الجحيم على الأرض.. كيف تواجه الأقليات المسيحية الاضطهاد والترهيب في إيران

تعيش الأقليات المسيحية الاضطهاد والترهيب في إيران

الجحيم على الأرض.. كيف تواجه الأقليات المسيحية الاضطهاد والترهيب في إيران
صورة أرشيفية

لا يبدو أن إيران تختفي أبدًا من عناوين الأخبار، بينما تستمر آثامها - غالبًا بعيدًا عن الأنظار وبعيدًا عن الذهن، ولعل أبرز جرائمها هو الإساءة المستمرة للأقليات الدينية سواء المسلمون السنة والزرادشتيون والبهائيون والملحدون والمسيحيون، وحتى في بعض الأحيان اعترفت الحكومة بالكنائس الآشورية والأرمنية. 

انتهاكات حقوقية 

وأكدت مجلة "نيوزويك" الأميركية، أنه غالبًا ما يتم إخفاء الانتهاكات في حقوق الأقليات عن الأنظار، ومع ذلك، فإن قائمة المراقبة العالمية للأبواب المفتوحة التي تحظى باحترام كبير تضع إيران باستمرار بين أكبر 10 مضطهدين للمسيحيين في العالم.

وتابعت: إنه في ظل المحادثات النووية التي يبدو أنها إلى ما لا نهاية، فإن إساءة معاملة النظام للأقليات الدينية مستمرة، وفي بعض الحالات تزداد بلا هوادة.

وأضافت: أن اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) لاحظت أن الحرية الدينية في إيران "سيئة للغاية"، فتفسير الجمهورية الإسلامية للإسلام يحرم الأقليات من حرية العبادة.

وأشارت إلى أن المسيحيين، يستمرون في أداء الصلاة من أجل إيمانهم بثمن باهظ، وهناك سبب لهذا التمييز المزعج، حيث نما المجتمع المسيحي الصغير ولكن المستمر في إيران بوتيرة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة. 

نهاية التطرف 

وبحسب المجلة الأميركية، فإن التشدد الديني في إيران آخذ في الانحدار، مع الارتفاع في عدد المسيحيين.

ويرى مراقبون أن التطرف والتشدد الديني وراء ما يحدث من تغيرات في خريطة المسلمين والمسيحين، حيث يستغل النظام الإيراني الدين الإسلامي كذريعة لتنفيذ أجندته المتطرفة ما جعل الكثيرين يخافون منه.

وتابع المراقبون: إن ما يحدث في إيران هو مخالف تماما لما يحدث داخل دول الجوار التي ينتشر فيها الإسلام المعتدل، ولا تواجه هذه الدول التغيرات الجذرية التي تشهدها إيران.

وأكدت المجلة أن زيادة عدد الأقلية المسيحية في إيران ليس بالخبر المبشر لا للمسيحيين أو المسلمين، لأنه يزيد من تعرض المسيحيين للاضطهاد ويجعل الدولة الإيرانية أكثر تشددا وتطرفا مع المسلمين. 

اعتداءات وحشية 

وقالت ماري محمدي، شابة مسلمة غير متطرفة من طهران: "لقد تعرضت للتهديد مرات عديدة من قبل السلطات". 

وذكرت أنها تلقت رسائل ترهيب باللغة الفارسية على تويتر، من بينها تحذير من أنها ستتعرض للهجوم بالحامض وتهديدها على وجه التحديد بـ"اغتصاب جماعي".

وأوضحت: "إذا حدث لي شيء، فإن الحكومة الإسلامية الإيرانية وشركاءها، داخل وخارج إيران، هم المسؤولون بشكل مروّع".

وأكدت المجلة أنه بعد أيام قليلة من تلك التهديدات، تعرضت ماري بالفعل لاعتداء وحشي، إن مستقبل مريم اليوم للأسف غير مؤكد. 

اضطهاد ديني 

وبحسب المجلة فإن اضطهاد المسيحيين والمسلمين المعتدلين من قبل السلطات الإيرانية ليس بالأمر الجديد، ولكنه مستمر بلا هوادة، وعلى الرغم من الوباء العالمي، ذكرت USCIRF أن المسيحيين في إيران واجهوا اضطهادًا دينيًا شديدًا في عام 2021.

ومن بين هؤلاء، سجين الرأي الديني للجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية القس يوسف نادارخاني، الذي اتُّهم في عام 2016 بـ"الترويج للمسيحية الصهيونية". لا يزال في السجن بعد الحكم عليه بالحبس لمدة 10 سنوات.

ففي شهر فبراير الماضي، حكمت محكمة الاستئناف على ثلاثة مسيحيين بالسجن لنشرهم "دعاية".

كما استدعت وزارة المخابرات الإيرانية إبراهيم فيروز إلى مكتب المدعي العام بعد أن حمل مقاطع فيديو توثق اضطهاده، وتم القبض عليه في النهاية ووضعه في السجن.

ووفقا للمجلة الأميركية، فإنه ليس من المستغرب، مع استمرار المحادثات النووية الإيرانية، حاول النظام إضفاء مظهر ألطف على مناظريه الغربيين. 

وكان أحد التكتيكات إطلاق سراح تسعة مسيحيين محتجزين، وبعد ذلك تراجعت المحكمة بهدوء عن قراراتهم بعد أيام.


ونُشر في فبراير 2022 مقال بعنوان "المسيحيون الذين برأتهم المحكمة العليا يواجهون الآن تهم بنشر الدعاية حول ديانتهم".

في 14 فبراير، كان المقرر الخاص للأمم المتحدة جافيد الرحمن أقل إعجابًا بمعاملة إيران للمسيحيين، وأشار في تقريره الأخير إلى اعتقال ما لا يقل عن 53 مسيحيًا بين 1 يناير 2021 و1 ديسمبر 2021. وقال إنهم اعتقلوا "لممارسة معتقداتهم الدينية".

وأشار رحمن إلى أنه يتعين على إيران أن "تضمن القانون والممارسة الحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات، أن أي قيد على هذه الحقوق يجب أن يتوافق مع القانون الدولي".