كيف يؤثر الانقلاب المستمر في إفريقيا على التواجد الفرنسي وما سر ذلك؟

يؤثر الانقلاب المستمر في إفريقيا على التواجد الفرنسي

كيف يؤثر الانقلاب المستمر في إفريقيا على التواجد الفرنسي وما سر ذلك؟
صورة أرشيفية

أزمات متتالية تنهال على فرنسا داخل القارة الإفريقية، بعد سنوات من استعمار مباشر وغير مباشر، أصبحت فرنسا في مواجهة انقلابات متتالية، والتواجد الفرنسي أصبح في مرمى جيوش القارة السمراء، بداية من انقلابات مالي وبوركينا فاسو، وصولاً لانقلابات النيجر والجابون. 

وهو ما يكشف تحولاً تاريخياً يطال كل القارة الإفريقية، انقلابات تنتفض لأسباب وحسابات داخلية لترتيب العلاقة مع المستعمر القديم، لكن حقيقة الأمر تتعلق بتوق هذه البلدان كما بلدان القارة للخروج من حقبة الحصرية والاستقطاب في العلاقة مع العالم إلى قواعد التنوع والاختلاف والتعدد. 

وخرج الحاكم في بوركينا فاسو إبراهيم تراوري خلال القمة الروسية الإفريقية ليكشف عن الأزمات مع باريس وكيف كانت تقوم بنهب ثروات الشعب الإفريقي. 

فرنسا تدين انقلاب الجابون "سقوط حليف إفريقي آخر"

أدانت فرنسا الإطاحة بالرئيس الجابوني علي بونجو أونديمبا يوم الأربعاء، وهو ما قد يمثل انتكاسة أخرى لباريس في إفريقيا حيث تسقط حكومات صديقة في "وباء" الانقلابات، وفق ما قالته بي بي سي. 

وقال أوليفييه فيران المتحدث باسم الحكومة الفرنسية في باريس بعد أن أعلن ضباط عسكريون على شاشة التلفزيون أنهم أطاحوا بالحكومة إن فرنسا "تدين الانقلاب العسكري الجاري في الجابون".

وقال فيران إن فرنسا تتابع الأحداث "باهتمام كبير" وإنها "تكرر رغبتها في رؤية نتائج الانتخابات تحترم"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها التي جرت يوم السبت في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.

وفي الجابون، لا تزال وجهات نظر وسياسات النظام العسكري الجديد غير معروفة، ومن المعتقد أن رئيس الحرس الجمهوري، الجنرال بريس أوليجي نجويما، هو الذي يترأسه.

أزمة فرنسية واضحة في مصادرها

وأكدت مصادر خاصة، أن فرنسا الآن أصبحت في أزمات كبرى، خاصة في قراءة المشهد، وهو ما استجد وكان مفاجئاً في خرائط نفوذها التاريخي في إفريقيا لا سيما لدى مجموعة دول الساحل، ووسط كل تلك الأزمات فإن حلفاء باريس من الغرب من يقدمون العون اللازم لباريس في أزماتها مع الدول الإفريقية. 

وأشار المصادر إلى أن باريس ستعاني بشدة، خاصة أنها تستورد اليورانيوم من النيجر، وكذلك تستورد النفط من الجابون والتي بدورها داخل منظمة أوبك، وروسيا جاءت تقطف ببساطة محصولاً ساهمت خطايا فرنسا في زرعه طوال عقود. 

وأشار إلى أن في مالي وبوركينو فاسو ومؤخراً النيجر في منطقة الساحل الشمالية الغربية، اتخذت الحكومات العسكرية الجديدة لها مواقف معادية بشكل علني تجاه فرنسا، مستغلة الاستياء الذي يشعر به العديد من السكان المحليين بشأن القوة الاستعمارية السابقة ونفوذها المستمر، وهو ما قد تواجهه في الجابون أيضاً.

وقال: إن ماكرون فشل في البداية في اتخاذ موقف متشدد بما فيه الكفاية مع قادة الانقلاب في مالي في عام 2020، وأيد نتائج تغيير السلطة بالقوة العسكرية في تشاد في عام 2021، ليفتح الأبواب أمام القوى العسكرية الأخرى في القارة.