محلل سياسي : استهداف الاحتلال لمراكز المساعدات بغزة سياسة تجويع ممنهجة لإخضاع السكان

محلل سياسي : استهداف الاحتلال لمراكز المساعدات بغزة سياسة تجويع ممنهجة لإخضاع السكان

محلل سياسي : استهداف الاحتلال لمراكز المساعدات بغزة سياسة تجويع ممنهجة لإخضاع السكان
حرب غزة

تتواصل فصول المأساة الإنسانية في قطاع غزة، حيث صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكاتها بحق المدنيين، خصوصًا أمام مراكز توزيع المساعدات الإغاثية التي باتت تتحول إلى "مصائد موت" بحسب تعبير شهود عيان ومنظمات حقوقية دولية.


وشهدت مناطق متفرقة من شمال ووسط القطاع - خلال الأيام الماضية- استهدافات مباشرة من قبل الجيش الإسرائيلي لمواطنين فلسطينيين أثناء تجمّعهم في طوابير طويلة للحصول على المساعدات الغذائية؛ ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، في مشاهد مأساوية تعكس حجم الكارثة التي يعيشها القطاع المحاصر منذ أكثر من 18 أشهر.


وأشارت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال تستخدم طائرات مسيّرة وأسلحة قنص لقمع المدنيين في محيط تلك المراكز، تحت ذريعة وجود عناصر مسلحة بينهم، في وقت تؤكد فيه تقارير مستقلة خلو تلك المناطق من أي نشاط عسكري.


من جهتها، أعربت منظمات إغاثية دولية، منها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة أطباء بلا حدود، عن قلقها العميق إزاء الاستهداف المتكرر لنقاط التوزيع، محذّرة من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى انهيار كامل للمنظومة الإنسانية، ويمنع إيصال الغذاء والماء إلى آلاف العائلات التي تعيش على حافة المجاعة.


وفي السياق، أكدت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، أن استهداف المدنيين أثناء تلقيهم المساعدات يشكّل "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني"، داعية إلى فتح تحقيق دولي مستقل ومحاسبة المتورطين.


ورغم نداءات وقف إطلاق النار المتكررة، يواصل الاحتلال عملياته العسكرية في قطاع غزة، وسط صمت دولي متزايد، وتدهور كارثي للوضع الإنساني الذي وصفه مسؤولون أمميون بـ"الأسوأ في القرن الحادي والعشرين".


قال الدكتور سامي العلي، المحلل السياسي الفلسطيني: إن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين أمام مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة يكشف عن سياسة ممنهجة لإخضاع السكان عبر التجويع والترهيب، مشيرًا أن ما يجري هو "عقاب جماعي لا يفرّق بين طفل وامرأة ومسن".


وفي تصريح خاص للعرب مباشر، أوضح العلي، أن استهداف نقاط التوزيع يتم تحت غطاء "مزاعم أمنية"، بينما الهدف الحقيقي هو منع تدفّق المساعدات الإنسانية، وخلق حالة من الفوضى والضغط الاجتماعي تدفع الغزيين للانهيار والاستسلام. 


وأضاف: "الاحتلال يدرك تمامًا أن سلاح الجوع أشد فتكًا من القنابل، لذلك أصبح المدنيون الآن هدفًا مباشرًا، خاصة في أماكن يفترض أن تكون آمنة".


وتابع العلي: أن المجتمع الدولي بات عاجزًا عن التدخل لوقف هذه الانتهاكات، رغم وضوح الصورة وتكرار الجرائم، معتبرًا أن صمت الدول الكبرى يعطي غطاءً غير مباشر لمواصلة هذه السياسة الوحشية.


وأشار أن استمرار استهداف مراكز المساعدات يعني دخول غزة مرحلة أكثر خطورة من الكارثة الإنسانية الحالية، لا سيما مع انتشار سوء التغذية الحاد وتوقف الإمدادات الطبية.


وختم العلي تصريحه بالقول: "ما لم يتم تحرك دولي فوري لفرض حماية دولية للمساعدات والمدنيين، فإن قطاع غزة مقبل على كارثة إنسانية قد تُسجل كأسوأ فشل أخلاقي في التاريخ الحديث".