع الريان.

مبادرات مشبوهة

وتحاول قطر من خلال ذلك استثمار قوة كرة القدم وشعبيتها الواسعة في تحقيق نجاحات صورية لتحسين واجهتها المشوهة على الصعيد الاجتماعي والإنساني والاقتصادي والبيئي، لذلك أطلقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث مجموعة من المبادرات والبرامج التي تدعم هذا التوجه، والذي اعتمد على اختيار عدد من أبرز نجوم وأساطير كرة القدم في العالم لدعم أهداف برامج ومبادرات مونديال قطر 2022.

وتحت ستار الترويج للمونديال، استقطبت قطر لقائمة سفراء إرث المونديال 15 سفيرا، بهدف الترويج لاستضافة البطولة الكروية العام المقبل، حيث تم اختيارهم بعناية تامة تعتمد على شعبيتهم الواسعة ومواهبهم في الإعلام ونشاطهم في المجتمعات، وتفاعلهم مع عشاق كرة القدم حول العالم، من أجل حصد تلك النجاحات الصورية وإخفاء الأزمات التي تعصف بالمونديال من الرشوة للانتهاكات الجسيمة التي يعاني منها العمال وحتى عيوب البنية التحتية ووجود مجنسين بين صفوف المنتخب القطري.

ومن بين السفراء الذين استقطبتهم قطر لتحقيق تلك الأغراض، هو النجم الإسباني تشافي هيرنانديز، قائد نادي برشلونة السابق، والفائز مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2010، الذي يتولى حاليا تدريب نادي السد القطري، وأصبح أول سفراء البرنامج في 2018، حيث استغلته الدولة الخليجية لتنفيذ أغراضها بكل السبل وتحسين واجهتها لجمع أكبر عدد من الزوار المرتقبين خلال البطولة وإخفاء الأزمات التي لاحقتها خلال الأعوام الماضية.

وانتهجت قطر مبدأ استقطاب اللاعبين الكبار للتشويش على الأزمات التي لاحقت المونديال، حيث إنه في 2019، أصبح صامويل إيتو، نجم منتخب الكاميرون ونادي برشلونة السابق، والفائز بجائزة أفضل لاعب إفريقي أربع مرات، أيضا ممن وقعوا في شباك قطر، بالإضافة إلى كافو، القائد السابق لمنتخب البرازيل، والفائز بلقب كأس العالم مع منتخب بلاده في 1994 و2002، كسفير لبرنامج إرث قطر.

كما جذبت قطر بأموالها وإغراءاتها الكاذبة، النجم الأسترالي تيم كاهيل، الذي يعد أفضل هداف في تاريخ أستراليا، بالإضافة إلى نجم الكرة الهولندي رونالد دي بور، في محاولة لتلميع صورة المونديال المنتظر الذي تحيط به عدة شبهات وتهدده كمية ضخمة من الأزمات.