محلل سياسي فلسطيني: الاحتلال يحوّل عيد الأضحى في غزة إلى موسم للحصار والمعاناة
محلل سياسي فلسطيني: الاحتلال يحوّل عيد الأضحى في غزة إلى موسم للحصار والمعاناة

تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة مع اقتراب عيد الأضحى، وسط تصعيد عسكري مستمر يزيد من معاناة السكان، وخاصة الأطفال، الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة منذ اندلاع العدوان قبل أشهر.
وبينما يستعد العالم الإسلامي لاستقبال عيد الأضحى، يحرم آلاف الأطفال في غزة من أبسط مظاهر العيد، في ظل الدمار الواسع الذي طال المنازل والمدارس والمستشفيات، وغياب الغذاء والمياه والدواء، فضلاً عن فقدان أفراد من عائلاتهم بفعل القصف المستمر.
ووفقًا لتقارير منظمات حقوقية، ارتفع عدد الأطفال الضحايا إلى مستويات مروعة، بينما يواجه الناجون منهم صدمات نفسية حادة ونقصاً في الرعاية الصحية والدعم النفسي.
كما تشير التقارير، أن العديد من العائلات النازحة تعيش في مخيمات مؤقتة لا تقي من الحر أو المرض.
وتتزامن هذه الأوضاع مع استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية، مما يعمق أزمة الغذاء والدواء ويجعل من العيد مناسبة يطغى عليها الحزن والخوف بدل الفرح.
من جهتها، دعت منظمات إنسانية ودولية إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، مؤكدة أن استمرار الانتهاكات بحق المدنيين، وخصوصاً الأطفال، قد يرقى إلى جرائم حرب تستدعي مساءلة دولية عاجلة.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور سامي العلي، أن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مع اقتراب عيد الأضحى، يكشف ما وصفه بـ"الوجه الحقيقي للاحتلال الذي لا يراعي أي اعتبارات دينية أو إنسانية"، مشيرًا أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من هذا الواقع المأساوي.
وقال العلي، في تصريح للعرب مباشر: إن "الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد التصعيد في المناسبات الدينية، لتحطيم الروح المعنوية للفلسطينيين، وكسر إرادتهم"، لافتًا أن عيد الأضحى يأتي هذا العام في ظل دمار واسع، ونقص حاد في كل مقومات الحياة، من غذاء وماء وكهرباء ودواء.
وأضاف: أن "العدوان المستمر، وتجاهل إسرائيل لكل النداءات الدولية، يعكس غياب أي إرادة حقيقية لدى المجتمع الدولي لوضع حد للجرائم المرتكبة بحق المدنيين، خاصة الأطفال الذين يُقتلون أو يُصابون أو يُحرمون من التعليم والأمان".
وأشار العلي، أن الاحتلال "يراهن على إرهاق الفلسطينيين نفسيًا ومعيشيًا، لكنه لا يدرك أن هذه السياسات تزيد من صمود الناس وتشبثهم بحقوقهم".
وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات، والعمل على حماية المدنيين في غزة، قائلاً: "السكوت على ما يحدث هو تواطؤ بصمت، ويجعل من الحديث عن حقوق الإنسان شعارات جوفاء لا معنى لها".