العراق.. رفض شعبي لترشح السوداني لـ منصب رئيس الحكومة

تشهد العراق رفضا شعبي لترشح السوداني لـ منصب رئيس الحكومة

العراق.. رفض شعبي لترشح السوداني لـ منصب رئيس الحكومة
السوداني

في ظل الأزمات السياسية المتتالية في العراق، وفي خطوة تزيد من ضبابية المشهد السياسي جاء ترشح محمد شياع السوداني رئيسًا للحكومة العراقية ليضاعف من مخاوف العراقيين خاصة بعد أن أعلن مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، عن اعتذاره عن قبول الترشح لمنصب رئيس الحكومة العراقية الجديدة من قبل قوى ما تُعرف بـ"الإطار التنسيقي".

المولد والنشأة

ولد محمد شياع السوداني في عام 1970 في العاصمة العراقية بغداد، وبعد 10 سنوات من ولادته صدر حكم بإعدام والده وخمسة أفراد من عائلته أثناء حكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، لانتمائهم إلى حزب الدعوة الإسلامية المحظور في حينها.

وحصل السوداني على شهادة البكالوريوس في العلوم الزراعية من كلية الزراعة جامعة بغداد، وشهادة الماجستير في إدارة المشاريع، وعُين في عام 1997 في مديرية زراعة ميسان، وفي عام 2003، كان السوداني منسقاً بين الهيئة المشرفة على إدارة محافظة ميسان وسلطة الائتلاف المؤقتة، وفي 2004 تقلد منصب قائم مقام مدينة العمارة مركز محافظة ميسان وأكبر مدنها، وانتخب بعدها السوداني عضوا في مجلس محافظة ميسان كمرشح عن قائمة حزب الدعوة في عام 2005، وتقلد في الفترة بين عامي 2009 و2010، منصب محافظ ميسان، وكان وزيرًا لحقوق الإنسان العراقي، ثم وزيرًا للعمل والشؤون الاجتماعية في حكومة حيدر العبادي، ثم منصب وزير الصناعة، وشغل لفترة منصب وزير التجارة بالوكالة.

رفض شعبي

رفض العديد من العراقيين تواجُد السوداني على رأس الحكومة العراقية، حيث تجمع المتظاهرون ليلًا أمام مكتب السوداني شرقي بغداد حاملين أعلام العراق ويهتفون بشعارات تُندِّد بقرار قوى الإطار التنسيقي الشيعي لترشيح محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

ولا زالت بعض الكتل ترفض التوافق على السوداني المدعوم من قبل الإطار التنسيقي الذي يضم الأحزاب الإيرانية في البلاد، كما يواجه ترشح السوداني موقفًا غامضاً من العديد من الأحزاب والتي من بينها تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو الموقف الذي وُصف بـ "الغامض"، ويعد رفضاً ضمنياً، حيث أشار العديد في تعليقاتهم إلى أن السوداني لن يكون قادرًا على تنفيذ مطالب الشارع العراقي المتمثلة بحصر السلاح بيد الدولة وترشيد الحشد الشعبي وتقديم الفاسدين إلى العدالة.

حلفاء إيران

مراقبون أكدوا أن وراء السوداني دعم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وأكرم الخزعلي حلفاء إيران في العراق، والخصمين الأساسيين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ويرى المراقبون أن دعم ترشيح السوداني جاء كـ "نكاية" وتعنُّت ضد مقتدى الصدر بعد التوترات المتصاعدة لتسريبات المالكي الأخيرة بحق قوى سياسية عراقية.  

ومؤخراً، نشر صالح محمد العراقي المقرب من زعيم التيار الصدري صورة لمحمد شياع سوداني وهو يصافح ظله، في إشارة إلى عدم تأييد مقتدى الصدر لترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة، لكن الرسالة اصطدمت على ما يبدو بالغضب العشائري بعد ما اعتبر تهكمًا على السوداني ومن خلفه قبيلته، وعلى الرغم من انسحاب مقتدى الصدر من تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، معلنا انضمامه إلى صفوف الشعب العراقي، إلا أنه له رأي كبير ومؤثر على الشارع العراقي، مشيرين إلى أن رفض الصدر سيدفع الكثيرين إلى رفض السوداني، ويرى مقتدى الصدر أن التيار الصدري قادر على التأثير في الشارع.